أحداث أبين تثير مخاوف عدن

صورة عامة لمدينة مودية بابين(الجزيرة نت)

مدينة مودية بمحافظة أبين شهدت في اليومين الماضيين انتشار عناصر مسلحة مجهولة (الجزيرة نت)

سمير حسن-عدن

أثارت الأحداث التي شهدتها محافظة أبين بجنوب اليمن خلال اليومين الماضيين المتمثلة بسقوط منطقة جعار ومناطق أخرى مجاورة بأيدي مسلحين، مخاوف الكثيرين من امتداد تلك الأحداث إلى مدينة عدن الواقعة على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من أبين.

ويرى مراقبون وسياسيون أن ما يعزز هذه المخاوف هو ظهور ملثمين مجهولين شوهدوا وهم يطوفون شوارع المدينة ليلا خلال الأيام الماضية، فضلا عن بروز شعارات على جدران المباني تنادي بإقامة "دولة خلافة إسلامية".

ويربط الكثير من المراقبين بين هذه الشعارات التي وصفت بأنها ذات طابع أصولي وما شهدته المدينة خلال الأسبوع الماضي من أعمال شغب ونهب استهدفت أربع ملاه ليلية، تقع بجوار معسكر للقوات البحرية.

ويؤكد الناشط السياسي بعدن، نبيل غانم أن تحركات هذه العناصر أثارت المخاوف لدى الأهالي من تكرار أحداث جعار معتبرا أن "هناك مخططا لوّح به النظام يجري العمل على تنفيذه في الجنوب من خلال اللعب بورقة تنظيم القاعدة كوسيلة ضغط على المناوئين للنظام".

نبيل غانم (الجزيرة نت)
نبيل غانم (الجزيرة نت)

خلايا نائمة
وقال غانم في تصريح للجزيرة نت إن "عدن ولحج لن تكونا بمنأى عما حدث في أبين بحكم التقارب الجغرافي والارتباط الأسري، خصوصا إذا قام النظام بتحريك الخلايا النائمة من أنصار تلك الجماعات في عدن".

وكانت حالة من الذعر قد سيطرت على أهالي عدن عقب تسريب شائعات عن سيطرة مسلحين من عناصر القاعدة على بلدة البريقة القريبة خاصة أن ذلك تسرب مع تأكيد مسؤول أمني أن عناصر من القاعدة سيطروا على مدينة جعار، بعد مواجهات عنيفة مع الجيش اليمني.

وبحسب الصحفي علي سالم بن يحيى فإن "أحداث أبين ومخاوف عدن تأتي في إطار سيناريوهات مرسومة سلفًا في مطبخ الحزب الحاكم"، معتبرا أن "استخدام النظام اليمني للقاعدة النائمة هو فزاعة للغرب وبالذات الإدارة الأميركية أكثر مما هو لخصومه في الداخل اليمني".

ووفقا ليحيى فإن "الجميع في اليمن يدرك أن تلك العناصر المسلحة هي أداة في يد النظام، مشيرًا إلى أن أوامر لقيادات عسكرية في أبين وشبوة بمغادرة المعسكرات كانت قد سبقت تحرك تلك العناصر المسلحة".

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد اتهم في كلمة أمام حزبه المؤتمر الشعبي العام الحاكم أمس الأحد القاعدة بأنها استولت على مصنع للذخيرة بجعار بعدما تشابكت أيدي التنظيم والحوثيين واللقاء المشترك ومن خرجوا من
الجيش على حد قوله، محذرا من فوضى تعم البلاد إذا تنحى دون تسليم السلطة إلى خلف متفق عليه.

شعارات دينية تنتشر على جدران بمدينة عدن (الجزيرة نت)
شعارات دينية تنتشر على جدران بمدينة عدن (الجزيرة نت)

اتهام مضاد
في المقابل رفض الحراك الجنوبي –وهو تكتل لأحزاب وهيئات معارضة في جنوب اليمن- الرواية الرسمية، وقال القيادي في الحراك العميد علي السعدي في تصريح صحفي إن النظام يلجأ إلى إضعاف قدرات وحدات الجيش في الجنوب عامة وفي محافظة أبين تحديدا بهدف إيهام العالم بأن القاعدة في طريقها إلى الإمساك بزمام الأمور في اليمن.

وأضاف السعدي أن معلومات أكيدة تفيد أن علي صالح أصدر أوامره إلى قيادات عسكرية متعددة تقضي بتسليم مواقعها إلى الجماعات المسلحة، موضحًا أن الكثير من هذه القيادات رفضت هذه الأوامر وطلبت من الأهالي في أبين التعاون معهم بهدف حماية هذه المواقع العسكرية.

وقال إن علي صالح يهدف من ذلك لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن القاعدة ستكون بديلا لنظامه إذا لم يسرع المجتمع الدولي إلى دعمه كي يستمر في السلطة.

المصدر : الجزيرة

إعلان