الحكومة اليمنية تؤدي اليمين السبت

أُعلن في صنعاء أن الحكومة اليمنية الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية يوم السبت القادم، فيما شهدت أجزاء من العاصمة ومحافظت صعدة وأبين اشتباكات مسلحة، بينما تشهد مدينة تعز هدوءا مشوبا بالحذر.
وقال رئيس الوزراء المكلف محمد سالم باسندوة لوكالة رويترز إن الحكومة الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية السبت المقبل.
وقتل شخص وأصيب 12 آخرون في اشتباكات في منطقة الحصبة وحي صوفان شمالي صنعاء بين قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح ومؤيدين للشيخ صادق الأحمر، حيث اشتدت حدة القتال أمس الأربعاء قرب بنايات حكومية ومجمع صادق الأحمر الذي يسيطر على قوات كبيرة.
وقال مكتب الأحمر إن شخصا قتل وأصيب 13 آخرون في قصف من القوات الحكومية لحي الحصبة. وقال شهود عيان إن قذائف سقطت على مبان حكومية من بينها مقر إذاعة حكومية ومقر رئيس الوزراء أثناء اشتباك بين القوات الحكومية وقوات الأحمر في معقلهم بحي الحصبة في العاصمة.

مقتل جنود
ومع تواصل القتال مع الإسلاميين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة في الجنوب، قال مصدر محلي إن تسعة متشددين وأربعة من جنود الجيش اليمني قتلوا أمس الأربعاء خارج مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي سيطر المتشددون على مساحات كبيرة فيها.
وقال متحدث باسم جماعة سلفية يمنية إن معارك جديدة اندلعت في شمال البلاد أمس بين الحوثيين -الذين حاول صالح سحقهم في 2009- وبين مسلحين سلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة.
وطالب اليمنيون الحكومة الجديدة بالإسراع في إعادة الأمن إلى مراكز المدن والمحافظات وخفض أسعار المحروقات والمواد الضرورية.
ومن جانبهم، قلل ثوار في ساحات التغيير والحرية من أهمية تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأكدوا أنهم باقون في الساحات حتى تحقيق جميع أهداف ثورتهم والاقتصاص لمن وصفوهم بشهدائها.
وقال الشباب في ساحات 18 محافظة يمنية إن ما يقوم به الساسة لا يهمهم، وإنهم اعتصموا منذ عشرة شهور لإسقاط النظام بكامله لا لإسقاط علي عبد الله صالح فحسب، وتعهدوا بالبقاء في الساحات حتى تحقيق جميع مطالب ثورتهم والوفاء لدماء من وصفوهم بالشهداء.
ويرى مراقبون أن بقاء عشرات الآلاف من الثوار في الساحات سيكون وحده الضمان لتحقيق أهداف الثورة اليمنية التي انطلقت في فبراير/شباط من هذا العام الذي يشارف على الانتهاء.
الشباب في ساحات التغيير قالوا إن ما يقوم به الساسة لا يهمهم، وإنهم اعتصموا منذ عشرة شهور لإسقاط النظام بكامله لا لإسقاط علي عبد الله صالح فحسب |
تحديات الحكومة
وتواجه الحكومة تحديات عديدة مثل استعادة الأمن وتوفير الخدمات الأساسية التي تعطلت بسبب الاحتجاجات.
وكان باسندوة قد قال إنه جرى الاتفاق على جميع الأسماء في الحكومة التي تشمل 34 وزيرا تتقاسمها المعارضة مع الحزب الحاكم بواقع 17 وزيرا لكل منهما.
وكان قد كشف قبل أيام عن الحقائب التي ستخصص لكلّ من الطرفين، في هذه الحكومة التي يفترض أن تقود اليمن إلى إجراء انتخابات رئاسية حدد موعدها نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالحادي والعشرين من فبراير/شباط المقبل.
وكان مصدر في المجلس الوطني للثورة اليمنية قد كشف لمراسل الجزيرة بعض أسماء حقائب المجلس الوطني التي تبلغ 17 حقيبة موازية لحقائب حزب المؤتمر الشعبي.
وجاءت الأسماء كالتالي، عبد القادر قحطان وزيرا للداخلية، وعلي العمراني وزيرا للإعلام، وصخر الوجيه وزيرا للمالية، ومحمد السعدي وزيرا للتخطيط، ومحمد المخلافي وزيرا للشؤون القانونية، وعبد الرزاق الأشول وزيرا للتربية والتعليم.
الوضع في تعز
وفي تعز، خرجت أمس مسيرة تطالب بخروج القوات التابعة للرئيس علي عبد الله صالح من داخل المدينة، فيما تشهد المدينة حالة من الهدوء المشوب بالترقب، بعد بدء لجنة تهدئة محلية الإشراف على إنهاء المظاهر المسلحة.

وردد المشاركون في المظاهرة هتافات تطالب بإخلاء المدينة من المسلحين، بعد مقتل أكثر من ثلاثين شخصا الأيام الماضية في قصف لأحياء سكنية وإطلاق نار على متظاهرين أنحي فيه باللائمة على القوات الموالية لصالح.
وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن صعوبات تواجه عمل اللجنة المنوط بها وقف إطلاق النار بسبب عدم انسحاب قوات صالح من تلال المدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن أعضاء من الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد ابن الرئيس صالح ما زالوا في كثير من شوارع المدينة، وكذا الأمر بالنسبة للقوات المناوئة لهم.
جاء ذلك بعد الإعلان عن انسحاب الأطراف المتحاربة من بعض مواقعها بالمدينة، بعد موجة من المعارك والقصف المتبادل تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.
الحالة الإنسانية
من جهته، أصدر الصليب الأحمر الدولي بيانا عبّر فيه عن بالغ قلقه من تصاعد العنف وارتفاع عدد القتلى في تعز. وقال إن الوضع الأمني يُصعّب على الطواقم والمرافق الطبية معالجة المصابين.
وقال رئيس بعثة المنظمة في صنعاء إنّ ثمة أنباء مثيرة للقلق عن وجود مصابين لا يستطيعون بلوغ المراكز الطبية، وعن تعرض منشآت لهجمات وأضرار.
كما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن الوضع المتردي في اليمن رغم التوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي قبل أسبوعين.