المصالحة لم تنصف الصحف الفلسطينية

عوض الرجوب-الخليل
بالرغم من أن اتفاق القاهرة بين فتح وحماس أوائل مايو/أيار الماضي أتاح الفرصة لعودة تلفزيون فلسطين الذي يبث من الضفة الغربية للعمل في قطاع غزة، وعودة تلفزيون الأقصى الذي يبث من غزة للعمل في الضفة الغربية، إلا أن إشكالية توزيع الصحف لا زالت قائمة.
ودعت منظمات فلسطينية تعنى بالحريات الإعلامية، حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وباقي الفصائل إلى الاتفاق خلال اللقاءات الجارية في القاهرة على وقف انتهاك الحريات الإعلامية، والسماح بتوزيع الصحف في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وشهدت الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية تدهورا بعد الانقسام الفلسطيني منذ أواسط عام 2007، وعلى إثره لا زالت صحيفتا القدس والحياة الجديدة الصادرتان في الضفة الغربية ممنوعتان من التوزيع في قطاع غزة، وظلت صحيفتا فلسطين والرسالة الصادرتان في قطاع غزة ممنوعتان من التوزيع في الضفة الغربية.

جهود
وأكد مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) موسى الريماوي أن مركزه وجه رسائل ومناشدات كما عقد مجموعة لقاءات، ضمن تحركاته المستمرة لوقف انتهاك الحريات الإعلامية والسماح بتوزيع الصحف في قطاع غزة والضفة الغربية، لكن دون جدوى.
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن المركز وجه عدة رسائل إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة الفصائل، ورئيسي حكومة الضفة سلام فياض وغزة إسماعيل هنية، وقيادات الفصائل ومنظمة التحرير، وأطلق حملة لجمع التواقيع على عريضة لخدمة الهدف ذاته، دون نتيجة.
وقال إن المركز عقد لقاءين مع مسؤولي المكتبين الإعلاميين للحكومتي الضفة وغزة لحثهما على التقدم خطوة للأمام تتمثل في إعادة توزيع الصحف، مؤكدا استمرار الاتصالات لطرح الموضوع على جدول أعمال الغد في لقاءات الفصائل في القاهرة.
وأوضح الريماوي أن منع توزيع الصحف، واحد من آثار الانقسام الفلسطيني التي أضرت كثيرا بالإعلام والحريات في فلسطين في السنوات الأخيرة، حيث أغلقت مكاتب مختلفة لصحف وإذاعات.
وحول أسرع السبل لحل الإشكالية المتعلقة بتوزيع الصحف، شدد الريماوي على أن المسألة تحتاج إلى قرار سياسي من أعلى المستويات، معربا عن استغرابه لتجاهل ملف الإعلام رغم أهميته ودوره في حياة المجتمع الفلسطيني.

مضايقات
من جهتهم لا يبدي مسؤولو الصحف الفلسطينية تفاؤلا بإمكانية تجاوز هذه العقدة خلال لقاءات الفصائل في القاهرة.
ويؤكد مدير عام صحيفة فلسطين الصادرة في غزة إياد القرا، عدم وجود قرار مكتوب بمنع صحيفته من التوزيع والعمل في الضفة، لكنه شدد على أن المضايقات التي مورست على الصحيفة ومكاتبها ومراسليها اضطرتها للتوقف عن العمل.
وطالب بتبني مبادرة واضحة من الحكومة في الضفة الغربية تسمح بتوزيع وعمل الصحيفة، باعتبار أن الحكومة هي المسيطرة على الأجهزة الأمنية التي مارست المضايقات السابقة.
ولا يعوّل القرا كثيرا على لقاءات الفصائل في القاهرة في حل هذا الملف، لكنه يأمل بعودة الأمور إلى سابق عهدها وإعادة توزيع الصحف في الضفة وغزة.
بدوره أقر رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة الصادرة في الضفة الغربية حافظ البرغوثي، بصعوبة إعادة توزيع صحيفته في غزة في الوقت الراهن، مشيرا إلى صدور قرار قضائي في غزة بسجنه وتغريمه.
وأضاف أن مسألة إعادة توزيع الصحف بيد الفصائل تحتاج إلى اتفاق مصالحة حقيقي، لكنه استبعد أن يكون هذا الملف مدرجا على جدول أعمال الفصائل في اللقاءات الجارية في القاهرة.