هيومن رايتس تدعو الناتو للتحقيق بليبيا
حثت منظمة هيومن رايتس ووتش حلف شمال الأطلسي (ناتو) على التحقيق في مقتل المدنيين الذين ربما يكون الحلف قد تسبب في سقوطهم، خلال العملية العسكرية التي استمرت ثمانية شهور في ليبيا وساعدت في إسقاط وقتل العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال مندوب ليبيا بالأمم المتحدة إبراهيم دباشي إن الحكومة المؤقتة التي تسيطر على ليبيا منذ فرار القذافي من طرابلس في أغسطس/آب الماضي، تقدر أن أكثر من 40 ألف ليبي قتلوا خلال الصراع في البلاد. وأضاف يوم الخميس أن "القذافي كان مسؤولا عن سقوط هؤلاء القتلى".
ويزور فريد إبراهامز من منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان -ومقرها نيويورك- ليبيا، ويحقق في مزاعم بسقوط عشرات القتلى بسبب حلف الناتو.
وكانت قوات القذافي خلال الحرب حريصة على أن تظهر للصحفيين وهيومن ووتش وغيرها من الجماعات الحقوقية ما زعمت أنها مواقع مذابح للمدنيين من جراء غارات الحلف الجوية.
وكان واضحا أن الكثير من الجثث التي عرضت على الصحفيين لعسكريين وليست لمدنيين، وليس بالضرورة أن يكون المدنيون سقطوا ضحايا لغارات الحلف.
ويحقق إبراهامز في الأمر ليحدد عدد المدنيين الذين قتلوا في غارات الناتو
بأقصى درجة ممكنة من الدقة. وبدأت غارات الناتو في مارس/آذار الماضي وتوقفت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال "وفقا لإحصائنا قتل ما يصل إلى 50 مدنيا في حملة الحلف وربما أكثر"، وأضاف "لا نزعم هجمات غير مشروعة ناهيك عن جرائم الحرب.. نعتقد بأن مسؤولية التحقيق الشامل في هذه الحالات تقع على عاتق الحلف حتى يستطيع أن يحدد أخطاءه ويصححها"، وحث الحلفَ على التفكير في صرف تعويضات "ملائمة".
حلف الأطلسي يخشى أن يستغل منتقدو تعامله مع الحرب في ليبيا تقديرات أعداد القتلى المدنيين ليتهموه بارتكاب جرائم حرب |
ويقول دبلوماسيون غربيون من دول أعضاء بالناتو إن الحلف لم يستهدف المدنيين إذ يعد هذا جريمة حرب، لكن الحلف يخشى أن يستغل منتقدو تعامله مع الحرب في ليبيا تقديرات أعداد القتلى المدنيين ليتهموه بارتكاب جرائم حرب.
وتعرض الحلف لانتقادات حادة لوقوع خسائر بشرية بين المدنيين في أفغانستان، غير أن تقديرات أعداد القتلى أعلى كثيرا مما تزعم هيومن رايتس ووتش أن الحلف تسبب فيها بليبيا.
ويحقق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في مزاعم بأن الحلف وقوات القذافي وقوات المعارضة سابقا ارتكبوا جرائم حرب.
وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجسكو إن الناتو ليست لديه أرقام لأعداد القتلى الذين ربما يكونون سقطوا في حملة القصف التي شنها، ولكنه "اتخذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل احتمال وقوع خسائر في صفوف المدنيين".
وأضافت أن من المستحيل استبعاد الخطر على المدنيين تماما، وتابعت قائلة إن الحلف "يأسف بشدة لأي خسائر في أرواح المدنيين، وإذا كانت هناك أدلة ذات مصداقية فإن على السلطات الليبية أن تتقدم للتعامل مع أي مزاعم من هذا النوع، لكن الحكومة الليبية لم تطلب من الحلف التحقيق".
وقال المندوب الليبي دباشي "ليست هناك حاجة إلى تحقيق للحلف.. عادة يكون من المقبول وقوع بعض الخسائر البشرية بين المدنيين بسبب بعض الأخطاء".
وأضاف أنه يأسف لسقوط جميع القتلى الليبيين، وأن القذافي الذي اعتقلته وقتلته قوات المعارضة السابقة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي يتحمل الجانب الأكبر من اللوم على مقتل المدنيين.
وتابع بأن القذافي وضع قواته داخل مناطق للمدنيين مثل المدارس، وأن الحكومة تجري تحقيقا في الحرب.