النووي يطيح انتخابيا بحزب ميركل

حقق حزب الخضر انتصارا وصف بالكبير على حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في انتخابات ولاية بادن فرتمبيرج جنوب غرب ألمانيا والتي أجريت أمس حيث نال الخضر نسبة 24.2% من الأصوات، وهو ما يعني حصولهم على 36 مقعدا من أصل 71 مقعدا، في حين حقق حليفه الحزب الاشتراكي الديمقراطي 23.1% من الأصوات (35 مقعدا).
وحصل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على 60 مقعدا ببرلمان الولاية، وشريكه الحزب الديمقراطي الحر على سبعة مقاعد. وهو ما يمكّن الخضر وحليفهم من أغلبية مطلقة لتشكيل الحكومة المحلية في الولاية حسب النتائج المؤقتة للجنة الانتخابية في الولاية.
وأعرب الخضر اليوم عن استعدادهم لتشكيل ائتلاف من وسط اليمين لقيادة أول حكومة محلية في ألمانيا بعد سيطرة الحزب المسيحي الديمقراطي -حزب ميركل- على مقاليد هذه الحكومة منذ 58 عاما.
وصرحت رئيسة حزب الخضر كلوديا روت لقناة تلفزيونية محلية بأن نتائج الانتخابات "مؤشر على تغير كبير في الساحة السياسية الألمانية"، وبأن "سياسات مختلفة صارت لها فرص في البلاد".

الناخبون قالوا لا
وذكر محللون أن الانتخابات كانت بمثابة استفتاء على مستقبل الطاقة النووية في ألمانيا في ظل تعالي الأصوات المعارضة لسياسة برلين النووية بعد الكارثة النووية في اليابان، حيث خرجت مسيرات ضخمة أول أمس تطالب بإغلاق المحطات النووية وتعارض قرار الحكومة الفدرالية قبل خمسة أشهر تمديد عمر 17 مفاعلا نوويا لـ12 عاما في المتوسط.
وقد أقر رئيس الحزب الديمقراطي الحر، حليف الحزب الديمقراطي المسيحي، بأن نتائج انتخابات أمس كانت مخيبة للأمل، وقال غيدو فيسترفيله الذي يشغل منصب وزير الخارجية الألمانية إن "سياسة الطاقة كانت موضوعا حاسما في هذه الحملة. كان الأمر بمثابة اقتراع على مستقبل الطاقة النووية ولقد أدركنا الأمر وسنناقشه في برلين".
وتؤمن ألمانيا حاليا ربع استهلاكها من الطاقة من المحطات النووية، لكن التحولات الحاصلة ستدفع السلطات هناك إلى مراجعة خططها لاستبدال مصادر متجددة بالطاقة النووية.

سبب آخر
وفضلا عن تأثير الملف النووي على تصويت الناخب الألماني، يرى المحللون أن من أسباب فوز حزب الخضر على حزب ميركل هو معارضة الأول لمشروع بناء سكة حديدية في شتوتغارت أثار عدة احتجاجات.
وتعد ولاية بادن فرتمبيرج من أغنى ولايات ألمانيا الاتحادية، فهي قطب صناعي كبير عاصمتها شتوتغارت ويقطن فيها نحو 11 مليون ألماني، وهي مقر لكبريات شركات السيارات كديملر وبورش.
وخلال يوم أمس أيضا جرت الانتخابات في ولاية راينلاند بفالتس (غرب ألمانيا) خسر فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأغلبية المطلقة التي كانت بحوزته، وتراجع الاشتراكيون في نتائج التصويت بـ9.9 نقاط بحصولهم على 35.7% مقابل 45.6% من الأصوات حققوها في الانتخابات الماضية التي جرت في 2006.
وزاد الخضر من قوتهم السياسية في هذه الولاية الصغيرة المساحة بحصولهم على نسبة 15.4% مقابل 4.6% في الانتخابات السابقة.