قلق من توغل إثيوبي بالصومال

تشهد مدينة بيدوا في جنوب غربي الصومال حالة من القلق بعد تردد أنباء عن احتمال توغل قوات إثيوبية لملاحقة مسلحي حركة الشباب المجاهدين، في حين أسفرت غارة كينية أمس بالجنوب الصومالي عن مقتل شخص وإصابة آخر.
وتسعى حركة الشباب المجاهدين لحشد الدعم للتصدي لأي هجوم إثيوبي محتمل والذي سيكون الأول من نوعه خلال سنوات بعد تدخل قوات إثيوبية لمقاتلة المحاكم الإسلامية الصومالية نهاية عام 2006.
وقال مراسل الجزيرة عمر محمود إن أجواء من الترقب تسود مناطق واسعة في جنوب غرب الصومال وسط مخاوف السكان من أن تتفاقم أوضاعهم في حال تجددت المعارك في مناطقهم.
قصف كيني
وفي أقصى جنوب الصومال قتل مدني وأصيب آخر بجروح أمس في قصف جوي كيني استهدف بلدة بارطيري بولاية جدو وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت عبد الرحمن سهل.
وذكر الشيخ عباس عبد الله عبد الرحمن للجزيرة نت أن طائرتين أسقطتا قنبلتين مما أسفر عن مقتل رجل مسن وإصابة ابنته.
وفي سياق متصل، أكدت الرئاسة الكينية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبدى خلال زيارته للبلاد "تفهما كاملا" للأسباب التي دفعت نيروبي إلى إرسال قواتها عبر الحدود.
وقال قصر الرئاسة في بيان إن أمين الأمم المتحدة أشاد بالقرار الذي اتخذته الحكومة ووافق عليه البرلمان الكيني لوضع القوات الكينية في الصومال تحت إمرة قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.

وتريد كينيا أن تصبح قواتها جزءا من قوات حفظ السلام الأفريقية. ويدعم الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) كينيا في هذا المسعى.
وقد رحب رئيس الوزراء الصومالي عبدولي محمد علي غاس بالرغبة الكينية مشيرا إلى أن انضمام كينيا إلى (أميسوم) يساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال. ولم يصدر حتى الآن تعليق من حركة الشباب المجاهدين.
وتشن القوات الكينية حملة عسكرية منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على ولايتي جوبا السفلى وجدو الخاضعتين لسيطرة مقاتلي الشباب، بذريعة مطاردة مجموعات مسلحة اختطفت سياحا أجانب في منطقة ليندا السياحية الكينية، غير أن عملية المطاردة تحولت إلى مواجهات عسكرية دامية بين الجانبين.
اشتباكات
وكانت اشتباكات اندلعت أمس في الضواحي الشمالية للعاصمة مقديشو بعدما هاجم مقاتلو الشباب مواقع حكومية في أحياء دينايل وكاران وهوريوا.
وتعد هذه الاشتباكات وفق محللين ضربة لحكومة تبذل جهودا مستميتة لإقناع السكان والقوى الغربية بأنها قادرة على تحسين الأمن في مقديشو وخارجها.
وكانت حركة الشباب قد سحبت معظم مقاتليها من مقديشو في أغسطس/ آب الماضي، لكنها تحتفظ بالسيطرة على عدد من الجيوب الصغيرة بالعاصمة، ويشن المقاتلون هجمات من حين لآخر على هذه المناطق.