عقوبات غربية ومظاهرات بطهران

تظاهر إيرانيون اليوم بعد صلاة الجمعة لدعم اقتحام السفارة البريطانية الذي تم قبل أيام، في وقت عزز فيه الاتحاد الأوروبي عقوباته ضد طهران، ودعا جو بايدن نائب الرئيس الأميركي تركيا إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران.
وقالت وكالة إيرنا للأنباء إن متظاهرين خرجوا بعد أداء صلاة الجمعة في جامعة طهران باتجاه ساحة الثورة، ورفعوا شعارات مثل "الموت لبريطانيا" و"نحن ندعم الاستيلاء على وكر الجواسيس"، في إشارة إلى السيطرة على مبنى السفارة البريطانية، ونددوا بما أسموها السياسة العدائية لبريطانيا تجاه بلادهم، وقاموا بإحراق علميْ بريطانيا وإسرائيل.
ولم تشر الوكالة إلى عدد المشاركين في المظاهرات، ومنعت السلطات الإيرانية ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية من تغطيتها. وكانت وكالة مهر للأنباء تحدثت عن مظاهرة مماثلة قرب مقر مجمع إقامة الدبلوماسيين البريطانيين أمس الخميس من دون تقديم توضيحات.

من جهة أخرى يتأهب الدبلوماسيون الإيرانيون في بريطانيا للرحيل مع اقتراب مهلة طردهم على خلفية الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا عقب اقتحام سفارتها في طهران.
وكان العلم الإيراني لا يزال مرفوعا فوق السفارة الإيرانية بغرب لندن قبل انقضاء المهلة الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينيتش.
وأبلغ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ برلمان بلاده الأربعاء أنه أمهل الدبلوماسيين الإيرانيين 48 ساعة لإغلاق السفارة ومغادرة المملكة المتحدة، بعد الهجوم على البعثة الدبلوماسية البريطانية في طهران الثلاثاء. كما أجلت بريطانيا دبلوماسييها من إيران، وأغلقت سفارتها عقب الهجوم، الذي قال هيغ إنه ما كان ليحدث لولا الموافقة الضمنية من جانب النظام الإيراني.
وجاء اقتحام السفارة البريطانية بعد تصويت مجلس الشورى الإيراني الأحد لصالح طرد السفير البريطاني، وخفض العلاقات التجارية مع بريطانيا، ردا على عقوبات جديدة تزعمتها لندن تستهدف القطاع المصرفي الإيراني.
ضغوط متزايدة
وزاد الاتحاد الأوروبي ضغوطه على إيران عقب الهجوم على السفارة البريطانية، معززا العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامج إيران النووي، وهدد باستهداف الصادرات النفطية والمنظومة المالية الإيرانية في مرحلة لاحقة.
وكشف الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة النقاب عن 180 شخصا وكيانا فرض عليهم عقوبات جديدة بسبب البرامج النووية الإيرانية، وتشمل العقوبات وزارات وبنوكا وباحثين وصناعة الشحن وفيلق الحرس الثوري.
وفرض الاتحاد حظرا على سفر 22 شخصا وجمّد أصولهم المالية، متهما إياهم بالتورط في "أنشطة نووية أو صواريخ باليستية"، من بينهم وزير العلوم كمران دانيشغو و11 مسؤولا مصرفيا.

وكان الاتحاد قد فرض عقوبات مالية على 26 كيانا لنفس السبب، حيث اتهم الاتحاد الأوروبي إحدى الشركات التجارية بشكل خاص بتصدير "ذخائر من إيران عبر نيجيريا إلى بلد ثالث".
ووجهت أيضا اتهامات بتهريب الأسلحة لثلاثة أشخاص وأحد الكيانات الذين أدرجت أسماؤهم على القائمة السوداء بسبب علاقاتهم بفيلق الحرس الثوري.
ويرتبط الأشخاص الـ128 والكيانات المتبقية بصلات مع هيئة خطوط الشحن الحكومية. ووافق الوزراء أيضا على دراسة احتمال فرض حظر على النفط الإيراني، وفرض عقوبات ضد القطاع المالي في البلاد لعرقلة طموحاتها النووية.
دعوة لتركيا
ودعا جو بايدن نائب الرئيس الأميركي تركيا اليوم الجمعة إلى فرض عقوبات جديدة على إيران. ونقلت وسائل إعلام تركية عن بايدن -الذي يزور تركيا- قوله نحن نستمر في دعم التوصل إلى حل دبلوماسي لمخاوفنا من إيران، لكننا نعتقد أيضا أن الضغط على القيادة الإيرانية ضروري لضمان تسوية يتم التفاوض بشأنها.
وأضاف "لهذا نشجع شركاءنا -بما في ذلك تركيا- على اتخاذ خطوات لفرض عقوبات جديدة على إيران، وفقا لما نحن مستمرون في القيام به".
وكان مجلس الشيوخ الأميركي تبنى بالإجماع أمس الخميس مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات تستهدف معاقبة المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني، على خلفية برنامج طهران النووي.