تباين بشأن موقف ألمانيا من ليبيا

A Danish F-16 Fighting Falcon ascends after taking off from Sigonella NATO Airbase in the southern Italian island of Sicily March 20, 2011. Danish Defence Minister Gitte Lillelund Bech said that six Danish fighter planes had been deployed to Sicily. Four were awaiting U.S. instructions to join operations over Libya on Sunday, and two would be kept in reserve.

undefined

خالد شمت-برلين

تباين تقييم خبراء سياسة في ألمانيا لموقف بلادهم من التطورات الجارية في ليبيا، بين من يؤكد أن هذا الموقف سيضر بمصالحها في ليبيا وخارجها، ومن يرى أنه صائب ويستند لاعتبارات سياسية وأخلاقية.

وامتنعت ألمانيا عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار فرض حظر جوي على ليبيا، ورفضت المشاركة بأي شكل في العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد قوات العقيد معمر القذافي، كما أنها لم تعترف بـالمجلس الوطني الانتقالي الذي أسسه ثوار ليبيا.

ومن مواقفها أيضا أنها سحبت قواتها المشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البحر المتوسط، فبعد إعلان الحلف مشاركته في عمليات بحرية ضد ليبيا، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أن فرقاطتين وسفينتين حربيتين تابعتين لها ستعملان في منطقة البحر المتوسط تحت قيادة ألمانية وليس تحت قيادة حلف الناتو.

كما سحب الجيش الألماني نحو 70 من جنوده المشاركين في عمليات استطلاعية بطائرات أواكس تحت قيادة الناتو بالبحر المتوسط، بعد بدء الحلف مهمة بحرية للمشاركة في تطبيق قرار حظر الطيران فوق ليبيا الصادر عن مجلس الأمن.

ووصف الأستاذ بالمعهد الألماني للدراسات العالمية والمحلية الدكتور هانز بيتر ماتيس التعاطي الألماني مع الأحداث الراهنة في ليبيا بالحذر والمتناقض، وقال في تصريح للجزيرة نت إن "ألمانيا بوصفها دولة ديمقراطية كان عليها تأييد القرار الأممي بفرض الحظر الجوي على ليبيا بعد اتضاح حقيقة المذابح التي ارتكبها القذافي بحق المدنيين العزل".

إعلان

غير أنه استدرك قائلا إن القصف الفرنسي البريطاني الأميركي لعدد كبير من الأهداف في عدة مدن ليبية بدلا من التركيز علي منع القذافي من الهجوم على مواطنيه في أجدابيا ومصراتة، أعطى فيما بعد قدرا من المبررات لموقف حكومة أنجيلا ميركل.

واستبعد الخبير الألماني أن تكون بلاده قد راهنت في موقفها على صفقات ما مع القذافي، لكنه رأى أن امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن سيصعب -إن لم يكن سيجهز على- فرصتها في الحصول على مقعد في هذا المجلس.

ولفت إلى أن المرشحين الأقوياء لهذا المقعد كالهند والبرازيل سيعتبرون أن ألمانيا لا تأثير سياسيا لها في الأزمات الدولية، وأن تسديدها 25% من الميزانية السنوية للأمم المتحدة ليس مزية تؤهلها للحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن.

كما يرى نفس الخبير أن خسائر ألمانيا تنسحب أيضا على عدم اعترافها بالمجلس الانتقالي في ليبيا.

ومن جانبه وصف مدير مركز أفريقيا وآسيا بجامعة ماربورغ الألمانية البروفيسور أود شتاين باخ امتناع ألمانيا عن التصويت على الحظر الجوي في مجلس الأمن بالإجراء الصائب، واعتبر أن موقف برلين من الأحداث الليبية استند لاعتبارات سياسية وأخلاقية، ولم يبن على حسابات الربح والخسارة.

undefined

باب التدخل
وقال شتاين باخ للجزيرة نت إن التدخل العسكري في ليبيا -الذي رفضته ألمانيا- قد يفتح الباب أمام تدخل إيراني في البحرين، وتدخلات عسكرية مماثلة في سوريا التي تشهد احتجاجات متنامية.

وأضاف أنه "بعد هدوء العاصفة سيتضح صواب الموقف الألماني وخطأ تقديرات القوى المشاركة في العمليات العسكرية الحالية ضد ليبيا".

وأضاف أن الاعتراف بالمجلس الانتقالي في ليبيا كان من المفترض أن يكون قرارا أوروبيا موحدا وليس إجراء أحاديا مثلما فعلت فرنسا، مشيرا إلى أن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا المشاركة في هذه العمليات "هي من وقفت ضد أي تطور في العالم العربي خلال النصف القرن الأخير".

إعلان

وفي نفس السياق يرى الصحفي بالقناة الأولى في التلفاز الألماني شتيفن بوخين أن بلاده انطلقت في تعاملها مع الأوضاع في ليبيا من محددين، أولهما رفض الشعب الألماني المشاركة في أي حروب دولية، وثانيهما توقعها أن استمرار الحرب في ليبيا لفترة طويلة سيؤدي إلى تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين إلى أوروبا.

وأوضح بوخين -العائد قبل أيام من ليبيا- أن موقف ألمانيا تسبب في إحداث شرخ عميق في محور باريس برلين الذي قال إنه صنع السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي لعقود.

ولكنه قال للجزيرة نت إن سياسة حكومة المستشارة أنجيلا ميركل تجاه التطورات الدائرة في ليبيا قد تكسبها بعض الأصوات في الانتخابات المحلية التي ستجرى في عدد من الولايات الألمانية هذا العام.

المصدر : الجزيرة

إعلان