قتلى جدد واتساع مظاهرات ليبيا
17/2/2011
سقط مزيد من القتلى اليوم مع اتساع نطاق الاحتجاجات الشعبية في ليبيا التي دعت لها قوى معارضة ونشطاء عبر الإنترنت لما سموه يوم الغضب أو "انتفاضة 17 فبراير" من مدينة البيضاء شرقا وحتى مدينة الزنتان غربا، حيث اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مما أوقع ضحايا في كل من البيضاء وبنغازي بعد تشييع قتلى أمس وفق روايات شهود عيان.
ووقعت اشتباكات عصر اليوم في البيضاء شرقي بنغازي ما زالت مستمرة بين قوات الأمن ومتظاهرين عقب تشييع جنازتي قتيلين سقطوا في المدينة مساء أمس مما أوقع ثلاثة قتلى جدد وأربعة جرحى وفق ما ذكر شاهد العيان أحمد الحسين للجزيرة نت في اتصال هاتفي.
وأشار المصدر إلى أن مسيرة اليوم أكبر من أمس ويشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام الليبي، مشيرا إلى أن الجموع خرجت في مسيرة عقب التشييع من المقبرة رغم منع قوات الأمن لها.
من جانبه قال الداعية أحمد الدايخ من مدينة البيضاء في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على مسيرة شارك فيها أكثر من أربعة آلاف شخص وانطلقت عقب التشييع من مسجد عثمان بن عفان بالمدينة مما أوقع سبع إصابات جديدة لا يعرف ما إن كان بعضها فارق الحياة، مشيرا إلى أن المواجهات ما زالت مستمرة.
بنغازي وأجدابيا
وأشارت تلك المصادر إلى وجود أنباء عن سقوط ستة قتلى في مواجهات بنغازي حيث أطلق مؤيدو النظام الليبي بلباس مدني (البلطجية) الرصاص الحي على المتظاهرين في شارع جمال عبد الناصر وكذلك في شارع عمرو بن العاص وسط المدينة.
إعلان
كما وقعت اشتباكات في منطقة الشابي على البحر قرب محكمة شمال بنغازي بين المتظاهرين والأمن ومن يسمون بالبلطجية أثناء وقفة لحقوقيين يحتجون على استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين.
وقال الصحفي عاطف الأطرش للجزيرة إن السلطات تفرض تعتيما على الأحداث بعدما اعتقلت عددا من الصحفيين في مدينة بنغازي.
وفي مدينة أجدابيا بضواحي غرب بنغازي قال الصحفي منصور عاطي للجزيرة نت إن أربعة قتلى وجريح سقطوا في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الحرس الثوري بعدما تمكن المحتجون من إحراق مبان حكومية هي مبنى أمانة المؤتمر الشعبي والأمن الداخلي والمثابة الثورية ومقر التوجيه الثوري.
وفي مدينة أجدابيا بضواحي غرب بنغازي قال الصحفي منصور عاطي للجزيرة نت إن أربعة قتلى وجريح سقطوا في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الحرس الثوري بعدما تمكن المحتجون من إحراق مبان حكومية هي مبنى أمانة المؤتمر الشعبي والأمن الداخلي والمثابة الثورية ومقر التوجيه الثوري.
وأشار إلى أن قوات الحرس الثوري أطلقت الرصاص الحي على المحتجين، وفي السياق ذكرت مصادر للجزيرة نت أن المتظاهرين قاموا بتمزيق الصورة الكبيرة للزعيم الليبي معمر القذافي وسط المدينة.
كما خرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين اليوم في مدينة درنة شرقي بنغازي تخللها أعمال حرق لمقار ومطالبة بإسقاط النظام الليبي. واحتجاجات مماثلة في مدينة شحات.
وخرجت مظاهرات في مدينة الزنتان جنوب طرابلس العاصمة وأحرق المتظاهرون مقر اللجان الثورية, ومركزا للشرطة ومقرا للأمن الداخلي.
وتأتي تطورات اليوم بعد مظاهرات شهدتها عدة مدن ليبية، تخللتها مصادمات عنيفة بين المتظاهرين من جهة وقوات الشرطة ومن يعرفون بعناصر اللجان الثورية من جهة أخرى.
وقال شهود عيان ووسائل إعلامية إن نحو 13 شخصا سقطوا في مظاهرات أمس، بينما تجاوز عدد الجرحى مائة جريح حالة العديد منهم خطيرة.
وفي بداية المظاهرات ردد المتظاهرون شعارات للمطالبة بمزيد من الحريات والحقوق، غير أن سقف مطالبهم ارتفع لاحقا إلى المطالبة بإسقاط النظام، وذلك في أعقاب القسوة التي قابلت بها الشرطة المتظاهرين، وتغاضيها عن تهجم عناصر اللجان الثورية المسلحين بالسلاح الأبيض و"البلطات" على المتظاهرين.
إعلان
وتخلل أعمال العنف قيام المتظاهرين بإحراق مركز للشرطة وسيارات تابعة لها، عدا عن إحراق صور الزعيم معمر القذافي.
اعتقالات بالجملة
وقد نددت منظمات حقوقية بحملة الاعتقالات، ودعت السلطات الليبية للإفراج عن المعتقلين، وتجنب اللجوء للعنف معهم.
كما أدان الداعية الإسلامي الليبي علي الصلابي استعمال العنف مع المتظاهرين وقال -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- "أحمّل الدولة المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على دماء وأموال وأعراض مواطنيها، وأحذرهم من غضب الله تعالى من قتل النفوس بغير حق مع الإصرار والتعمد".
وفي الوقت الذي واصل فيه التلفزيون الليبي الرسمي بث صور مظاهرات مؤيدة للقذافي ومنددة بقناة الجزيرة، وزعت شركة الهواتف الخلوية "ليبيانا" على المشتركين رسائل تهديد "لكل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمر الأربعة" -التي تحدث عنها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في أغسطس/آب 2007- "وهي: القذافي الأب، والدين الإسلامي، وأمن الدولة، والوحدة الوطنية".
المصدر : الجزيرة