واشنطن تمهد لسفر صالح بضمانات

قال مسؤولان في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن واشنطن قررت مبدئيا السماح للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بدخول الولايات المتحدة لتلقي العلاج شريطة الحصول على ضمانات معينة.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن المسؤولين قولهما إن هذه الشروط التي تتضمن مقترحا لمسار رحلة صالح، لم يتم تقديمها للسفارة الأميركية في اليمن، ولم تصدر أي تأشيرات للرئيس اليمني.
وذكر مسؤول بالإدارة الأميركية أنه لم يعد هناك أي "عائق" يحول دون إصدار تأشيرة لصالح، موضحا أن الرئيس اليمني يمكنه دخول مستشفى "نيويورك-بريسبيتريان" بحلول نهاية الأسبوع الجاري للخضوع لعلاج إضافي من آثار الحروق التي أصيب بها جراء تعرضه لمحاولة اغتيال في الثالث من شهر يونيو/حزيران الماضي.
وكانت مسألة السماح لصالح بدخول الولايات المتحدة قد أثارت جدلا قويا داخل الإدارة الأميركية حيث يخشى بعض المسؤولين التعرض لانتقادات حادة بسبب توفير ملاذ آمن لشخصية عربية متهمة بقتل مئات المتظاهرين المناوئين للحكومة، بحسب الصحيفة.
وفي حال السماح لصالح بدخول الولايات المتحدة، فإنه سيكون أول زعيم عربي يطلب ويمنح إقامة ممتدة في أميركا منذ اندلاع الاضطرابات السياسية في المنطقة العربية قبل عام.
وكانت مصادر مقربة من الرئاسة قد توقعت أن يغادر صالح البلاد إلى الولايات المتحدة مطلع شهر يناير/كانون الثاني المقبل في زيارة خاصة، تكرس لإجراء فحوص طبية وعمليات تجميل إضافية.
وأشارت المصادر إلى أن علي صالح لن يعود في الغالب إلى اليمن مجددا، إلا عقب إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 من فبراير/شباط المقبل لإتاحة الأجواء المواتية لحكومة الوفاق الوطني للتحضير للانتخابات.

اجتماع
وفي تطورات أخرى عقد الرئيس اليمني اجتماعا مع لجنة وزارية وأعضاء من لجنة شعبية لتسريع اتفاق دول مجلس التعاون الخليجي لتسليم السلطة وناقش الوضع الراهن في البلاد.
وكانت مصادر سياسية يمنية مطلعة قد ذكرت أن علي صالح اجتمع أمس الأحد بقيادات حزبه المؤتمر الشعبي العام والوزراء المشاركين في حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة.
وأوضحت المصادر في تصريحات صحفية أن علي صالح شكل لجنة من ستة أشخاص لإدارة شؤون الحزب والبلاد خلال فترة سفره لتلقي العلاج في الولايات المتحدة، وأن "اللجنة السداسية" ستكون مجلسا رئاسيا غير معلن (رئاسة ظل) وفقا للمصادر ذاتها مشيرة إلى أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي "تعهد بعدم اتخاذ أي قرارات إلا بالرجوع إلى اللجنة".
اشتباكات
ومع تواصل الأزمة وانعكاسها المستمر في الشارع، اشتبك أنصار حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن اليوم الثلاثاء مع أعضاء من جماعة الحوثي وتبادلوا اللكمات والضرب بالهري والرشق بالحجارة في ساحة صنعاء مما أدى إلى إصابة 20 شخصا على الأقل وفقا لما أورده نشطاء.
وقال ممثل الحوثيين إن الاشتباكات اندلعت عندما هاجم أنصار حزب الإصلاح خيمة لانتقاد الاتفاق الذي يفترض أن يتنحى صالح بموجبه عن السلطة مع منحه الحصانة مقابل تسليم السلطة إلى نائبه الذي من المقرر أن يتعاون مع حكومة تضم حزب الإصلاح وأحزابا معارضة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية.
وقال قائد الجماعة عبد الملك الحوثي في بيان صحفي اليوم الثلاثاء "إن عناصر من مليشيات الإصلاح العسكرية اعتدت ظلما وبشكل لا مبرر له على الشباب والثوار الرافضين للمبادرة الخليجية".
وقوبلت المبادرة الخليجية التي وقعها في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الرئيس صالح وتحالف اللقاء المشترك المعارض برفض القوى السياسية الأخرى التي لم تشارك في التوقيع ومن بينها الحوثيون والحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.