تسعة قتلى في "مسيرة الحياة" باليمن

قُتل ما لا يقل عن تسعة متظاهرين وجرح تسعون آخرون على الأقل من المشاركين في "مسيرة الحياة الراجلة" بمنطقة دار سلْم بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وقد اعترضت قوات من الأمن المركزي وممن يوصفون ببلاطجة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، المسيرة التي ضمت أكثر من مائة ألف من المتظاهرين في منطقة دار سلم، وأطلقوا رصاصاً حياً وقنابل مدمعة، لمنعها من التقدم باتجاه شارع يؤدي إلى قصر الرئاسة.
وقال محمد القباطي -وهو طبيب في مستشفى ميداني يعالج المحتجين في المظاهرات المناهضة لصالح على مدى 11 شهرا- إن نحو 150 آخرين أصيبوا بسبب الغازات المدمعة التي أطلقها الجنود.
وفي صنعاء، قال سكان إن أصوات الرصاص دوت بعد وصول مسيرة كانت قد انطلقت منذ أيام من مدينة تعز, على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب, وكان المحتجون يرددون خلالها شعارات ترفض منح الحصانة لصالح, في إشارة إلى تعهد بمنح صالح حصانة من المحاكمة على دوره في أعمال العنف لكبح شهور من المظاهرات ضد حكمه الذي امتد 33 عاما.
وفي وقت لاحق من اليوم، تراجعت المسيرات وتوجهت ناحية ساحة التغيير، وهي نقطة تجمع للاحتجاجات التي بدأت في يناير/كانون الثاني. وجرى نشر الدبابات والقوات والمركبات المدرعة حول المجمع الرئاسي.
ومن ناحية أخرى, قال السفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرشتاين إن مسيرة الحياة "ليست سلمية". وقال في مؤتمر صحفي إن وصول المسيرة إلى صنعاء "يبدو أنه يهدف لإثارة الفوضى والتسبب في رد فعل عنيف من قبل الأجهزة الأمنية".
وذكر فايرشتاين أن المجتمع الدولي بانتظار إصدار وتفعيل قانون الحصانة في إطار المبادرة الخليجية. وأضاف أنه سيعتبر أي محاولة من جانب المسيرة للوصول إلى قصر الرئاسة والبرلمان لمحاصرتهما "أمرا غير شرعي".
ومن جهة ثانية, أعلن وزير الإعلام اليمني علي العمراني مساء السبت أن حكومة الوفاق كلفت وزيريْ الدفاع والداخلية بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل متظاهرين بصنعاء من المشاركين في "مسيرة الحياة" القادمة من تعز.
وحسب المبادرة الخليجية, فقد نقل صالح سلطاته إلى نائبه, ومن المقرر أن تقود اليمن حكومةٌ مؤقتة صوب انتخابات رئاسية لاختيار من يحل محله في فبراير/شباط القادم.