ترقب فلسطيني لأحداث مصر

مظاهرات فلسطينية مؤيدة لمصر في القدس بعد غيابها في الضفة
أشار محللون إلى تعاطف الشارع الفلسطيني مع الشارع المصري (الجزيرة)

عوض الرجوب-الخليل

 
لم تعلن المستويات الرسمية الفلسطينية، سواء على صعيد منظمة التحرير أو الحكومة المقالة في غزة، أي موقف واضح وحاسم إزاء أحداث مصر، واكتفى الجميع بتصريحات مقتضبة تعكس حالة انتظار وترقب لتطورات الموقف.
 
وفضل مسؤولون ومحللون عدم الإدلاء بأي حديث حول ما يجري في مصر، وهو ما فسره البعض بالحياد، أو إمساك العصا من المنتصف، لضمان عدم تكرار تجربة الانحياز للكويت بعد غزوها من قبل العراق عام 1990.
 
ومع ذلك أشار محللون إلى تعاطف الشارع الفلسطيني مع الشارع المصري، مؤكدين أن أي تغيير مقبل في مصر ستكون له نتائج إيجابية على الأوضاع الفلسطينية عامة، وملفي المصالحة وحصار غزة خاصة.
 
مواقف مقتضبة

 الضميري: قوة الأمة العربية من قوة مصر وضعف مصر يضعف الأمة بأسرها (الجزيرة نت)
 الضميري: قوة الأمة العربية من قوة مصر وضعف مصر يضعف الأمة بأسرها (الجزيرة نت)

سياسيا، كان أبرز موقف فلسطيني هو اتصال الرئيس محمود عباس السبت الماضي بالرئيس المصري حسني مبارك، وتأكيده "حرص القيادة الفلسطينية على أمن مصر الشقيقة واستقرار الأوضاع فيها"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

 
كما نقلت الوكالة عن المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية عدنان الضميري أمله "في أن يحفظ الله مصر وشعبها لتبقى مصدر قوة للأمة العربية", وأضاف أن "قوة الأمة العربية من قوة مصر وضعف مصر يضعف الأمة بأسرها".
 
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة، فلم يصدر عنها أي موقف واضح، سوى ما صرح به القيادي محمود الزهار لشبكة "معا" المحلية، الذي عد ما يجري في مصر شأنا داخليا بين أطراف مصرية بحتة.
 
وتمنى أن تستعيد مصر هدوءها ودورها العربي والإقليمي، مع رفضه لأي تدخل أميركي في الشأن المصري.
 
أما عن الشارع الفلسطيني، فرغم تهامس الكثيرين بمواقف مؤيدة لثورة الشارع المصري ضد النظام، فإن الموقف المعلن جاء بمبادرة من عشرات الشبان من نشطاء موقع فيسبوك الاجتماعي، الذين نظموا سلسلة اعتصامات تضامنية مع الشعب المصري وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية.
 
ثمن المواقف

 العويوي: القيادة الفلسطينية لا تستطيع اتخاذ موقف مما يجري لوضعها الصعب (الجزيرة نت)
 العويوي: القيادة الفلسطينية لا تستطيع اتخاذ موقف مما يجري لوضعها الصعب (الجزيرة نت)

من جهته يرى المحل السياسي أسعد العويوي أن القيادة الفلسطينية، بمختلف توجهاتها، لا تستطيع اتخاذ موقف مما يجري، لوضعها الصعب ولعدم تكرار تجربته سابقة باتخاذ موقف غير محايد في قضية العراق والكويت، وهي القضية التي  دفع ثمنها الشعب الفلسطيني غاليا.

 
أما عن موقف الشارع الفلسطيني فقال إنه يراقب ما يجري ويتعاطف مع الشعب المصري ويتمنى الخير لمصر، ويعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى حكم فلسطيني مسبق على كل الأنظمة.
 
وقال إن الشارع محبط من النظام العربي الرسمي، ولذلك يرى أن أي تغيير هنا أو هناك قد يساعد في إعادة حقوقه الوطنية، وأضاف أن "ما حصل شيء غير عادي" وأن "مصر ما بعد 25 يناير ليست مصر كما قبل 25 يناير بغض النظر كيف ستكون النتائج".
 
وأضاف أن خروج الشعب المصري من أزمته بسلام "سيشكل خطوة كبيرة للأمام نحو النهوض بالمجتمع العربي ككل"، وأكد أن مصر بعدها "ستلعب دورها الإقليمي وتشارك في صناعة السياسات على صعيد المنطقة بشكل أقوى وسيعود ذلك بالخير على الشعب الفلسطيني".
المصدر : الجزيرة