التبادل يخيب أمل فلسطينيي القدس والداخل

وديع عواودة-حيفا
يبدي فلسطينيو القدس والداخل خيبة أملهم لاستثناء الدفعة الثانية من صفقة التبادل لأسراهم، ويسجلون عتبهم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومصر لعدم وضعهما ضمانات تحول دون خرق الاحتلال للمعايير المتفق عليها.
ويعبر مدير جمعية أصدقاء المعتقل والسجين الأسير السابق منير منصور عن امتعاضه من الدفعة الثانية للصفقة، ويصفها بـ"الفاشلة والظالمة لأسرى القدس والداخل".
ويوضح منصور للجزيرة نت أن دور حركة حماس اقتصر على تحديد عدد أسرى الدفعة الثانية، فيما تفردت إسرائيل بتسمية من سيفرج عنهم، فاختارت من هم أقل محكومية والأنسب بالنسبة لها.
ثلاث أسيرات
ويشير إلى أن صفقة التبادل أبقت ثلاث أسيرات فقط في الأسر وجميعهن من الداخل, وهن لينا الجربوني، وخديجة أبو عياش، وورود قاسم.

ويحذر من أن دمجهن مع السجينات الجنائيات سيشكل خطراً أكبر عليهن، ويعرضهن لمحاولات انتقام من قبل السجينات اليهوديات, داعيا لمتابعة قضيتهن منذ هذه اللحظة.
ويشير والد الأسيرة لينا -من بلدة عرابة في الجليل- أحمد الجربوني إلى أن استثناء الأسيرات نجم عن عدم استعداد المفاوض الفلسطيني بالقدر الكافي للمفاوضات.
وأضاف للجزيرة نت اليوم أن كريمته تعاني حالة صحية ونفسية قاسية، ويناشد رئيس المجلس العسكري في مصر المشير طنطاوي أن تضطلع مصر بدورها كراعية للصفقة من أجل إطلاق الأسيرات الثلاث الباقيات.
مصر وحماس
ويؤكد مدير مؤسسة يوسف الصديق لرعاية السجين داخل أراضي 48 فراس عمري عتبه وعتب عائلات الأسرى في الداخل -خاصة ذوي الأسيرات- على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعلى مصر لإغفالهما حقوق أسرى الداخل في صفقة التبادل.
وتابع أن "هناك حالة سخط لدى عائلات الأسيرات الثلاث خاصة أهل الأسيرة لينا الجربوني التي حكمت قبل عشر سنوات بالسجن 17 عاما، فيما سيطلق سراح زميلتيها في العام القادم".
ويقول العمري للجزيرة نت إنه يتفهم ظروف عائلات الأسرى والأسيرات، لافتا إلى أنه توقع تعلم حركة "حماس" فعلا من دروس صفقات التبادل في الماضي، وأن تبدي حذرا أكبر كي لا تغرر بها إسرائيل في اللحظة الأخيرة.

اختراق المعايير
ويشير إلى أن فلسطينيي الداخل والقدس تفاءلوا خيرا لكنهم فوجئوا بخرق إسرائيل للمعايير المعلنة.
وأضاف العمري "نحن واقعيون ونعي أن أسيرا واحدا لن يحرر كافة الأسرى، ولكن لدينا عتب كبير على المقاومة لعدم تأمين نصيب فلسطينيي الداخل في صفقة التبادل، رغم تميز واقعهم داخل فلسطين التاريخية، وهم يخوضون حربا شرسة مع المؤسسة الإسرائيلية".
جهد قاصر
ويؤكد العمري أن فلسطينيي الداخل تلقوا قبل شهور طمأنات من حماس ومصر، لكنهما لم تبذلا جهدا كافيا لإطلاق جميع الأسرى وفق المعايير المعلنة، بأن تشمل الصفقة على سبيل المثال النساء وكبار السن والمرضى، ويضيف "بالنسبة لحركة حماس انتهى دورها بعدما شاركت في تحديد المعايير، لكننا توقعنا وجود آلية تكفل احترامها".
وهذا ما يؤكده رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، إذ يقول إن الاحتلال استثنى القدس عدا الأسيرة المقدسية رانية صبيح المحكومة منذ ثلاثة أشهر بالسجن لمدة عام، والأسير المقدسي صلاح الحموري الذي أنهى محكوميته في الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويشار إلى أن هناك 270 أسيرا من القدس (أربعون منهم محكوم عليهم بالمؤبد) بعدما تم الإفراج عن 46 أسيرا من زملائهم في الدفعة الأولى.
ويضيف أبو عصب أن الإفراج عن كل أسير هو مكسب لكل الشعب الفلسطيني حتى لو تبقى له يوم واحد، لكن تفرد إسرائيل بتحديد الأسماء أصاب أهالي القدس بانتكاسة كبيرة، خاصة أنه ما زال في السجون أسرى مرضى وكبار في السن.
ويوضح أبو عصب أن الصفقة انتهت ويطالب القيادة الفلسطينية بأن يكون إطلاق الأسرى شرطا أساسيا للمفاوضات إلى جانب وقف الاستيطان، مشددا على أن الإنسان أغلى، وأن إبقاء الأسرى خلف القضبان يموتون منذ عقود جريمة.