الغرب ينتقد قمع الاحتجاجات بسوريا
أدانت الولايات المتحدة "القمع الوحشي" للمظاهرات التي شهدتها مدينة درعا جنوب سوريا، بينما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن "على كل زعيم عربي أن يفهم أن رد المجتمع الدولي سيكون من الآن فصاعدا نفسه في كل مرة" في إشارة على ما يبدو للتدخل العسكري في ليبيا.
يأتي ذلك ضمن سلسلة مواقف غربية أجمعت على إدانة تدخل قوات الأمن السورية لتفريق المتظاهرين بمدينة درعا بجنوب البلاد مما أسفر عن مقتل 34 شخصا وفق الأرقام الرسمية، بينما أعلنت مصادر أخرى أن العدد تجاوز مائتي قتيل.
فقد قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إنه يتعين على سوريا أن تحتذي بالنموذج المصري حيث امتنع الجيش عن إطلاق النار وساعد الشعب في الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال غيتس الذي يزور إسرائيل حاليا ضمن جولة شرق أوسطية "ما تواجهه الحكومة السورية هو في الحقيقة نفس التحديات التي تواجه العديد من الحكومات في أنحاء المنطقة وهي مظالم شعوبها السياسية والاقتصادية التي لم تلب".
ودعا السوريين للاقتداء بالنموذج المصري عبر الاستعانة بالجيش "الذي دعم الثورة" لإسقاط النظام، وأضاف للصحفيين "بعضهم يتعامل معها بطريقة أفضل من الآخرين، لقد جئت للتو من مصر حيث وقف الجيش متابعا وسمح للشعب بالتظاهر، وفي الحقيقة دعم الثورة، يمكن للسوريين تعلم الدرس من ذلك".
واستشهد غيتس بسوريا وليبيا وإيران كأمثلة "للأنظمة الاستبدادية التي قمعت شعوبها ولديها استعداد لاستخدام القوة ضدها" وقال "إن ما نراه هو الانفتاح على مستقبل يحدث فعليا في كل هذه الدول".
تحفظ إسرائيلي
وفي تعليقه على الموضوع، أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تحفظا تجاه احتمالات حدوث انتفاضة كبيرة في سوريا.
وقال "أعتقد أن هذا الموقف (الأوضاع في سوريا) المختلف لا يخلق فقط مخاطر وتحديات وإنما فرصة أيضا، ويجب أن نتحلى باليقظة حتى نتمكن من انتهاز هذه الفرص عندما تلوح بدلا من تركها تفلت من أيدينا ونواجه حالات غموض ناجمة عن فوضى أعمق في الشرق الأوسط".
وعلى مستوى الرئاسة الأميركية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان صحفي إن "الولايات المتحدة تدين بقوة القمع الوحشي من الحكومة السورية للمتظاهرين وخاصة العنف وقتل المدنيين بأيدي قوات الأمن".
وأضاف أنه يجب محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف، وقال إن واشنطن تطالب حكومة سوريا بالتحلي بضبط النفس واحترام حقوق شعبها.
معلوم أن درعا عرفت أمس خروج نحو عشرين ألف شخص في جنازة تسعة محتجين قتلتهم قوات الأمن بالمدينة، رددوا أثناءها هتافات تنادي بالحرية والثأر للشهداء. كما نظم سكان آخرون اعتصاما في حي المحطة احتجاجا على مقتل محتجين على يد قوات الأمن.
تحذير فرنسي
أوروبيا، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا.
وقال "يجب أن يفهم كل زعيم وخصوصا كل زعيم عربي أن رد فعل الأسرة الدولية وأوروبا سيكون من الآن فصاعدا نفسه في كل مرة".
وأضاف أنه لا يمكن القبول بأن يطلق الجيش الرصاص الحي على المتظاهرين، على حد تعبيره.
ضمن نفس الإطار، دعا وزير الخارجية آلان جوبيه سوريا إلى أن "تستمع لصوت الحرية والديمقراطية" بعدما طالبت باريس دمشق بالكف عن استخدام القوة.
بدوره، طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بوقف العنف على الفور، ودعا الحكومة السورية إلى ضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية والمدنية وأيضا سيادة القانون.
التطلعات المشروعة
ودعت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبيإلى وقف استخدام الذخيرة الحية والقوة المفرطة ضد المتظاهرين بشكل سلمي في درعا.
وطالبت كاثرين آشتون بإطلاق سراح المعتقلين وتلبية ما سمتها التطلعات المشروعة للشعب السوري.
وكان الأمين العام لـالأمم المتحدة بان كي مون قد دعا من جهته أمس إلى "فتح تحقيق شفاف عن المجازر" في درعا, ومحاسبة المسؤولين عنها.
يُذكر أن عددا من المدونين على المواقع الاجتماعية وناشطين سياسيين دعوا إلى التظاهر بكل المدن السورية اليوم الجمعة في إطار ما سموه "جمعة الكرامة" في خطوة تصعيدية لزخم المظاهرات التي اندلعت شرارتها الأولى يوم 15 مارس/ آذار الجاري بالعاصمة دمشق، لكنها اشتدت بمدينة درعا.