خيارات الغرب في مواجهة القذافي

French Mirage 2000 jet fighters of the French armys are seen on March 20, 2011 at the aerial military base of Solenzara in Corsica. French military operations in Libya have been "effective" and have encountered "no particular difficulties", the defence ministry said on March 20, 2011. AFP

الميراج الفرنسية تشارك في العمليات وسط مخاوف من طول أمد الحرب (الفرنسية)

مرّ أكثر من أسبوع على بدء عمليات فجر أوديسا ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي، ورغم الضربات الجوية المكثفة التي نجحت في شل القوة الجوية الليبية، فإن صمود النظام لا يزال يشكل مصدر قلق للقيادات الغربية المتخوفة من أن يطول أمد الحرب.

وبرزت على السطح عدة آراء تتحدث عن مستقبل "أوديسا" وتطرح بدائل حتى لا تتكرر تجارب يونيفيل في جنوب لبنان، وتجارب قوات الأمم المتحدة المنتشرة في كوسوفو منذ 1999، إلى جانب قوات حلف شمال الأطلسي داخل أفغانستان، في ظل رفض شن حرب برية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محللين قولهم إن الطريقة المثلى لاختصار مدة العمليات العسكرية في ليبيا تتمثل في تسليح الثوار وتنفيذ عمليات سرية تقودها وحدات خاصة.

وأكد خبير في القضايا العسكرية، فضل عدم الكشف عن هويته، للوكالة نفسها أنه "إذا أردنا إنهاء الحرب بسرعة فعلينا الاستعداد لكل الخيارات الممكنة".

وذكر خبير آخر أنه طالما استمر النظام الليبي قائما فإن ذلك يعني تعرض المدنيين لأخطار محدقة، مما يفرض ضرورة استمرار الهجمات حتى سقوط القذافي.

ويأمل التحالف في حدوث انشقاقات داخل القيادة الليبية، وقد شجعت باريس العديد من الأسماء المحيطة بالقذافي على الانضمام إلى المجلس الوطني الانتقالي تحت التهديد بملاحقتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.

تسليح الثوار

تسليح الثوار أحد الخيارات المطروحة (الجزيرة)
تسليح الثوار أحد الخيارات المطروحة (الجزيرة)

ويناقش قادة الدول المشاركة في فجر أوديسا خيارات أخرى في مقدمتها تسليح الثوار وتكرار سيناريو الولايات المتحدة في أفغانستان إبان الاحتلال السوفياتي لها، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محلل عسكري قوله "نحن نقوم بذلك فعلا، علما أن الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية".

وتنظر القيادات الغربية بعين قلقة إلى هذا الخيار بسبب عدم توفر عنصر الخبرة العسكرية لدى ثوار ليبيا وحاجتهم الشديدة إلى التدريب، مما يجبرها على إطالة أمد الحرب في ظل حرص نظام القذافي على استغلال عامل الوقت لإرهاق القوات المهاجمة.

وقد توقع رئيس أركان الجيش الفرنسي الأميرال إدوارد غيو من جانبه أن تستمر العمليات ضد القذافي "لمدة أسابيع"، وأكد في تصريح للقناة الإذاعية فرانس أنفو أمس قائلا "أشك في أن تستمر الهجمات لأيام، وأظنها ستستمر لأسابيع، وكل أملي أن لا تدوم لأشهر متواصلة".

وأوضح غيو أن حل الأزمة الليبية لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، مشيرا إلى أنه "لن يكون هناك مستنقع ليبي تتورط فيه قواتنا، الحل سيكون سياسيا، وباعتباري رجلا عسكريا فليس من مهامي الحديث عن ذلك".

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الجمعة إن التخطيط لعملية فجر أوديسا افترض أن تستمر المهمة ثلاثة أشهر، وأضاف "لكن هذه المدة قد تطول أو تقصر بحسب المستجدات في الميدان".

قنوات اتصال

خبراء:
المسؤولون في أوروبا وأميركا على علم بمبادرات محيط القذافي لإيجاد مخرج سلمي، لكنهم يتعاملون مع تلك المبادرات بحذر شديد وإن كانوا لا يرفضونها كلية

في غضون ذلك، تحدث أحد مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما عن محاولة مقربين من معمر القذافي "إقامة قنوات اتصال مع الغرب للبحث عن مخرج من الأزمة الحالية".

وذكر المستشار أن من بين المتصلين وزير الخارجية الحالي موسى كوسا. ونقلت رويترز عن رجل أعمال على علاقة بالنظام الليبي هو روجيه تمرز قالت إنه من منطقة الشرق الأوسط، تأكيده وجود محاولات كل من نجل العقيد الليبي سيف الإسلام وعديله عبد الله السنوسي لإيجاد مبادرات سلام تنهي الحرب.

وأكد خبراء لرويترز أن المسؤولين في أوروبا وأميركا على علم بتلك المبادرات "ولا يرفضونها كلية غير أنهم يتعاملون معها بحذر شديد".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أمس الخميس أنه لا توجد أي مؤشرات تدل على أن نظام القذافي يستجيب لمطالب مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار وتطبيق قرارات المجلس.

وينص قرار الأمم المتحدة رقم 1973 على ضرورة فرض حظر جوي في ليبيا واتخاذ "الإجراءات الضرورية" لحماية المدنيين من هجمات كتائب القذافي.

المصدر : وكالات

إعلان