واشنطن: القذافي يمر بحالة يأس
اعتبرت واشنطن أن الاتصالات التي تجريها السلطات الليبية مع مسؤولين عالميين للتوسط في حل الأزمة الليبية تعكس شعورا باليأس لدى نظام العقيد معمر القذافي.
وفي حديث للصحفيين أشار السفير الأميركي في ليبيا جين كريتز -خلال وجوده في واشنطن- إلى أنه بدا من الواضح أن النظام الليبي يسعى للاتصال بعدة وسطاء "لتمرير رسالة".
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت الثلاثاء الماضي أن مقربين من القذافي أجروا اتصالات في مختلف أنحاء العالم بحثا عن مخرج من الأزمة.
ومن جهته اعتبر عضو قيادة أركان الجيش الأميركي الأميرال البحري بيل كورتني أن لجوء القذافي لتوزيع السلاح على مدنيين لمحاربة الثوار يدل على مدى الضعف الذي تمر به كتائبه الأمنية.
وبشأن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين، أشار كريتز إلى أنه "بدأ بداية جيدة"، وأن واشنطن تدرس إمكانية الاعتراف به.
وأشاد بالوثيقة التي أصدرها المجلس وأيد فيها حقوق الإنسان والمرأة، مضيفا أنه لا يزال يتعين حل عدد من المسائل القانونية حتى يتسنى لواشنطن أن تعترف بالمجلس الوطني.
وأميركياً كذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتحدث قريبا للأميركيين بشأن الوضع في ليبيا، وسيشرح الأهداف المتعلقة بالعمل العسكري في ليبيا.
تركيا
وفي إسطنبول رحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بنقل قيادة العمليات العسكرية في ليبيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبرا أن ذلك يعني استبعادا لفرنسا.
وكانت تركيا قد أعربت أكثر من مرة عن انزعاجها من اندفاع فرنسا في مهاجمة أهداف ليبية، وسبق أن اتهمتها بأن لديها "نوايا خبيثة"، وتستغل الفرص لتحقيق مآرب أخرى ليس من بينها مساعدة الشعب الليبي.
وأكد أردوغان أنه أجرى اتصالات مع الحكومة الليبية من أجل الحصول على تسهيل لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى كافة المدن الليبية الخاضعة لسيطرتها وخاصة مدينة مصراتة.
مبادرة
وفي وقت سابق اليوم، كشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن تحرك مشترك مع بريطانيا لتقديم خطة من أجل حل دبلوماسي بشأن ليبيا، قبل انعقاد المؤتمر الدولي المقرر الأسبوع المقبل بشأن الأزمة الدائرة هناك.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن على الشعب الليبي أن يحدد مستقبل بلاده بنفسه، وأضاف -في لقاء مع الصحفيين عقب قمة أوروبية في بروكسل- أن "الشعب الليبي هو الذي سيحدد مستقبله".
وساطة أفريقية
من جهة أخرى, أعلن الاتحاد الأفريقي أنه يعتزم التوسط لتسهيل إجراء محادثات بشأن ليبيا.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ في اجتماع بأديس أبابا إن التحرك يهدف لتسهيل الحوار بين الأطراف الليبية بشأن إصلاحات "للقضاء على الأسباب الجذرية للصراع"، وأضاف أن "العملية يجب أن تنتهي بإجراء انتخابات ديمقراطية".
كما قال بينغ -في الاجتماع الذي حضره ممثلون عن حكومة القذافي والمعارضة الليبية والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة وجهات أخرى- إن "من المهم أن نتفق على مثل هذا النهج لضمان سلام وأمن وديمقراطية دائمة في ليبيا".
يشار إلى أن الاتحاد الأفريقي رفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية، منذ أن أقر مجلس الأمن فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا الأسبوع الماضي، وبدأت غارات جوية على أهداف عسكرية ليبية.