إسرائيل تقرر غلق "باب المغاربة"

أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين بأن بلدية القدس أصدرت قرارا بإغلاق جسر باب المغاربة المؤدي إلى الحرم القدسي الشريف بدعوى أن الجسر آيل للسقوط. في الوقت الذي اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية مدججة قريتي دير غسانة وبيت ريما في رام الله بعد تهديدات من مستوطنين بحرق مساجد.
وقال مراسل الجزيرة إن مهندس بلدية القدس زعم أن جسر باب المغاربة قد ينهار جراء حريق لكونه مبنيا من الخشب، ولذلك أصدر قرارا بإغلاق الجسر المؤدي إلى المسجد الأقصى بشكل كامل.
ووفق القرار لن يسمح للمارة باستخدام الجسر باستثناء قوة صغيرة من الجيش في حالات الضرورة.
وكان مهندس بلدية القدس قد أعلن قبل نحو شهر أن الجسر مهدد بالانهيار، وأمر بإغلاقه وبناء جسر دائم في المكان. لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عارض تنفيذ القرار خشية اندلاع مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين وتدهور العلاقات مع مصر والأردن.
وأصدر مهندس البلدية الأمر "بإغلاق الجسر وعدم السماح بأي استخدام له" في رسالة وجهها إلى صندوق تراث حائط البراق (يطلق عليه إسرائيليا حائط المبكى) الذي يدير الموقع اليهودي.
وقال بيان صادر عن البلدية إن "صندوق تراث حائط المبكى لديه سبعة أيام لتقديم التماس ضد أمر مهندس البلدية". وأوضح البيان أن الجسر سيبقى مفتوحا فقط لقوى الأمن "في حال الضرورة".
وأقيم الجسر الخشبي عام 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار الجسر الرئيسي الذي يستخدمه غير المسلمين للوصول إلى المسجد، كما تستخدمه قوى الأمن الإسرائيلية للدخول إليه.
وكان مجلس المدينة أعلن في أكتوبر/ تشرين الأول أنه قدم إخطارا بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى.
وقررت السلطات الإسرائيلية أواخر الشهر الماضي إرجاء هدم الجسر تفاديا لإثارة موجة احتجاجات في العالمين العربي والإسلامي.
وكانت إسرائيل بدأت عام 2007 حفريات قرب باحة المسجد الأقصى في القدس المحتلة قالت إنها ترمي لتنفيذ عملية ترميم، في حين اعتبرت السلطات الإسلامية الفلسطينية أن هذه الأشغال تهدد أساسات المسجد الأقصى.
وإزاء تصاعد ردود الفعل في العالم الإسلامي وبين الفلسطينيين، تم تجميد أعمال دعم ممر باب المغاربة في حين تتواصل حفريات التنقيب الأثرية.

اقتحام مساجد
من جانب آخر اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية مدججة قريتي دير غسانة وبيت ريما شمال غرب مدينة رام الله وأطلقت النيران الحية وقنابل مضيئة، وسمع دوي انفجارات في أنحاء متعددة من القريتين.
وتصدى الشبان في القريتين للقوات الإسرائيلية ورشقوها بالحجارة وأغلقوا الطرقات بالحجارة.
وأفادت تقارير بأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ترافقها آليات ثقيلة اقتحمت القريتين وداهمت العديد من البيوت، وبينها مسجد قرية دير غسانة بعد تهديدات من قبل المستوطنين بحرق المسجد.
وقال شهود عيان من قرية بيت ريما إن "أصوات طلقات نارية وقنابل مضيئة أطلقت في البلدتين، كما داهم الاحتلال مسجد بيت ريما وعدة منازل".
وكان مستوطنون أحرقوا فجر أمس مدخل مسجد علي بن أبي طالب بقرية بروقين بمحافظة سلفيت، وعددا من سيارات المواطنين بمحيطه.
وأفاد أهالي القرية بأن عددا من المستوطنين هاجموا القرية فجرا وأضرموا النيران في مدخل المسجد بعد عدم تمكنهم من فتح بابه، كما أحرقوا عددا من السيارات في محيط المسجد.

الأسرى
من ناحية أخرى كشفت تقارير إخبارية أن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم تقديم أي بوادر حسن نية للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تنفيذ المرحلة الثانية لصفقة تبادل الأسرى والمقررة يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست على موقعها الإلكتروني اليوم أن الحكومة تعتزم الإفراج عن فلسطينيين محكوم عليهم بالسجن في "جرائم بسيطة" في وقت لاحق الشهر الجاري، ولا تعتزم الإفراج عن أي سجناء أمنيين من حركة فتح الذي يتزعمها محمود عباس.
كانت المرحلة الأولى للصفقة شهدت الإفراج عن 477 من الأسرى الفلسطينيين ممن سجنوا في قضايا أمنية "ثقيلة" وتصفهم إسرائيل "بالإرهابيين" وذلك بعد اتفاق تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وفي المقابل تم إطلاق سرح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وذكرت الصحيفة أن عدة دعوات من عدد من القيادات الدولية وصلت إلى إسرائيل تحث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استغلال الفرصة لإطلاق سراح أسرى من فتح لتعزيز مكانة عباس في الشارع الفلسطيني، إلا أنه نظرا لرفض عباس الدخول في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب إلا بعد تعليق الأنشطة الاستيطانية، لا تجد هذه الدعوات آذانا صاغية.
وقالت مصادر حكومية إنه في ظل استمرار عباس في رفض الجلوس إلى المفاوضات إضافة إلى شنه "حملة دبلوماسية عدائية" ضد إسرائيل في أنحاء العالم، فإنه لا داعي في هذا الوقت إلى مكافأته بتقديم بوادر حسن نية.