إسلاميو موريتانيا واثقون من الفوز

أمين محمد-نواكشوط
أبدى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذو التوجه الإسلامي ثقة كبيرة في الفوز بالانتخابات البرلمانية القادمة التي ينتظر أن تجرى في غضون شهور قليلة، وذلك بالتزامن مع إعلان الحكومة الموريتانية عن تشكيل لجنة مستقلة جديدة للانتخابات.
وقال نائب رئيس حزب "تواصل" الشيخاني ولد بيب إن إسلاميي موريتانيا لن يكونوا "بدعا" في المنطقة التي تمر بالكثير من التطورات والتحولات السياسية والاجتماعية التي تصب -حاليا- في صالح الإسلاميين.
وأضاف ولد بيب، وهو أيضا رئيس مجلس محلي لإحدى بلديات نواكشوط، أن الربيع العربي قاد إلى تصدر الإسلاميين في الدول التي جرت بها حتى الآن انتخابات كما هو الحال في تونس ومصر والمغرب، كما ينتظر أن يحدث في دول أخرى جازما بأن إسلاميي موريتانيا لن يشكلوا نشازا عن تلك القاعدة.
وأشار خلال مهرجان شبابي لحزبه إلى أن الشعوب العربية والإسلامية أثبتت اليوم أنها تريد العودة لهويتها وحضارتها بعد أن ملت من تكرار نماذج وسياسات وتوجهات مستوردة من الخارج.

لجنة انتخابية
وأتت تلك التصريحات تزامنا مع إعلان الحكومة الموريتانية مصادقتها على مشروع قانون ينشئ لجنة وطنية مستقلة للانتخابات، وتحديد مهامها والنظم المسيرة لها.
وذكر بيان للحكومة الموريتانية أن إنشاء هذه اللجنة جاء تجسيدا لتوصيات الحوار الوطني الذي انعقد بين الأغلبية الرئاسية وبعض أحزاب المعارضة (التحالف الشعبي التقدمي، والوئام، وحمام، والصواب) خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واتفق الطرفان على إنشاء لجنة دائمة وليس مؤقتة -كما كان في السابق- للإشراف على تنظيم جميع الاستحقاقات الانتخابية التي تجرى في البلاد.
من جانبه قال وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد ابيليل -في تصريح صحفي أمس الأربعاء- إن هذه اللجنة تتمتع بكامل الصلاحيات وستتوفر لها جميع الإمكانيات التي تضمن استقلاليتها وأداء مهامها على الوجه الأكمل، حتى تتم الانتخابات في ظروف شفافة لإرضاء جميع الأطراف.
وجاءت تصريحات ولد ابيليل لتضع حدا للجدل الذي أثارته تصريحات بعض قوى الأغلبية الحاكمة، التي أكدت فيها أن اللجنة ستكون تابعة لإدارة الانتخابات في وزارة الداخلية الموريتانية.
وهو ما استغلته المعارضة غير المشاركة في الحوار للتأكيد أن اللجنة لن تحظى بمصداقية في ظل تبعيتها لوزارة الداخلية، مما دفع الأحزاب المعارضة المحاورة إلى نفي تبعية هذه اللجنة للوزارة، محذرة من أي محاولة -من جانب الأغلبية- لتثبيت تبعية اللجنة الانتخابية لوزارة الداخلية، لأن ذلك سيمثل نكوصا عن نتائج الحوار وما تم الاتفاق عليه.
المعارضة
ولا يزال الحوار الذي جرى بين الحكومة وأغلبيتها وبين أربعة أحزاب معارضة يثير الكثير من التداعيات والسجالات خصوصا بين طرفي المعارضة المشاركة في الحوار والرافضة له.
حيث هاجم رئيس حزب التحالف الشعبي المشارك في الحوار مسعود ولد بلخير زعيم المعارضة أحمد ولد داداه بقوة وأكد أنه لن يصل إلى السلطة أبدا، وأنه هو من دعم العسكر وشرع لهم انقلابهم ووقف معهم خلال تلك الفترة.
كما هاجم أحزاب المعارضة الأخرى ووصفها بالمرجفة، واتهمها بمحاولة تمزيق السلم الاجتماعي وإحداث فتنة في البلاد.
ويتوقع أن تجرى الانتخابات التشريعية بنهاية الربع الأول من العام القادم رغم أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن تاريخ رسمي لها.