تباين بغزة إزاء صفقة الأسرى

تباينت ردود الفعل بغزة إزاء المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، فبينما رحب قادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالصفقة ووصفوها بأنها "إنجاز وطني كبير"، قالت وزارة شؤون الأسرى في الحكومة المقالة بغزة إن السلطات الإسرائيلية لم تلتزم بمعايير الإفراج في المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قد نشرت مساء الأربعاء قائمة بأسماء 550 أسيرا فلسطينيا، تنوي تل أبيب الإفراج عنهم الأحد المقبل ضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية.
وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة الخميس بدء نقل 550 أسيرا فلسطينيا إلى سجني عوفر وأيالون تمهيدا للإفراج عنهم يوم الأحد.
وذكرت الإذاعة أن الأسرى سيخضعون لفحوصات طبية قبل الإفراج عنهم، في حين سيتسنى للجمهور الإسرائيلي الاعتراض على إطلاق سراحهم خلال الساعات الـ48 القادمة.
وأوردت الإذاعة أن غالبية الأسرى الذين سيفرج عنهم أدينوا بإطلاق نار تجاه أهداف إسرائيلية والانتماء إلى تنظيمات فلسطينية وإلقاء زجاجات حارقة والحجارة، دون أن يتم تصنيفهم كمن "لطخت أيديهم بالدماء".
وكانت المرحلة الأولى من الصفقة التي جرت يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد شملت إطلاق 477 أسيرا -بعضهم من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية- من جملة 1027 جرى الاتفاق بشأنهم مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

استثناء أسرى حماس
واستثنى الاحتلال الإسرائيلي من المرحلة الثانية من الصفقة أسرى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، واقتصرت الصفقة على أسرى من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل منظمة التحرير.
ووفق اتفاق التبادل بين حماس وإسرائيل، قدمت إسرائيل لمصر قائمة بالأسماء وطابقتها الأخيرة مع المعايير الموضوعة من قبل حماس، لكن الحركة رغم استثناء أسراها من الصفقة تبدو مرتاحة لها.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن حركته رغم استثناء أسراها من المرحلة الثانية من الصفقة سعيدة بخروج الأسرى من سجون الاحتلال، مؤكداً أن خروج أي أسير من سجون الاحتلال "إنجاز للشعب الفلسطيني".
وأوضح أبو زهري أثناء حديث لمراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت أن صفقة تبادل الأسرى كانت منذ البداية وفي المفاوضات وطنية بامتياز ولم تكن حزبية، مشيراً إلى أن حماس مهتمة بكل الأسرى الفلسطينيين بعيداً عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية.
وشدد على أن استثناء الاحتلال لأسرى حماس من الصفقة يعطي الحركة الحق في اللجوء إلى كل الوسائل الممكنة للإفراج عن أسراها وأسرى الشعب الفلسطيني، منتقداً محاولات التشكيك في الصفقة.
ونبه القيادي بحماس إلى أن هناك التزاما إسرائيليا بمعظم ما اتفق عليه في اتفاقية التبادل، مشدداً على أن الصفقة لا تقيّم وتقاس بالمرحلة الثانية فقط بل بمجملها، مشيراً "إلى أطراف لم يعجبها الإنجاز وبدأت في المرحلتين تشكك في الصفقة".

"تبهيت الصفقة"
وكان المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قد اعتبر في تصريحات لوكالة أنباء (صفا) المحلية "أن سياسة تبهيت الصفقة التي يتبعها البعض، تتقاطع مع سياسة الاحتلال في التقليل من أهمية الصفقة"، مشددا على أن الإفراج عن أي أسير "إنجاز وطني كبير".
وقال برهوم إن حركته مع إطلاق سراح أي أسير فلسطيني بغض النظر عن انتمائه التنظيمي والسياسي، "فهذا حقهم أن يخرجوا من سجون الاحتلال وأن يكونوا في بيوتهم وبين أهلهم".
وأضاف "بدلا من التبهيت فليطرح هؤلاء الخيار الأقوى، ويتبعوا سياسة حركة حماس في الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال".
خرق الاتفاق
غير أن الحكومة المقالة التي تديرها حماس في غزة اتهمت إسرائيل "بخرق" تفاهمات معايير الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
وقالت وزارة شؤون الأسرى بالحكومة المقالة في بيان صحفي الخميس إن السلطات الإسرائيلية لم تلتزم بمعايير الإفراج عن الأسرى ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل "كما هو متفق عليه".
وذكرت الوزارة أن الدفعة الثانية وفق ما أعلنته مصلحة السجون الإسرائيلية لن تتضمن جميع الأسيرات، إضافة إلى خلو القوائم من أسماء الأسرى الذين أمضوا أكثر من عشرين عاما ومن الأسرى المرضى والأطفال.
وبينت أن الأسماء التي نشرت شملت الإفراج عن 550 أسيرا غالبيتهم من الضفة الغربية بواقع 506 أسير، إضافة الى أسيرين من القدس واثنين آخرين من الأردن إلى جانب أربعين أسيرا من قطاع غزة.