تحرك شبابي للعودة الفلسطينية
أحمد فياض-غزة
قررت مجموعات من الشباب الفلسطيني استلهام الثورات الشبابية عبر دعوات أطلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الحوارية لمسيرات مليونية في 15 مايو/أيار المقبل بهدف تحقيق حق العودة إلى فلسطين التاريخية وإنهاء مأساة ستة ملايين لاجئ فلسطيني.
ويقول عضو اللجنة التحضيرية لمسيرة عودة اللاجئين أحمد أبو رتيمة "إن التغير الذي تشهده المنطقة أوجد في الأمة روحا غير مسبوقة من الثقة بالنفس، مما دفعنا لاستغلالها لتحقيق أحلامنا بالعودة إلى فلسطين التاريخية بالطرق السلمية المشروعة وفق ما يضمنه القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
وذكر أنه تم الاتفاق على اختيار الخامس عشر من مايو/أيار موعداً لانطلاق المظاهرات لتزامنه مع يوم ذكرى النكبة الثالثة والستين للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المجموعات الشبابية المختلفة في الداخل والخارج بدأت بتنسيق خطواتها لتوحيد الجهد في إطار عمل موحد ومنظم بعد أن اتضح وجود أكثر من صفحة تحمل نفس الفكرة بأسماء مختلفة.
مسيرات سلمية
وأضاف أن "كل المساعي تنصب من أجل خروج مسيرات سلمية مليونية على الحدود مع قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطيني الداخل ولاجئي لبنان وسوريا والأردن، وسنبقى معتصمين في الخيام ونرفع الشعارات بجميع اللغات حتى تحقيق حلمنا بالعودة، وذلك بالتزامن مع مسيرات ستنطلق من كافة عواصم العالم لنصرة القضية الفلسطينية".
وقال للجزيرة نت "تلقينا دعوات من مناصرين لنا في كل من مصر والجزائر لتنظيم مسيرات سلمية في نفس اليوم وقاموا بإنشاء صفحات على "فيسبوك" تحت عنوان الدعم العربي لثورة اللاجئين الفلسطينيين".
وأكد أبو رتيمة أن عدد المشاركين على الصفحة الرسمية الخاصة بالموضوع وصل إلى زهاء أربعة آلاف في غضون أيام قليلة، لافتاً إلى أن إدارة فيسبوك أغلقت الصفحة الأولى التي أنشئت لهذا الغرض لكن تم الاستعاضة عنها بإنشاء صفحة بديلة بعنوان "موعد الزحف التاريخي لفلسطيني 15/5 /2011".
من جانبه أكد الباحث في قضايا اللاجئين عصام عدوان، أن المظاهرات المنوي تنظيمها ستحقق نجاحات هامة على صعيد إحياء وتفعيل القضية الفلسطينية والاعتراف بقضية اللاجئين وتعويضهم، وستمنع أي مسؤول فلسطيني في المستقبل أن يقدم أي تنازل في القضية.
توقعات ونصائح
واستبعد عدوان لجوء إسرائيل للعنف المفرط بحق المتظاهرين ليقينها بقوة وسطوة وسائل الإعلام في الوقت الحالي وحتى لا يؤجج الرأي العالمي ضدها، متوقعاً أن تقدم إسرائيل على التصعيد العسكري في الضفة وغزة لتشتيت الجهد وحث المقاومة على الرد حتى تتاح لها فرصة إخماد أي تحرك شعبي متوقع.
ونصح عدوان المتظاهرين بضرورة تحديد أماكن معينة للتجمع والتظاهر تكون بعيدة عن تواجد نقاط الجيش وتجمعات المستوطنين للتقليل من الاحتكاك، والعودة إلى الاحتشاد ليوم جديد على مدار أسبوع على الأقل في حال تعرضهم لعملية قمع.
بدوره أبدى المنسق الإعلامي في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد منصور عن دعم الدائرة لهذه المظاهرات، وقال للجزيرة نت إن الدائرة ستعلن عن العديد من الخطوات في الأيام القليلة القادمة لتعزيز هذه الفكرة.
نسبة مرتفعة
من جانبه ذكر المدون خالد صافي أن عدد المستخدمين لموقع فيسبوك في فلسطين يصل إلى قرابة 560 ألف مشترك تقريباً أغلبهم من الشباب، وهذا يشير إلى أنها نسبة مرتفعة مقارنة مع عدد السكان، وهو يمنح القدرة على إنجاح أي مبادرة يطرحها الشباب.
وكان آلوف بن رئيس قسم المراسلين بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، قد ذكر في مقال له أنه إذا ما قرر الفلسطينيون الخروج في مظاهرات بالآلاف إلى البلدة العتيقة، فإن إسرائيل لن تتمكن من السيطرة عليهم، ولن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وقفهم حتى لو ارتكب مذابح على غرار العقيد معمر القذافي.