صلاة جمعة مزدوجة بماليزيا

لصلاة الجمعة في مسجد أحد مساجد العاصمة كوالالمبور

صلاة الجمعة في أحد مساجد العاصمة كوالالمبور

محمود العدم-كوالالمبور


عبر مسؤولون ماليزيون وهيئات سياسية ودينية عن استيائهم من مواصلة زعماء دينيين في عدة مناطق ماليزية قيامهم بتنظيم صلاة جمعة ثانية عقب الصلاة الأولى بحجة عدم قبولهم بالإمام المعين من قبل الجهات الرسمية.

 

وأعادت تصريحات لسلطان ولاية تيرنغانو ميزان زين العابدين مطلع الأسبوع -عبر فيها عن أسفه من استمرار إقامة صلاة الجمعة الثانية- المسألة إلى الواجهة باعتبار أنها "تهدد وحدة عرق الملايو".

 

وقال زين العابدين في أول خطاب له عقب عودته لولايته بعد انتهاء فترة حكمه ملكا للبلاد، إن ما يحدث يعطي صورة مشوهة عن الإسلام وهو انتهاك لكرامة المسلمين الملايو, وأضاف "أنا بصفتي حاكم الولاية وقائد المسلمين فيها أعبر عن حزني الشديد لما يحدث".

 

وتعود حيثيات القضية إلى فتاوى دينية قدمتها مجموعة من العلماء قبل عقود تفيد بعدم جواز الصلاة خلف الإمام الذي يظهر منه تقصير في الالتزام بأحكام الإسلام, وقد بلغ عدد المساجد التي تصلى فيها الجمعة مرتين نحو 23 مسجدا.

 


undefinedقضية سياسية

وفي تعليقه على الأحداث اعتبر إمام وخطيب مسجد ولاية تيرنغانو محمد عبد الحليم أن القضية لا تنطوي على أبعاد دينية أو خلافات فقهية كما كان في السابق "وإنما هي قضية سياسية بامتياز".

 

وقال في حديثه للجزيرة نت هذه "القضية مشهورة ومعروفة في ماليزيا منذ زمن, لكنها كانت في الماضي على شكل فتاوى فردية لبعض العلماء الذين يعتقدون أن إمام الجمعة وخطيبها يجب أن يتحلى بالصفات النموذجية للمسلم, فإذا عرف عن بعض الأئمة مخالفتهم لبعض الأحكام الشرعية أو تقصيرهم في بعض العبادات كان هؤلاء العلماء يدعون العامة لعدم الصلاة خلفهم".

 

لكنه أوضح أن الأمر اختلف في الآونة الأخيرة, حيث أصبح يأخذ طابعا منظما له أبعاد سياسية بحيث "يدعو فيه بعض الزعماء الدينيين من ذوي التوجهات السياسية أتباعهم لعدم الصلاة خلف الإمام المعين من قبل الجهات الرسمية, ويقدمون مبررات كثيرة لذلك".

 

بدوره حمّل رئيس وزراء ولاية تيرنغانو داتوك أحمد سعيد -وهو من الجبهة الوطنية الحاكمة- الحزب الإسلامي المسؤولية عن "تفتيت الأمة", ودعا قادة الحزب إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحل هذه القضية التي من شأنها أن تضعف صف المسلمين وتعرضهم للسخرية، حسب قوله.

 

محاضر دعا مسلمي ماليزيا للوحدة وتجاوز دواعي الفرقة والاختلاف
محاضر دعا مسلمي ماليزيا للوحدة وتجاوز دواعي الفرقة والاختلاف

تعزيز الوحدة
من جانبه دعا رئيس الوزراء السابق محاضر محمد إلى تعزيز الوحدة بين المسلمين وتجاوز دواعي الفرقة والاختلاف, واعتبر أن مسلمي ماليزيا مقسمون إلى ثلاث مجموعات، مرجعا السبب في ذلك إلى ضعف الفكر الإسلامي بينهم ووجود شقاق سياسي بين المكونات الإسلامية.

 

وقال في حديث للصحفيين على هامش مؤتمر للوحدة الإسلامية "يجب علينا أن نقدم صورة مشرقة للإسلام، وفهما صحيحا لتعاليم ديننا من أجل أن نحظى باحترام المجتمعات الأخرى".

 

بدوره قلل الحزب الإسلامي من شأن الاتهامات التي وجهت له بأنه يشق صف الملايو, واعتبر أن هذه حملة سياسة جديدة من أجل تشويه صورة الحزب أمام العامة.

 

وأكد الشيخ عبد الغني يعقوب من هيئة علماء الحزب الإسلامي أن القضية تأتي في إطار المماحكات السياسية التي تقوم بها أحزاب الجبهة الوطنية الحاكمة من أجل تشويه صورة الحزب في إطار الاستعداد للانتخابات النيابية القادمة.

 

وقال في حديث للجزيرة نت "إنها نفس الإسطوانة ونفس الاتهامات التي توجه للحزب الإسلامي في محاولة لإظهار نقص في الوعي والفهم السياسي والمجتمعي لدى قياداته وأعضائه, وإظهاره بأنه غير مؤهل وغير قادر على قيادة الأمة".

 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الشؤون الدينية في ولاية تيرنغانو اجتماعا بمشاركة عدد من المؤسسات الدينية الحكومية والمجتمعية إضافة إلى عدد من الزعماء الدينيين من أجل وضع حل نهائي لها, وفق ما أعلنه رئيس المجلس مزلان هاشم.

المصدر : الجزيرة

إعلان