بوتين يشترط لحوار المعارضة

قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إنه مستعد للحوار مع المعارضة، التي تطالب باستقالته وإعادة النظر في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي تثار الشكوك في مصداقيتها، إلا أنه تساءل عن طبيعة هذا الحوار ومن سيشارك فيه بعدما اتهم المعارضة بالفشل في وضع قائمة مطالب موحدة.
وتعد الاحتجاجات التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري هي الأكبر في روسيا منذ تولي فلاديمير بوتين الرئاسة عام 2000. ويسعى بوتين إلى ضمان إعادة انتخابه رئيسا في مارس/آذار المقبل بعدما تخلى عن هذا المنصب لديمتري مدفيدف عام 2008 كون الدستور لا يتيح له الحكم أكثر من ولايتين متتاليتين.
وقال بوتين للصحفيين "نعم يجب إجراء حوار، ولكن ماذا سيكون شكله؟ سأفكر في هذا. عليهم (المعارضة) وضع برنامج مشترك يحدد مع من سنتحدث".
وأضاف أن المتظاهرين "هم خليط من الحركات الليبرالية والشيوعيين والقوميين الهامشيين الذين فشلوا إلى الآن في التوصل إلى مجموعة موحدة من المطالب".
وتساءل رئيس الوزراء الروسي "هل يوجد برنامج موحد؟ لا يوجد.. نحتاج إلى التحدث لكل طرف بشأن مطالبهم ومشكلاتهم، لكن الأمر يقتضي قدرا من التفكير".
ورفض بوتين التعليق على المدون أليكسي نافالني الذي اعتقل أثناء احتجاج في اليوم التالي للانتخابات التي جرت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، والذي أكسبه شهرة بين المعارضة وأطلق سراحه الأسبوع الماضي.
كما رفض التكهنات التي ترددت عن إمكانية توليه مهام رئيس الدولة بصورة مبكرة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من مارس/آذار المقبل، مؤكدا "لا، لم نناقش هذا مع دميتري مدفيدف.. ليست هناك حاجة لذلك".
وارتفع عدد المرشحين الذين سيواجهون بوتين بعدما سجلت لجنة الانتخابات كلا من زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي، وزعيم الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية غينادي زيوغانوف، مرشحين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس/آذار العام القادم.
وتم في وقت سابق تسجيل رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين الذي رشحه حزب "روسيا الموحدة" وزعيم حزب "روسيا العادلة" سيرغي ميرونوف.

احتجاجات واسعة
واحتشد عشرات الآلاف من الروس في وسط موسكو يوم السبت الماضي احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية التي حصل فيها حزب روسيا الموحدة، الذي ينتمي إليه بوتين، على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، في حين يقول مراقبون دوليون إن التصويت شابته مخالفات.
ورغم تراجع شعبية بوتين وحزبه خلال الأشهر الأخيرة، فإنه سخر من معارضيه في مقابلة تلفزيونية مؤخرا، واتهم المعارضة بأنها "مرتهنة للغرب".
وفي مؤشر على إدراكهما أن الوضع خطير، وعد بوتين ومدفيدف "بتحديث" النظام السياسي، لكن هذا المشروع لن يرى النور قبل عام 2013، وحذر مدفيدف من التدخل الخارجي في خطاب عن حالة الاتحاد هو الأخير له قبل انتهاء مدة رئاسته.
وكان من الإصلاحات، التي اقترحها مدفيدف في خطابه أمام مجلس النواب، إعادة العمل بانتخابات حكام الأقاليم التي ألغاها بوتين عام 2004 عندما كان رئيسا، فأصبح الحكام يعينون في الكرملين.
كما حذر مدفيدف من أن بلاده لن تقبل التدخل الخارجي ولن تسمح لمن وصفهم بـ"المحرضين والمتطرفين" بالعبث باستقرارها.