توظيف إسرائيلي ومصري لحادث الغاز

6/2/2011
محمد النجار-عمان
يرى محللون وخبراء ومواقع استخبارية إسرائيلية أن هناك محاولات إسرائيلية وحتى مصرية للتوظيف السياسي لحادث تفجير الخط الناقل للغاز المصري في العريش إلى الأردن وإسرائيل والتركيز على اتهام حركة المقاومة الإسلامية(حماس) بالمسؤولية عنه.
وأكدت شركة الكهرباء الوطنية في الأردن توقف خط الغاز المصري بسبب التفجير، وقالت إن توليد الكهرباء في الأردن يعتمد بنسبة 80% على الغاز المصري.
وقال مدير عام الشركة غالب معابرة إن الشركة ستتحمل خسائر يومية تبلغ ثلاثة ملايين دينار (4.2 ملايين دولار) جراء توقف الغاز المصري، متوقعا أن يستمر هذا التوقف لأسبوع حتى يتم إصلاح الخط.
وفيما نقلت وسائل إعلام مصرية وعربية عن محافظ شمال سيناء قوله إن الانفجار كان لأسباب فنية، اتهمت مصادر أمنية مصرية –وفق وسائل إعلام مصرية بعضها رسمية- من سمتها عناصر أجنبية بالوقوف وراء الحادث. بينما سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتهام من وصفها "وحدة خاصة" تابعة لحركة حماس بالمسؤولية عن هذا التفجير.
أما موقع (ديبكا) الإسرائيلي المتخصص في المعلومات الاستخبارية فقد أوضح في تقرير له مساء السبت أن التفجير يدل على توسع نفوذ حركة حماس وجماعات البدو المناوئة للنظام المصري في سيناء.
وخلص موقع (ديبكا) لجملة استنتاجات، منها أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك سيستفيد من هذا الحادث من خلال إرساله رسائل لكل من يعنيه الأمر وخاصة إلى نظيره الأميركي الذي يطالب برحيله فورا" |
استفادة
وقال إن الحادث يؤشر إلى فشل استخباري مزدوج إسرائيلي مصري في السيطرة على مناطق شمال سيناء، رابطا بين دور جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرات الثورة المصرية، وهروب عناصر من الإخوان ومن حماس وحزب الله من السجون المصرية مع بداية الاضطرابات ووصول عدد منهم لقطاع غزة.
وخلص لجملة استنتاجات، منها أن نظام الرئيس المصري حسني مبارك سيستفيد من هذا الحادث من خلال إرساله رسائل لكل من يعنيه الأمر وخاصة إلى نظيره الأميركي الذي يطالب برحيله فورا.
ومفاد هذه الرسائل -وفق الموقع الإسرائيلي- هو أن الرحيل الفوري لمبارك سيدخل مصر في حالة من الفوضى تؤثر على الأمن القومي لإسرائيل كما سيتضرر منها الشريك الثاني في السلام مع إسرائيل وهو النظام في الأردن.
وأشار إلى أن الأردن متضرر أكثر من إسرائيل من توقف الغاز المصري لأنه يعتمد عليه بنسبة 80% لتوليد الكهرباء، وأنه قد يضطر لرفع أسعار الكهرباء "مما سيهز المملكة"، كما ذكر الموقع.
وذكر (ديبكا) أن إسرائيل تعتمد على الغاز المصري بنسبة أقل لتوليد الكهرباء لا تتجاوز 25% إلى 30%، وأن هناك معارضة كبيرة في الشارع المصري لبيع الغاز بأسعار تفضيلية لإسرائيل تقل بكثير عن الأسعار العالمية.
ومن جهة أخرى، يرى الموقع أن الرسالة الثانية التي يريد مبارك إرسالها هي أن الولايات المتحدة تدعم القوى التي تطالب بتنحية مبارك ومنها جماعة الإخوان المسلمين التي تعارض بشدة اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.
ومن جهته، اعتبر مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد أنه لا يمكن اعتبار حماس أحد المتهمين بحادث التفجير"لا من حيث الدوافع ولا من حيث الأهداف المتحققة".
وقال للجزيرة نت إن حماس ظلت تحافظ على حرصها على عدم التدخل في الشأن الداخلي المصري خاصة خلال الاضطرابات التي تشهدها مصر حاليا، مؤكدا أن لديه معلومات أن حماس على تواصل مع القيادة المصرية الحالية للتأكيد على أنها لا تنحاز لأي طرف.
واعتبر الحمد أن "المستفيد من إحداث أزمة بين مصر والأردن من جهة وبينها وبين حركة حماس من جهة أخرى هو المتهم الأول بحادث التفجير وهو إسرائيل رغم المعلومات بأن السبب فني خالص".

واعتبر أن هناك محاولات إسرائيلية للزج بحماس في الأزمة التي تشهدها مصر حاليا للضغط على واشنطن بعدم قبول تغيير النظام المصري الحالي على اعتبار أن ذلك يضر الأمن القومي لإسرائيل.
ويوافق رئيس مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي على أن الاتهامات التي وجهت لحركة حماس بحادث تفجير خط الغاز يعزز من وجود خط في السياسة المصرية والعربية يسعى للزج بالحركة في الأحداث التي تشهدها.
وأشار الرنتاوي للجزيرة نت أن مسؤولين مصريين اتهموا وعبر وسائل إعلام مصرية حماس بإرسال نشطاء تابعين لها لميدان التحرير "رغم أن هذا الاتهام ينطوي على إهانة للشعب المصري بأنه يريد أن يستورد من يحركه لنيل حقوقه".
ويرى الرنتاوي إن من فجر خط الأنابيب أراد إرسال رسائل تخويف لبسطاء المصريين من أن استمرار المظاهرات سيساعد على حدوث اختراقات للأمن القومي المصري.
وأوضح أن الأيام الماضية كشفت عن تركيز على اتهامات مصرية مركزة على أن لإيران وحماس وحزب الله أياد في المظاهرات التي تشهدها مصر، معتبرا أن ما يدحض هذه الاتهامات هو الشعارات الوطنية الواضحة التي تتناول قضايا داخلية فقط في ثورة ميدان التحرير القائمة حاليا في مصر.
المصدر : الجزيرة