المعارضة البحرينية تدعو لحوار جاد

دعت المعارضة البحرينية الحكومة إلى البدء في "حوار جاد" من أجل وضع حد للأزمة في المملكة، وأدانت "القمع العنيف" للمظاهرات من قبل قوات الأمن.
وعقب اجتماع عقد أمس الأحد أعلنت خمسة أحزاب معارضة بينها الوفاق استعدادها لفتح حوار جاد مع النظام سعيا إلى الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، وتنفيذ إصلاحات سياسية ودستورية جذرية، حسب تعبيرها.
واعتبرت أن نتائج الحوار الوطني الصيف الماضي الذي قاطعته المعارضة لا تمثل أرضية ملائمة لإصلاح حقيقي في المملكة البحرينية.
وأدانت الأحزاب الخمسة "حملة القمع و الإرهاب " التي تشنها قوات الأمن ضد "المتظاهرين السلميين" مشيرة خصوصا إلى المظاهرات التي وقعت في البديع قرب المنامة خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
وذكرت أن القوات الأمنية استخدمت أثناء تعاملها مع المظاهرات أسلحة وصفتها بأنها حادة مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم بجروح ولم ينقلوا إلى المستشفى خوفا من أن يتم اعتقالهم.
وقد تواصلت الاشتباكات بين المتظاهرين المطالبين بالإصلاح وقوات الشرطة في البحرين أمس الأحد، بعد أن تسبب مقتل شخصين في دفع المتظاهرين إلى الاعتصام مجددا في إحدى الطرق الرئيسية.
وفي أكبر جولة من هذه الاشتباكات هاجمت قوات الشرطة مئات المتظاهرين المشاركين في الاعتصام بعد سيطرتهم على دوارين (ساحتين) وجزء من طريق سريع يمتد عبر عدة قرى شيعية.
ويحاول المتظاهرون الاعتصام منذ يوم الخميس الماضي، وشهدت منطقة الاحتجاجات الواقعة على شارع البديع جنازات متتالية لأشخاص يقول المتظاهرون إنهم لقوا حتفهم جراء ممارسات الشرطة.
وقامت قوات الأمن بتفريق مئات المتظاهرين بالشارع الرئيسي غرب المنامة بعدما أطلقت عليهم الغازات المدمعة والرصاص المطاطي، وهو ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق فضلا عن إصابة عدد آخر بجروح طفيفة.

وقال مطر مطر النائب المستقيل عن كتلة الوفاق المعارضة إن النظام البحريني يشعر بأن لديه حصانة دولية تسمح له بمواصلة القمع أو استخدام القوة المفرطة يوميا ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والمساواة بعد أن رأى أن هناك تلكؤا من المجتمع الدولي تجاه تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق.
ودعا مطر المجتمع الدولي إلى استثمار تقرير لجنة تقصي الحقائق لحث الحكومة البحرينية على تنفيذ الإصلاحات بدلا من توجيه الاتهامات المستمرة حول دور سوري أو إيراني، وذكر أن الحديث عن إعاقة سعودية للإصلاحات في بلاده غير صحيح، واعتبر أن الإعاقة الحقيقية هي ممن يرفضون تقاسم السلطة والثروة من داخل البحرين.
ونفى النائب المستقيل أن يكون هناك تصعيد من المتظاهرين واعتبر أن هذا حقهم في التعبير عن آرائهم. لكن وزارة الداخلية البحرينية قالت إن مجموعات قامت بقطع الطرق وحركة المرور عبر وضع الحاويات بشارع البديع، وهو ما أدى لتدخل قوات حفظ النظام التي تعاملت معهم وفقا للضوابط القانونية.
أمن مهدد
في هذه الأثناء أكد الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، في تصريحات صحفية، أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي أصبح مهددا بشكل خطير.
وقال قبيل اجتماع قمة مجلس التعاون الخليجي إن "الأقنعة سقطت عن المخططات والجهات التي تضمر الشر ولا تريد خيرا لدولنا وشعوبنا".
وأضاف المسؤول البحريني أن الأمر يتطلب من دول مجلس التعاون تحركات مستمرة من أجل تعزيز التنسيق المشترك في المجالات الأمنية والعسكرية، وتبني إستراتيجيات أمنية متكاملة حديثة تتناسب مع مستوى هذه التهديدات.