اتهام حكومة بوتين بانتهاكات انتخابية

نددت منظمة غولوس الروسية المستقلة لمراقبة الانتخابات بـ"الاعتداءات الممنهجة" من قبل السلطات الروسية التي تأتي عشية الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم الأحد. وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقدم حزب روسيا الموحدة الحاكم على الأحزاب الأخرى.
وقال محامي المنظمة إن رئيسة الهيئة ليليا شيبانوفا احتجزت لمدة 12 ساعة في مطار بموسكو السبت في إطار ما أسماها محاولات لمنعها من مراقبة الانتخابات البرلمانية الجديدة.
واحتجز ضباط الجمارك شيبانوفا في مطار شيريميتييفو بعد العودة من جولة في الخارج عشية الانتخابات التي رجح مراقبون أن تتراجع فيها الأغلبية البرلمانية الضخمة لحزب روسيا المتحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
وأبلغ محامي المجموعة راميد اخميتغالييف وكالة رويترز أن ضباط الجمارك نسخوا محتويات جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها. وأضاف أن القانون لا يمنح سلطات الجمارك حق فحص أو نسخ محتويات كمبيوتر شيبانوفا، وأنها انتهكت حقوقها بمنعها من مطالعته خلال الاحتجاز.
وقال إن الضغط على غولوس وقادتها محاولة لعرقلة أنشطتهم التي تتضمن المراقبة العلنية المستقلة للانتخابات.
ومن جهته، اعتبر ألكسندر كينيف -وهو أحد مسؤولي المنظمة- أن احتجاز شيبانوفا وتوجيه رسائل تهديد عبر الهاتف لعدد من الناشطين حملة تهدف إلى منع المنظمة من مراقبة الانتخابات.
وأصدرت محكمة بموسكو حكما في وقت متأخر من مساء الجمعة بأن غولوس انتهكت حظرا لنشر نتائج استطلاعات الرأي خلال خمسة أيام من انتخابات مجلس النواب الروسي (الدوما).
وشكك أخميتغالييف في قرار المحكمة الذي جاء مصحوبا بغرامة قدرها 30 ألف روبل (970 دولارا)، وقال إن غولوس نشرت مزاعم عن انتهاكات في الحملة الانتخابية وليس نتائج لاستطلاعات الرأي.
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن "ما يبدو أسلوبا للتحرش" بغولوس التي تنشر تقارير عن مزاعم بانتهاكات في الانتخابات الروسية.
وتقوم المنظمة غير الحكومية -التي تمولها صناديق غربية منذ عقود- بمراقبة الانتخابات في روسيا وقامت خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي بإطلاق موقع تفاعلي على شبكة الإنترنت رصدت من خلاله أكثر من خمسة آلاف مخالفة في الحملة الانتخابية غالبيتها مرتكبة من قبل الحزب الحاكم، حسب قولها.
ويتوالى سيل المتاعب على غولوس منذ مداخلة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في 27 نوفمبر/تشرين الثاني في مؤتمر حزبه "روسيا الموحدة"، حيث ندد بتمويل الخارج لمنظمات روسية غير حكومية تهدف "إلى التأثير على سير الحملة الانتخابية في بلادنا".
وفي السياق أظهر أحدث استطلاعات الرأي في روسيا تقدم حزب روسيا الموحدة الحاكم على الأحزاب الأخرى في انتخابات مجلس الدوما، متقدما على الحزب الشيوعي الروسي والحزب الليبرالي الديمقراطي، وأخيرا حزب روسيا العادلة.
وتشير استطلاعات الرأي ذاتها إلى أن الأحزاب الأخرى لن تحصل على الحد الأدنى من الأصوات لدخول البرلمان الجديد.