إخوان سوريا ينفون تبني تفجيري دمشق

نفت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ما تداولته وكالات الأنباء من أن الجماعة تبنت المسؤولية عن انفجاري أمس في دمشق اللذين أوديا بحياة أكثر من أربعين شخصا. في حين اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام في سوريا بالوقوف وراء التفجيرين.
وقال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة في اتصال مع الجزيرة إن النظام السوري اخترع موقعا سماه موقع الإخوان المسلمين السوريين ونشر عليه بيانا مزورا، وأضاف أن "الموقع مزور والبيان أيضا مزور".
وأكد الشقفة أن النظام هو من يقف وراء التفجيرين، وقال إن "الذين فجر بهم المركزان الأمنيان هم من السجناء، وقبل أيام قام النظام بتفريغ المركزين من العناصر الأمنية ونقلوا إليهما سجناء وفجروا بهم وقتلوهم".
وأضاف أن "النظام قبل أي تحقيق وبعد نصف ساعة من التفجيرات اتهم القاعدة، ثم اليوم يتهم الإخوان المسلمين، هذا نظام كاذب".

اتهام المخابرات
بدوره اتهم المركز الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا على موقعه الإلكتروني المخابرات السورية بصياغة بيان زعمت أنه صادر عن الجماعة ونسبت إليها أنها تتبنى نسف مبنيي المخابرات في كفر سوسة.
وجاء في بيان المركز الإعلامي "وحتى تمرر المخابرات السورية كذبها على الناس وضعت على البيان شعار جماعة الإخوان المسلمين، وزادت في الكذب إذ وضعت البيان في موقع إلكتروني من تصميمها وتنفيذها يشابه موقع الجماعة وروّسته بشعار الجماعة وسمته موقع الجماعة".
وأكد البيان أن رابط الموقع الذي نشر فيه "البيان الكاذب" يختلف عن رابط موقع الجماعة ولا يمت لموقع الجماعة بصلة.
وكان موقع على شبكة الإنترنت يحمل اسم "إخوان أس واي" نشر بيانا قال فيه إن "إحدى كتائبنا الجهادية حزب السنة الغالبون تمكنت من استهداف مبنى إدارة أمن الدولة في كفر سوسة بقلب عاصمة الأمويين دمشق بعملية ناجحة".
وكان التلفزيون الرسمي السوري قد حمل تنظيم القاعدة المسؤولية عن مقتل أكثر من أربعين وإصابة أكثر من 150 في هجوم مزدوج على موقعين أمنيين بالعاصمة دمشق، بالتزامن مع وصول فريق بعثة المراقبين العرب أمس الجمعة.
وذكر التلفزيون السوري أمس أن الهجومين اللذين وصفهما بأنهما انتحاريان استهدفا مقر إدارة أمن الدولة وفرعا أمنيا آخر وأنهما نجما عن سيارتين ملغمتين، وأن القاعدة تقف وراء تنفيذهما. وذكر أيضا أن أغلب الضحايا من المدنيين وعناصر الجيش.

اتهام للنظام
من جهته اتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام في سوريا بالوقوف وراء التفجيرين اللذين خلفا نحو 40 قتيلا وأكثر من 150 مصابا، وأصدر بيانا عبر صفحته على (فيسبوك) قال فيه إن النظام يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرات الإجرامية. واعتبر أن التفجير يعبر عما سماه سلوك النظام السوري وتفكيره الدموي والإجرامي.
وأشار البيان إلى أن التفجيرين "تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا".
كما شكك ممثل اللجان التنسيقية المحلية عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي -في حوار مع الجزيرة- برواية نظام بشار الأسد من أن تنظيم القاعدة هو من يقف وراء تفجيري دمشق.
وأشار إدلبي إلى أن وزير الخارجية وليد المعلم قدم من قبل "صورا مفبركة" عن عمليات قتل في سوريا تبين فيما بعد أنها في لبنان.
بدوره اتهم حزب الله في لبنان الولايات المتحدة بالوقوف وراء التفجيرين وقال إنها "أم الإرهاب". كما قال الحزب في بيان "إن هذه التفجيرات هي من اختصاص الولايات المتحدة وأصابعها الممتدة في منطقتنا، والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية الساعية لتحقيق المصلحة الصهيونية التي يضعها الأميركيون فوق كل اعتبار".
وقد أدانت الولايات المتحدة بشدة التفجيرين، وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان على أهمية ألا تعيق هجمات اليوم العمل الدقيق لبعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية كي تتمكن من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وردعها بهدف حماية المدنيين.
وأعرب تونر عن الأمل بأن تستمر البعثة دون تقييد وفي ظل جو خال من العنف، وقال إن عبء التعاون الكامل مع البعثة يقع على عاتق النظام. وذكر أن الولايات المتحدة ستستمر بدعم الشعب السوري بنضاله من أجل عملية انتقال سلمية من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
وفي روما أعربت إيطاليا عن قلقها إزاء استمرار أعمال العنف بسوريا بعدما أدى تفجيران استهدفا إدارة المخابرات العامة وفرعا أمنيا في دمشق إلى مقتل عشرات الأشخاص.