واشنطن تتهم حزب الله بتبييض الأموال

أوباما و حزب الله

 

قالت السلطات الأميركية إنها تقدمت بدعوى مدنية ضد مؤسسات مالية لبنانية متهمة بالمساعدة في تبييض 483 مليون دولار لحساب "حزب الله" عبر الولايات المتحدة وأفريقيا، في عمليات مرتبطة بتجارة المخدرات.

وجاء في دعوى الاحتيال المدنية، التي أقامها مدعون أميركيون في محكمة بنيويورك: "إن البنك الكندي اللبناني وشركتين للصرافة قاموا بشراء سيارات مستعملة في الولايات المتحدة وشحنها إلى غرب أفريقيا".

وقالت وثائق المحكمة إن السيارات بيعت هناك وتم تهريب حصيلة البيع إلى لبنان عن طريق أناس يؤدون خدمات تحويل الأموال "ويعملون في الغالب لحساب حزب الله".

وقال مدعي مانهاتن العام "بريت بهارارا" في بيان أمس الخميس: "إن الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات كانت تحول من لبنان إلى الولايات المتحدة؛ حيث كانت تستخدم لشراء سيارات، تنقل بدورها إلى أفريقيا، وبشكل خاص إلى كوتونو في بنين؛ حيث يتم بيعها في مواقف للسيارات، يعود أحدها لشركة إليسا هولدينغ".

وأضاف بهارارا أن "جزءا كبيرا من الأموال النقدية التي يتم جنيها كانت ترسل إلى لبنان عبر نظام معقد يسيطر عليه حزب الله ويمر عبر توغو وغانا. ويعود قسم من هذه الأموال لحزب الله مباشرة" بحسب السلطات القضائية الأميركية.

إعلان

تعتبر واشنطن حزب الله "جماعة إرهابية"، ويقول مسؤولو مكافحة المخدرات الأميركية إن الحزب تورط على نحو متزايد في تجارة المخدرات وتسهيل توزيع الكوكايين وبيعه في غرب أفريقيا

وتشير الدعوى إلى تورط مسؤول مفترض في حزب الله يدعى أسامة سلهب، مقيم في توغو، وقد أرسل ملايين الدولارات واليوروات من بنين إلى لبنان.

وبحسب المدعي العام، فإن سلهب وأقرباء له يمتلكون شركة "سيبامار" المتخصصة بالنقل ومقرها في ميتشيغن شمال الولايات المتحدة، والتي استخدمت بشكل مستمر لإرسال سيارات إلى غرب أفريقيا.

وقال بهارارا إن "المشهد المعقد الذي تظهره الدعوى يكشف أساليب الاحتيال التي تستخدمها المنظمات الإرهابية لتمويل نفسها ونقل أموالها، ويشير إلى الرابط بين تجارة المخدرات والإرهاب".

وتعتبر واشنطن حزب الله "جماعة إرهابية"، ويقول مسؤولو إدارة مكافحة المخدرات الأميركية إن الجماعة اللبنانية تورطت على نحو متزايد في تجارة المخدرات وتسهيل توزيع الكوكايين وبيعه في غرب أفريقيا.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أكدت وزارة الخزانة الأميركية وجود صلة بين شركتي "حسان عياش" و"إليسا هولدينغ" المشتبه في قيامهما بعمليات تبييض أموال لحساب اللبناني أيمن جمعة المتهم بتجارة المخدرات والمرتبط بحزب الله.

ويسعى القضاء الأميركي من خلال الدعوى إلى مصادرة ممتلكات الشركات الثلاث، واسترجاع 483 مليون دولار من الأموال التي تم تبييضها.

ووجهت السلطات الأميركية يوم الثلاثاء الماضي اتهامات للبناني أيمن جمعة بإدارة شبكة دولية لتهريب المخدرات، بمشاركة مهربين كولومبيين وعصابة لوس ثيتاس المكسيكية للتهريب، وكان يقوم بتهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة.

وفي فبراير/شباط الماضي، وصفت وزارة الخزانة الأميركية البنك الكندي اللبناني بأنه "مبعث قلق بالغ في غسل الأموال"، وفيما بعد اندمج البنك المملوك ملكية خاصة مع الفرع اللبناني لبنك سوسيتيه جنرال.

وقال جورج زرد أبو جودة، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للبنك ردا على الاتهامات الأميركية "يمكنني أن أؤكد حسب علمنا أنه ليس لنا عملاء لهم صلة على أي نحو بالجرائم التي ذكرتها وزارة الخزانة الأميركية".

إعلان

الشركة زودت الحكومة السورية بأجهزة لمراقبة الإنترنت (الجزيرة نت)
الشركة زودت الحكومة السورية بأجهزة لمراقبة الإنترنت (الجزيرة نت)

عقوبات تجارية
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أن الولايات المتحدة منعت مواطنيها من القيام بأي عملية بيع لصالح شركة إماراتية زودت سوريا بمعدات أميركية، تسمح بممارسة رقابة على الإنترنت.

وأوضح بيان صادر عن الوزارة، نُشر على موقعها الإلكتروني، أن مكتب التجارة والأمن أعلن حظر التعامل مع شركة "إنفو تك" ومديرها وسيم جواد، لدور الشركة في تزويد الحكومة السورية بخوادم بروكسي مستخدمة لمراقبة التبادلات على الإنترنت، وتابعة لشركة "بلو كوت سيستمز" الأميركية.

ونقل البيان عن نائب وزير التجارة قوله: "من الضروري أن نبعد عن الحكومة السورية التكنولوجيا التي قد تستخدم في قمع الشعب السوري"، مشيرا إلى أن فرض عقوبات أخرى في هذه القضية أمر محتمل".

المصدر : وكالات

إعلان