حشد لجمعة "رد الاعتبار" بمصر

محمود حسين

توافد متظاهرون مصريون على ميدان التحرير اليوم للمشاركة في ما يطلق عليه جمعة "رد الاعتبار"، وذلك قبيل الإعلان الرسمي لنتائج الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية، وسط مؤشرات على فوز واسع  لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتقدم كبير أيضا لحزب النور السلفي الذي سعى إلى طمأنة المسيحيين.

وتلبية لدعوة أحزاب وائتلافات وحركات سياسية من أبرزها حركة 6 أبريل، توافد متظاهرون إلى ميدان التحرير بقلب القاهرة لتأبين 42 شخصا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة الشهر الماضي ورد الاعتبار لهم، والتأكيد على مطلب المتظاهرين بأن يسلم الجيش السلطة للمدنيين على الفور، والمطالبة بضرورة وسرعة محاكمة جميع المسؤولين عن القتل.

ووقف أفراد اللجان الشعبية على مداخل الميدان للتدقيق في هوية القادمين للمشاركة. كما انتشر الباعة المتجولون في أنحاء الميدان، رغم الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين المتظاهرين المعتصمين الأسبوع الماضي.

ترقب للنتائج
وتأتي الدعوة للاحتشاد بالميدان بينما يترقب المصريون اليوم إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التي كان مقررا إعلانها أمس، لكن بعض الدوائر الانتخابية لم تستكمل فرز الأصوات في الموعد المحدد.

وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن حزب الحرية والعدالة سيفوز بنسبة نحو 40% من المقاعد المخصصة للقوائم في المرحلة الأولى التي أجريت يومي الاثنين والثلاثاء.

إعلان

وذكر حزب النور السلفي -الذي تأسس بعد الثورة- أنه يتوقع أن يفوز بنسبة تصل إلى 20% من المقاعد، أما الكتلة المصرية التي تضم أحزابا ليبرالية فقالت إنها في طريقها للفوز بنحو خُمس الأصوات في قوائم الأحزاب.

وقالت حركة شباب 6 أبريل -التي لعبت دورا كبيرا في الثورة- إن فوز الإسلاميين بالانتخابات "يجب ألا يثير المخاوف، ويجب ألا يخشى أحد فوز قائمة بعينها أو تيار سياسي بعينه، فهذه هي الديمقراطية، ومصر لن تسمح لأي شخص باستغلالها مرة أخرى".

مواقف وطمأنة

مصريون يتوافدون على ميدان التحرير (رويترز)  
مصريون يتوافدون على ميدان التحرير (رويترز)  

وأكد بيان صدر عن حزب الحرية والعدالة أن الحديث عن تشكيل البرلمان للحكومة لا يزال مبكرا.

وأوضح البيان أن "تكوين البرلمان والتحالفات البرلمانية يرتبط بالنتائج النهائية للمراحل الثلاث التي ستظهر في الغالب برلمانا متوازنا يعبر عن مختلف فئات الشعب المصري".

وأضاف "نحن ملتزمون مع كل أحزاب التحالف الديمقراطي، ولم يتم أي اتصال في هذا الشأن بيننا وبين أي طرف آخر من أطراف العملية الانتخابية. كما يعلن الحزب أن الحديث عن الحكومة المقبلة لا يزال مبكرا، وأن المهمة الأولى بالرعاية الآن هي التعاون بين الجميع، والتحلي بروح المسؤولية للعبور بالبلاد من المرحلة الانتقالية إلى تأسيس جديد لمؤسسات الدولة المصرية جميعها".

وحرص قياديون سلفيون الخميس على طمأنة المسيحيين، وقال المتحدث باسم حزب النور محمد نور "إن مس أي شعرة من أي مسيحي يتناقض مع برنامجنا"، مضيفا "إن مصر بلد إسلامي وتطبق فيها الشريعة الإسلامية منذ 1300 سنة، والأقباط استطاعوا دوما أن يعيشوا فيها سعداء".

أما عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية -وهي حركة سلفية أخرى تشارك في الانتخابات التشريعية- فأكد أن حزبه يريد للدستور الجديد أن "يحفظ الهوية الإسلامية لمصر ويحفظ حقوق غير المسلمين".

إعلان

وشهدت المرحلة الأولى للانتخابات -التي تجري على ثلاث مراحل تشمل كل منها 9 محافظات- إقبالا كبيرا من الناخبين. وإذا استمرت اتجاهات الناخبين كما هي في المرحلتين التاليتين فإن الإخوان المسلمين سيصبحون القوة السياسية الأولى في مصر، بعد أن كانوا موضع حظر وقمع لعقود.

وتجري الانتخابات في مصر وفقا لنظام مختلط يجمع ما بين القائمة النسبية والدوائر الفردية، إذ يتم انتخاب ثلثيْ الأعضاء بالقوائم والثلث الأخير بالنظام الفردي.

المصدر : وكالات

إعلان