انطلاق المؤتمر 13 للبوليساريو

أمين محمد-نواكشوط
انطلق الخميس المؤتمر الـ13 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) في بلدة "اتفاريتي" الواقعة ضمن الأراضي الخاضعة لسيطرة الجبهة والتي تصفها بالأراضي المحررة.
وبدأت فعاليات المؤتمر وسط حضور كثيف من قادة جيهة البوليساريو ووفود قدمت من نحو عشرين دولة، بينهم رسميون وبرلمانيون وقادة أحزاب سياسية وممثلو نقابات وهيئات مجتمع مدني من بلدان عربية وأوروبية وآسيوية ومن أميركا اللاتينية.
ويتولى المؤتمر وضع الخطط والإستراتيجيات العامة للجبهة التي تطالب "بتحرير الصحراء الغربية" وينعقد كل أربع سنوات، ويقع على عاتقه أيضا اختيار الهيئات القيادية، وإقرار المواقف اللازمة بشأن الحرب والسلم.
وخلال كلمته أمام المؤتمر استعرض زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز ما حققته الجبهة في السنوات الأخيرة "من تطور داخلي، واتجاه قوي نحو استكمال السيادة على كل الأراضي الصحراوية، واتساع في العلاقات الخارجية فتحت الجبهة بمقتضاه نحو 20 سفارة وممثلية لها في عدد من بلدان العالم".
كما طالب الأنظمة الجديدة في تونس وليبيا ومصر بمؤازرة ما يصفه بالكفاح العادل للشعب الصحراوي من أجل الكرامة والحرية وتقرير المصير.

حملة مسعورة
وشن عبد العزيز هجوما قويا على النظام المغربي، وقال إن حركة 20 فبراير ظهرت في المغرب ليس فقط بتأثير مما جرى في المنطقة من حراك، وإنما كنتيجة طبيعية لقرون من الظلم والفساد والاستبداد التي عاشها الشعب المغربي على حد قوله.
واعتبر أن ظهور تلك الحركة جاء أيضا في سياق ما يصفه بانتفاضة الاستقلال التي قامت في الأقاليم الصحراوية الواقعة تحت السيادة المغربية، والتي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه، وتعتبرها الجبهة أراضي محتلة.
واتهم عبد العزيز المخزن المغربي "بشن حملة مسعورة وحرب استخباراتية ونفسية لتشويه سمعة كفاح الشعب الصحراوي ومحاولة إلصاق تهم الإرهاب والجريمة المنظمة به".
وذكر أن "الشعب الصحراوي اليوم أصبح ضحية لإرهابين: إرهاب الدولة المغربية وإرهاب الجماعات المسلحة" التي ازداد تناميها بشكل مقلق في الصحراء الكبرى خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى اختطاف ثلاثة متعاونين أوروبيين هم إسبانيان وإيطالية قبل عدة شهور.
ويشارك في المؤتمر أكثر من ألفي مشارك، وهي أوسع وأكبر مشاركة في مؤتمرات الجبهة بحسب ما يؤكده للجزيرة نت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس المجلس الوطني لجبهة البوليساريو خطري آدوه، حيث يمثل المؤتمرون بحسبه كل المناطق والجاليات الصحراوية سواء تلك الواقعة في المخيمات أو الشتات أو "تحت الاحتلال".
ويجزم آدوه أن المؤتمر الحالي سيمثل نقطة مفصلية حاسمة في تاريخ القضية الصحراوية سواء بحكم التطورات الحالية في مسار تلك القضية، أو بحكم الظروف المحلية والإقليمية التي ينعقد فيها، و"هي ظروف أكدت أن لا مستقبل للظلم والطغيان والاحتلال، ولا مناص من احترام حق الشعوب في الكرامة والحرية والاستقلال".

مشاركة خاصة
وتميز المؤتمر الحالي ولأول مرة بمشاركة وفد يمثل الأقاليم الصحراوية الواقعة تحت السيادة المغربية.
وتقول اخليفي انحبوها الناشطة في تلك الأقاليم وعضوة "لجنة أمهات المخطوفين" -وهي لجنة تتابع شؤون المعتقلين لدى السلطات المغربية- إنها جاءت ضمن وفد من 52 شخصا يمثلون مختلف مناطق ومدن تلك الأقاليم.
وتشير في حديث مع الجزيرة نت أنهم جاؤوا للمشاركة ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات الجبهة من أجل التأكيد أن الصحراويين أمة واحدة، وأن الجبهة هي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي.
وأضافت أنهم "يأملون أن يتمخض هذا المؤتمر عن خطط وقرارات حاسمة ترفع الظلم عن الشعب الصحراوي وتؤدي إلى تحقيق طموحات أبنائه في قيام دولته المستقلة".