مظاهرات باليمن ترفض العفو عن صالح

احتشد مئات الآلاف من أنصار الثورة اليمنية في أكثر من ثلاثين ساحة بثماني عشرة محافظة يمنية في جمعة أُطلق عليها "معاً نحقق أهداف الثورة".
وطالب خطباء الجمعة والمتظاهرون بنزع سلطة أبناء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأقاربه من الجيش والأمن تمهيدا لمحاكمتهم.
كما عبر المتظاهرون عن رفضهم لأي حصانات وضمانات تقدم للرئيس اليمني للحيلولة دون محاكمته، وذلك بعد أسبوع من إعلان صالح اعتزامه السفر للولايات المتحدة.
وفي المقابل، قرر أنصار الرئيس علي صالح استئناف مظاهراتهم بعد أسبوعين من وقفها، رافعين شعار "وإن عدتم عدنا"، وأكدوا تأييدهم للتمسك بتنفيذ المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة السياسية في اليمن.
وكان الرئيس اليمني قد أعلن الأسبوع الماضي اعتزامه زيارة الولايات المتحدة بعد أن قتلت قواته تسعة محتجين يطالبون بمحاكمته لقتل مواطنين يمنيين خلال نحو عام من الاحتجاجات الحاشدة التي استهدفت الإطاحة به بعد ثلاثة عقود في الحكم.
بموجب المبادرة التي أيدها قرار مجلس الأمن الدولي ودعمتها واشنطن، يتخلى الرئيس اليمني رسميا عن صلاحياته لنائبه ويحتفظ بلقب "رئيس الدولة" إلى أن تجرى انتخابات الرئاسة لاختيار خليفة له يوم 21 فبراير/شباط المقبل |
وقُتل مئات المحتجين على أيدي وحدات يقودها أبناء صالح وأبناء أخوته منذ بدء الانتفاضة ضده في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويتعارض مطلب المتظاهرين بمحاكمته مع العنصر الرئيسي في المبادرة الخليجية التي وضعت لتنحيته عن الحكم.
وبموجب المبادرة التي أيدها قرار مجلس الأمن الدولي ودعمتها واشنطن التي مولت صالح طويلا بوصفه شريكا مهما في حملتها ضد "الإرهاب"، يتخلى الرئيس اليمني رسميا عن صلاحياته لنائبه، ويحتفظ بلقب "رئيس الدولة" إلى أن تجرى انتخابات الرئاسة لاختيار خليفة له يوم 21 فبراير/شباط المقبل.
وجاءت أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة في وقت فتحت وحدات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي -التي يقودهما ابن صالح وابن أخيه على التوالي- النار على عشرات الآلاف من المحتجين الذين اقتربوا من مجمعه الرئاسي في ختام مسيرة استمرت لأيام وانطلقت من تعز للمطالبة بمحاكمته.
وتزامن هذا التحرك نحو مقر صالح مع بدء ما سماها بعض اليمنيين بـ"ثورة موازية" حيث يستهدف تحرك عمالي أقارب صالح والموالين له في المؤسسات الحكومية الرئيسية، مما يقوض سيطرته على السلطة.
وفي الأسبوع الماضي، شكلت الحكومة المؤقتة -التي يشارك فيها موالون لصالح ومعارضون له- إدارة طوارئ لتشغيل شركة الخطوط الجوية اليمنية الحكومية، ردا على إضراب للعاملين الذين طالبوا بإقالة رئيسها عبد الخالق القاضي، وهو صهر صالح.
وفي الأيام التالية واجه المعينون من قبل صالح انتفاضات في حرس السواحل والأكاديمية البحرية وكلية الطيران وشرطة المرور ووحدة تدريب تابعة للجيش ووكالة الأنباء الرسمية ومقر للأمن بصنعاء.

تأشيرة أميركية
وظهر طلب صالح الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة للمرة الأولى الشهر الماضي حين وقع اتفاق نقل السلطة، لكن منشقا عن نظام صالح يقول إن التحديات التي واجهتها شبكة نفوذه بالمؤسسات الحكومية في الآونة الأخيرة ربما جعلت الزيارة أكثر إلحاحا.
وقال مندوب اليمن بالأمم المتحدة سابقا عبد الله السعدي الذي استقال من منصبه في مارس/آذار الماضي بعد مقتل عشرات المحتجين دفعة واحدة، "هناك ثورة الآن داخل مؤسسات الدولة المختلفة.. العمال يتمردون على الإداريين الذين عينهم صالح.. هناك ثورة تمتد إلى هذه المؤسسات وتسيطر سلميا".
وأثار طلب حصول صالح على تأشيرة موجة غضب في الدوائر السياسية بواشنطن وبين صانعي الرأي بما في ذلك مجلس تحرير صحيفة واشنطن بوست، التي أشارت إلى الغضب الذي سببه السفير جيرالد فيرستاين حين وصف مسيرة تعز بأنها عمل استفزازي قبل أن تفتح القوات النار على المحتجين.
ويقول مراقبون إن الاعتبارات القانونية، بعيدا عن نفور الولايات المتحدة من حليفها السابق، تجعل احتمال بقاء صالح على الأراضي الأميركية لفترة طويلة غير مرجح.