"ثورة مؤسسات" في اليمن

Officers from the defence ministry's media arm, known as the Department of Moral Guidance, stag a sit-in outside their Sanaa headquarters on December 26, 2011, calling for General Ali al-Shater


المطالبة برحيل المسؤولين امتداد لمطالبة المتظاهرين برحيل الرئيس صالح (الفرنسية)

دخل موظفون حكوميون في اليمن في إضراب يصفونه بـ"ثورة المؤسسات" مطالبين بالإصلاحات وتنحية المسؤولين المشتبه في فسادهم والمرتبطين بنظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتمسك المتظاهرون بمحاكمته في وقت لا يزال الغموض يلف إمكانية وملابسات سفره إلى الولايات المتحدة.

وتتبع الإضرابات التي خرجت اليوم خطة واحدة حيث يبدأ الموظفون بإغلاق بوابات الإدارة ويقتحمون مكاتب المسؤولين مطالبين بتبديلهم بمديرين جدد لا تحوم حولهم شبهات فساد. وقد نجحت تلك الخطة في 18 مؤسسة حكومية.


وقال المحاسب محمد غبعال، وهو أحد الموظفين المضربين، "هذه هي الثورة الحقيقية، ثورة المؤسسات"، وأضاف في تصريح لأسوشيتد برس أن الرئيس علي صالح عيّن مجموعة من الأشخاص الفاسدين على رأس المؤسسات الحكومية.


وتركز الاهتمام اليوم على المؤسسة الاقتصادية العسكرية حيث تظاهر أمامها مئات الموظفين، مطالبين بتنحي مديرها الذي ينحدر من نفس قبيلة رئيس البلاد ويعتقد أنه من أقوى رجالات النظام وأبرز رموز الفساد.


وتحصل المؤسسة المذكورة على إيرادات كبيرة من النقل البحري واستثمارات أخرى وتحاط ميزانيتها بالسرية. ويقول معارضو الرئيس صالح إن المدنيين المسلحين الذين يهاجمون المتظاهرين في صنعاء يتلقون تمويلا من هذا المدير.

إعلان


وتشمل موجة الإضرابات التلفزيون الحكومي ومقرات الشرطة في العاصمة صنعاء وهيئات أخرى تابعة للجيش. وكانت الشرارة الأولى للإضرابات قد اندلعت الأسبوع الماضي عندما طالب موظفو شركة الطيران اليمنية بتنحية مدير الشركة وهو صهر الرئيس، متهمين إياه باختلاس أصول الشركة وجرّها نحو الإفلاس.


مؤيدو الرئيس صالح والمناوئون له احتموا بأسوار شيدت من أكياس رملية (رويترز)
مؤيدو الرئيس صالح والمناوئون له احتموا بأسوار شيدت من أكياس رملية (رويترز)

تفكيك مواقع
على صعيد آخر تم اليوم تفكيك مواقع عسكرية تفصل في صنعاء بين أنصار الرئيس صالح والمناوئين له الذين دخلوا منذ عشرة أشهر في مظاهرات واحتجاجات واسعة للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم في البلاد.


وقد حطمت جرافات أسوارا شيدت بأكياس رملية استعملها كلا الطرفين لتعزيز مواقعه في شارع رئيسي في الحصبة وهي من المناطق الساخنة في العاصمة التي شهدت مواجهات قوية بين الطرفين.


ورغم تلك الخطوة فإن أجواء الاحتجاجات لا تزال سائدة في البلاد حيث لقي شخص مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون بجراح عندما أطلق مسلحون موالون للرئيس صالح النار على أشخاص تمردوا على أحد القادة الأمنيين وطالبوا بتنحيه.

وكان 35 على الأقل أصيبوا صبيحة أمس في اشتباكات بين أنصار حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن مع أعضاء من جماعة الحوثيين تبادلوا خلالها اللكمات والضرب بالهري والرشق بالحجارة في ساحة التغيير بصنعاء، وفقا لما أورده نشطاء.

وقال ممثل الحوثيين إن الاشتباكات اندلعت عندما هاجم أنصار حزب الإصلاح خيمة لمنتقدي الاتفاق الذي يفترض أن يتنحى صالح بموجبه عن السلطة مع منحه الحصانة مقابل تسليم السلطة إلى نائبه الذي من المقرر أن يتعاون مع حكومة تضم حزب الإصلاح وأحزابا معارضة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية.

صالح قال إنه يريد السفر لتسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة (الفرنسية)
صالح قال إنه يريد السفر لتسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة (الفرنسية)

السفر لأميركا
على الصعيد السياسي لا يزال الجدل قائما بشأن استعداد الولايات المتحدة الأميركية لاستقبال الرئيس صالح من أجل تلقي العلاج.

إعلان

ونقلت محطة سي أن أن الإخبارية الأميركية عن مصدر رفيع في إدارة الرئيس باراك أوباما تأكيده الموافقة على قدوم صالح.

واعترف المصدر بوجود نقاش داخل الإدارة بشأن هذه المسألة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "لا تريد أن تعتبر كمن يوفر ملاذاً آمناً لدكتاتور مسؤول عن قمع عنيف ومميت لانتفاضة".

لكنه قال إن قرار السماح لصالح بالذهاب إلى أميركا اتخذ أملا في أن تساهم مغادرة صالح اليمن في تهدئة التوترات والمساعدة على تعبيد الطريق أمام الانتخابات في السنة المقبلة.

في المقابل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر مساء أمس الثلاثاء أن واشنطن "ما زالت تدرس" طلب الرئيس اليمني منحه تأشيرة دخول إلى البلاد.

وأوضح أنه "رغم ما يمكن أن يؤكده الآخرون، فإن الولايات المتحدة ما زالت تدرس طلب الرئيس صالح"، مضيفا أن "وزارة الخارجية ستؤكد أن قرارا قد اتخذ فقط عندما تنتهي عملية دراسة الطلب".

وكان صالح قد أعلن أنه يريد السفر "لتسهيل عمل حكومة الوفاق الوطني وتنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة" المقررة يوم 21 فبراير/شباط المقبل، وسيتنحى بعدها وفقا لما تنص عليه المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان