مظاهرات باليمن وقتلى بقصف تعز

خرجت عقب صلاة الجمعة اليوم في صنعاء مظاهرات مناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأخرى مؤيدة له، في حين ارتفع إلى 16 عدد قتلى القصف الذي تنفذه القوات الموالية لصالح على أحياء سكنية في مدينة تعز منذ الأمس. ويأتي ذلك وسط تحذير أممي من أن ملايين اليمنيين يواجهون أزمة إنسانية شديدة الخطورة.
وجاءت المظاهرات المناهضة لنظام صالح في شارع الستين -أكبر شوارع صنعاء– وفي محافظات أخرى تلبية لدعوة ما بات يعرف باسم اللجنة التنظيمية لثورة الشباب الشعبية السلمية باليمن.
ويطالب المتظاهرون بمحاكمة الرئيس اليمني ومعاونيه، معبرين عن رفضهم للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية بسبب منحها حصانة من الملاحقة القضائية لرموز النظام، كما يناشدون المجتمع الدولي اتخاذ موقف واضح مما وصفته بانتهاكات حقوق الإنسان في حق المتظاهرين.
وفي المقابل، احتشد مؤيدو النظام اليمني في شارع السبعين بصنعاء ومحافظات أخرى، عقب صلاة الجمعة تحت شعار "إن مع العسر يسرا".

قصف مستمر
وطالب المتظاهرون بالتمسك بالأمن والاستقرار، ورفض ما يصفونه بالفوضى والعنف والتخريب. كما أكدوا مساندتهم للقوات المسلحة والأمنية في القيام بمسؤوليتها الوطنية والدستورية والقانونية في حماية الدين والوطن.
وطالبوا أيضا بالتمسك بالنهج الديمقراطي في نقل السلطة.
من جهة أخرى، قتل أربعة أشخاص وجرح آخرون في قصف جديد نفذته قوات صالح صباح اليوم على أحياء سكنية في تعز، في حين ذكرت مصادر طبية ومحلية لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصف استمر طوال ليل الخميس إلى الجمعة، واستهدف حي الروضة والأحياء المحيطة بساحة الحرية التي يعتصم فيها المحتجون بتعز، مشيرة إلى مقتل فتاة تدعى نورية الحميري.
وكانت مصادر طبية في المدينة قالت إن 12 شخصا على الأقل قتلوا أمس، وأصيب نحو خمسين بجروح، جراء قصف نفذته هذه القوات في المدينة التي لم يمنع العنف سكانها من مواصلة احتجاجاتهم ومطالبتهم بمحاكمة الرئيس صالح, على ما يقولون إنها جرائم ارتكبها بحق الشعب اليمني.
وذكر شهود عيان ومصادر محلية أن القوات الموالية لصالح المتمركزة عند أطراف المدينة قامت بمحاولة الدخول إلى وسطها، وأنها واجهت مقاومة عنيفة من قبل المسلحين المناصرين لثورة الشباب، وأكدت نفس المصادر أن قوات الجيش تلقت تعزيزات عسكرية جديدة بالعتاد والرجال من محافظة لحج الجنوبية.
وتستمر أعمال العنف في تعز بالرغم من تهديدات رئيس الوزراء المكلف محمد سالم باسندوة -وهو قيادي في المعارضة- بإعادة النظر في موقفه إذا لم يتوقف القصف في تعز.

تحذير
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت كاترين براغ نائبة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن ملايين اليمنيين يواجهون أزمة إنسانية شديدة الخطورة بسبب تصاعد أعمال العنف وتدني مستوى الحياة في جميع المجالات.
وأضافت -في ختام زيارة لها لليمن- أن هناك حالة من الحرمان المزمن التي أصبحت أكثر شدة نتيجة لتفاقم أعمال العنف، يرافق ذلك واحد من أعلى معدلات سوء التغذية في العالم، وانهيار الخدمات الأساسية وأزمة صحية تلوح في الأفق.
وأشارت إلى أن الملايين يعانون غياب الحاجات الأساسية، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يقتصر فقط على المتضرّرين من النزاع أو النزوح.
ودعت المسؤولة الأممية السلطات اليمنية والآخرين المعنيين بالأزمة إلى الوفاء بالتزاماتهم. وقالت "إن عليهم أن يحموا المدنيين وأن يضمنوا وصولهم إلى الخدمات الأساسية. لا يمكننا المخاطرة بالوضع حتى يتحول إلى كارثة".
واستهدفت زيارة المسؤولة الأممية لليمن التحقق المباشر من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في بعض أنحاء اليمن، وبحث سبل تعزيز الاستجابة للاحتياجات المتزايدة مع النظراء.
وخلال زيارتها لليمن، التقت براغ مع مسؤولي الحكومة والمنظمات الإنسانية في صنعاء، كما توجهت إلى عدن في الجنوب وحرض في الشمال.