طهران ترفض إعادة طائرة واشنطن


قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده لن تستجيب للطلب الرسمي الأميركي الذي قدمته إدارة الرئيس باراك أوباما لطهران لاستعادة الطائرة الأميركية بدون طيار التي أسقطتها القوات الإيرانية الأسبوع الماضي.
وأضاف أحمدي نجاد في مقابلة مع التلفزيون الفنزويلي أن الأميركيين قرروا على ما يبدو إهداءنا الطائرة التجسسية، مشيرا إلى أن في بلاده أشخاصا سيطروا على الطائرة ويستطيعون التحكم فيها وبالتأكيد تحليل محتوياتها.
وكان أوباما قد كشف عن طلب أميركي لطهران بإعادة طائرة الاستطلاع، لكنه لم يوضح هل فقدانها يمكن أن يعرّض الأمن القومي الأميركي للخطر.
وفي حين رفض التعليق على ما اعتبرها "قضايا استخباراتية"، قال أوباما -في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي- بشأن هذه الطائرة "لقد طالبنا باستعادتها. وسنرى كيف سيرد الإيرانيون" على هذا الطلب.
ورغم أن بعض المسؤولين الأميركيين عبروا عن شكوكهم في قدرة إيران على الاستفادة تكنولوجياً من الطائرة التي استولت عليها، فإن خبراء غربيين يخشون ذلك.

تشاؤم أميركي
من جهته قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن من الصعوبة معرفة المعلومات التي سيحصل عليها الإيرانيون من خلال عملية تحليل هذه الطائرة.
وأضاف أنه لا يتوقع أن تعيد إيران الطائرة لكن يبقى تقديم طلب رسمي أمرا ضروريا وإجراء مناسبا.
أما وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فعبرت عن تشاؤمها بشأن احتمال أن تعيد طهران الطائرة، وأشارت إلى أن "المسار التراجعي الذي تسلكه إيران خطير عليها وعلى المنطقة برمتها".
وأضافت رئيسة الدبلوماسية الأميركية أن بلادها قدمت طلبا لإيران لاسترجاع الطائرة -التي تاهت- كما تفعل أي حكومة في العالم في هذه الحال، السلوك الإيراني يجعلنا نعتقد أنها لن تتعاون، ولكن سنتعامل مع هذه الاستفزازات الإيرانية بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا بالمنطقة.
كما أكدت الخارجية الأميركية اجتماع السفير السويسري في إيران الذي يرعى المصالح الأميركية مع مسؤولين في الخارجية الإيرانية، لكنها رفضت الإفصاح عن فحوى المباحثات.
تعويض سياسي
وكان الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قال الأحد إن بلاده ستحتفظ بطائرة التجسس الأميركية، وستفحصها لتعرف إلى أي مدى يمكنها الاستفادة منها.
وأشار إلى أنه بإمكان الولايات المتحدة التعويض لإيران باتخاذ بعض الإجراءات السياسية الصحيحة. ولكن المسؤول الإيراني لم يوضح ما هي الإجراءات التي تتوقعها إيران من أميركا.
أما التلفزيون الإيراني الرسمي فنقل عن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني برويز سارواري قوله إن إيران ستنسخ طائرة المراقبة الأميركية بدون طيار لتجهز بها قواتها.
وأكد "نحن بصدد الانتهاء من فك رموز" الطائرة بدون طيار و"المرحلة المقبلة ستتركز على نسخ الطائرة". وأضاف "في مستقبل قريب سنكون قادرين على إنتاجها بكثرة"، مؤكدا أن النسخة الإيرانية للطائرة بدون طيار ستكون "متفوقة" على الطائرة الأميركية الأصل.
طهران أعلنت أن وحداتها الخاصة استولت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري على الطائرة بعد دخولها الأجواء الإيرانية من أفغانستان |
وقال سارواري إن إيران "ستحصل على معلومات هامة بشأن تقنيات التجسس الأميركية بعد كشف الرموز". وأضاف "ليس بوسعي القول متى سيحصل ذلك، لكننا على الطريق الصحيح".
وكانت طهران قد أعلنت أن وحداتها الخاصة بالحرب الإلكترونية استولت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري على طائرة "آر كيو 170 سانتينل" دخلت إلى الأجواء الإيرانية من أفغانستان، وأجبرتها على الهبوط بدون أضرار كبيرة على بعد 250 كلم من الحدود في منطقة طبس الصحراوية شمالي شرقي البلاد.
و"آر كيو 170 سانتينل" طائرة مراقبة بدون طيار سرية جدا تحلق على علو شاهق، ولم تؤكد قوات الجو الأميركية وجودها إلا في عام 2010.