إقبال بالمرحلة الثانية لانتخابات مصر

أنس زكي-القاهرة
عادت الطوابير الطويلة إلى الظهور مجددا مع انطلاق المرحلة الثانية لأول انتخابات برلمانية مصرية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك, وهي المرحلة التي تجرى في تسع محافظات هي: الجيزة والسويس والإسماعيلية والمنوفية والشرقية والبحيرة وبني سويف وسوهاج وأسوان.
وبعد ساعات قليلة من بداية الاقتراع صباح اليوم، بدا واضحا أن الإقبال قد يتجاوز الـ50% من الناخبين على غرار ما حدث في المرحلة الأولى التي أجريت في تسع محافظات أخرى بداية من 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وانتهت بتقدم واضح للقوى الإسلامية خصوصا التحالف الديمقراطي الذي يقوده حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين.
وامتدت طوابير الناخبين في معظم مراكز الاقتراع، حيث رصدت الجزيرة نت إقبالا كبيرا في مختلف دوائر محافظة الجيزة التي يمثل الجزء الحضري منها مع العاصمة القاهرة وجزء من محافظة القليوبية ما يعرف بالقاهرة الكبرى.
واضطرت قوات الجيش والشرطة التي تنتشر بكثافة حول اللجان إلى إغلاق لجنة بالجيزة لفترة من الوقت بسبب التزاحم الشديد من قبل الناخبين، في حين تميزت محافظة السويس هي الأخرى بدرجة كبيرة من الإقبال.

مخالفات بسيطة
وحسب رئيس اللجنة العليا للانتخابات، المستشار عبد المعز إبراهيم، فإن 99% من لجان الاقتراع بدأت عملها في الموعد المحدد بالثامنة صباحا، في حين تأخر العمل بالنسبة الباقية لنحو الساعة بسبب تأخر موظفي اللجان أو مندوبي المرشحين.
من جانبها قالت غرفة عمليات الداخلية إن الاقتراع بدأ قبيل الظهر في 37 لجنة من إجمالي 39 لجنة في ست محافظات تأخر العمل بها في الموعد، في حين استمر تأخر العمل في لجنتين بمحافظة سوهاج بسبب تأخر وصول القضاة المشرفين على الانتخابات.
في الوقت نفسه، لوحظ أن قوات الجيش حرصت في هذه المرحلة على منع مندوبي المرشحين من ممارسة الدعاية الانتخابية أمام اللجان وهي الظاهرة التي انتشرت في المرحلة الأولى، كما أكد عضو المجلس العسكري إسماعيل عثمان على أن الجيش يحرص على منع أي دعاية داخل اللجان أو أمامها تطبيقا للقانون.
متابعة أميركية
على صعيد آخر، استمر الاهتمام الأميركي الشديد بمتابعة الانتخابات المصرية عن قرب، وكانت آخر الخطوات في هذا الشأن قيام السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون صباح اليوم بالتوجه إلى إحدى اللجان الانتخابية بحي الدقي في محافظة الجيزة، حيث ظلت خارج اللجنة وأجرت حوارات قصيرة مع بعض الناخبين مؤكدة أنها جاءت لترى حجم المشاركة في الانتخابات.
وبشأن التوقعات بفوز التيار الإسلامي بعد تقدمه الواضح في المرحلة الأولى، قالت باترسون إن بلادها ستعمل مع أي طرف يختاره الشعب المصري، لكنها أضافت أن الديمقراطية هي عملية متكاملة وليس انتخابات واحدة فقط، وأن الحزب الذي يختاره الشعب يجب أن يعبر عن خيارات هذا الشعب.

وقالت السفيرة الأميركية إن إدارة بلادها كانت واضحة في التأكيد على أنها تريد تحولا ديمقراطيا فى مصر، وأضافت أن الديمقراطية تنتشر باطراد في الشرق الأوسط، كما أن الديمقراطية تجعل هناك شركاء إستراتيجيين أفضل للولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن المرحلة الثانية للانتخابات تشهد التنافس على 180 مقعدا بمجلس الشعب منها 120 مقعدا بنظام القوائم الحزبية يتنافس عليها ألف و116 مرشحا، وستون مقعدا للنظام الفردي يتنافس عليها ألفان و271 مرشحا.
وحسب تقرير لمركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء فإن عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت في المحافظات التسع التي تجرى بها المرحلة الثانية, يبلغ 18.7 مليون ناخب, يدلون بأصواتهم في أربعة آلاف و589 مركزا انتخابيا.
منافسة
وتحاول الأحزاب المتنافسة الاستفادة من تجربتها خلال المرحلة الأولى، حيث يسعى كل حزب لمعالجة جوانب الضعف التي ظهرت في أدائه الانتخابي وتعزيز جوانب القوة لديه.
وفي الجولة الأولى التي بدأت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تقدم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور وهو حزب سلفي والكتلة المصرية التي تضم ليبراليين ويساريين.
ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة يوميْ 21 و22 ديسمبر/كانون الأول الجاري على المقاعد الفردية فقط، على أن تجرى المرحلة الثالثة -الأخيرة- للانتخابات في الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل. وتجرى انتخابات مجلس الشعب على ثلاث مراحل تنتهي في 11 يناير/كانون الثاني المقبل.