روسيا تحذر من الضغط على إيران

توالت ردود الأفعال على حادث اقتحام السفارة البريطانية في طهران، فبينما أعلنت روما نيتها سحب سفيرها لدى إيران، دعت الخارجية الروسية اليوم الخميس إلى الكف عن تصعيد التوتر حول إيران، معتبرة أن ذلك ينذر "بعواقب وخيمة" ويمنع استئناف المباحثات مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وأعلنت إيطاليا اليوم الخميس أنها ستستدعي سفيرها من إيران للتشاور احتجاجا على الهجوم على السفارة البريطانية، وقال وزير خارجيتها جوليو تيرسي دي سانتاغاتا في تصريح للصحفيين ببروكسل "لقد قررنا سحب سفيرنا في طهران لغرض المشاورة".
وأعلنت الخارجية الإيطالية اليوم أنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني في روما لإبلاغه "بالإدانة القوية من قبل الحكومة الإيطالية لمشهد العنف الخطير والمرفوض تماما" الذي تعرض له مبنى السفارة البريطانية.
وكان دي سانتاغاتا قد أشار أمس الأربعاء إلى أن روما "ستنظر في إغلاق سفارتها بإيران"، كما أوضح أنه ستتم "مناقشة الإستراتيجيات المشتركة الواجب اعتمادها ضد إيران" خلال القمة الوزارية للاتحاد الأوروبي في بروكسل الخميس.
بدوره قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الخميس خلال زيارته للعراق أنه لم ير ما يشير إلى أن الاعتداء على السفارة البريطانية كان عملا من تدبير السلطات الإيرانية، ولكنه أكد أن الاعتداء "مثال آخر يبرز سبب كون إيران دولة مارقة".
وقال بايدن في مقابلة مع رويترز "لا يوجد لدي ما يبين كيف أو هل كان الاعتداء مدبرا، لكن ما أعرفه هو أنه مثال آخر للعالم وللمنطقة على أن هؤلاء الناس منبوذون دوليا من الأساس".
روسيا تحذر
من جهتها، قالت روسيا الخميس إن تصاعد التوتر والضغوط الغربية ضد إيران يقوض فرص تعاون الأخيرة مع جهود ترمي إلى التأكد من عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي "نرفض بشكل قاطع تصعيد التوتر والمواجهة بشأن قضايا لها علاقة بإيران، ونعتقد بأن الأمر ينطوي على عواقب وخيمة".
وأضاف أنه "لا يوجد ما يبرر اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة البريطانية في طهران يوم الثلاثاء الماضي، لكنه قال إن التوترات المتزايدة في العلاقات مع طهران تعوق بشكل كبير استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي".
وذكر لوكاشيفيتش أن طهران لا ترد على تساؤلات العالم بخصوص برنامجها النووي، لكنه أشار إلى أن الغرب يتحمل كثيرا من اللوم في تصاعد التوتر.

منع إيراني
وفي سياق متصل، منعت الشرطة الإيرانية في طهران الخميس وسائل الإعلام الغربية من زيارة المجمع السكني البريطاني الذي اقتحمه طلاب إيرانيون يوم الثلاثاء.
وكانت سفارة بولندا في طهران قد نظمت جولة لبعض الدبلوماسيين الأجانب وممثلي وسائل الإعلام الغربية في طهران لزيارة السفارة البريطانية والمجمع السكني للعاملين بالسفارة، بعد الهجوم الذي تعرضا له.
ورغم موافقة الجانب البريطاني الذي يمتلك الموقعين، لم تسمح الشرطة الإيرانية للدبلوماسيين الذين ينتمون لدول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي وممثلي وسائل الإعلام الغربية المدعوين بدخول المجمع.
وصادر رجال الشرطة الكاميرا التابعة لفريق القناة الأولى في التلفزيون الألماني (أي.آر.دي) وهددوا المراسلين والمصورين الآخرين باتخاذ نفس الإجراء معهم إذا لم يغادروا الموقع.
وأغلقت بريطانيا السفارة الإيرانية في لندن، وأغلقت سفارتها في طهران بعدما أجلت كل موظفيها هناك في أعقاب اقتحام محتجين لها.
وكان طلاب إيرانيون قد اقتحموا السفارة البريطانية في طهران الثلاثاء، وأحرقوا العلم البريطاني ورفعوا العلم الإيراني على البوابة، ومزقوا وثائق وصورة الملكة إليزابيث الثانية.
كما دخل طلاب آخرون المجمع السكني للدبلوماسيين البريطانيين وطاقم العمل بالسفارة في شمال طهران، حيث توجد أيضا بعض المدارس الأجنبية.