بن عمر التقى بعدن الحراك والشباب

التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر زعماء من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وممثلين عن الثورة الشبابية ومسؤولين محليين أثناء زيارة لم يعلن عنها إلى عدن في إطار إشرافه على تنفيذ المبادرة الخليجية.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر من عدن إلى إشراك الحراك الجنوبي وأنصار الحوثي في جهود حل الأزمة في اليمن وسط تحذير أوروبي من أزمة إنسانية بهذا البلد.
وقال بن عمر إن هناك حاجة لمزيد من العمل لكي ينجح اتفاق السلام الذي أنجزه الشهر الماضي بين الرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة، مشددا على ضرورة أن تضم العملية السياسية فئات لم تشارك بصورة مباشرة في المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق.
وتابع أن من بين هذه الفئات أنصار الحوثي والحراك الجنوبي والشباب مضيفا أنه سيتعين بذل جهود جادة للتعامل مع مظالمها.
وكان مئات الاشخاص في مطار عدن عندما وصل بن عمر رافعين لافتات تدعو الجنوب للثورة. وقال المسؤول بالحراك عبد الحميد شكري بعد المحادثات مع بن عمر إن الحضور أبلغوا المبعوث الأممي بأن الحراك الجنوبي لا علاقة له بالصراع في الشمال لكنه يتمسك "بمطلب تحرير الأرض والشعب في الجنوب".

من جهته قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد القوى الثورية في عدن علي قاسم للجزيرة نت إن الثوار عبروا للمبعوث الأممي عن رفضهم الضمانات التي منحتها المبادرة لصالح ونظامه وأكدوا على ضرورة حل القضية الجنوبية حلا عادلا بما يرضي أبناء الجنوب باعتبارها أحد أهم أهداف الثورة السلمية.
وكان بن عمر قد التقى في إطار الزيارة في صنعاء الرئيس صالح الذي شدد على ضرورة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من قبل جميع الأطراف السياسية للخروج من الأزمة الراهنة واستتباب الأمن والاستقرار في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن صالح تثمينه خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة ومبعوثها.
وأضاف أن تغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والذاتية لدى جميع أطراف العملية السياسية وبتعاون من الجميع، هي المحك الحقيقي لاستكمال تنفيذ المبادرة.
وأشار إلى أن المبادرة بدأ تنفيذها وبدأت تتحقق على الواقع الملموس بتشكيل حكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار.
مباركة دولية
من جانبه أشار بن عمر إلى مباركة الأمم المتحدة للخطوات التنفيذية التي اتخذت لتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بما يحقق التسوية السياسية التي دعا إليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014.
وأكد بن عمر على ضرورة التزام كافة الأطراف والعناصر المرتبطة بالأزمة، وإزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء وبقية المدن، مشيراً إلى التحديات الكبيرة أمام حكومة الوفاق الوطني والمهام الماثلة أمامها في ما يتعلق بتوفير الخدمات واستتباب الأمن.
وشدد على أن الأمم المتحدة ستدعم حكومة الوفاق الوطني وستقدم كل ما يلزم لاستتباب الأمن والاستقرار في اليمن ودعم اقتصاده وتنميته.

وزار بن عمر في وقت لاحق شباب الثورة في أماكن تجمعهم بصنعاء وتحاور معهم بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف العنف إضافة الى آليات تنفيذ اتفاق نقل السلطة سلميا. وأعرب الشباب أثناء اللقاء عن عدم تخليهم عن مطالبتهم بمثول الرئيس صالح وأعوانه أمام القضاء.
أزمة إنسانية
في هذه الأثناء أعلنت المفوضية الأوروبية أن اليمن سيحصل على خمسة ملايين يورو (سبعة ملايين دولار) بصورة مساعدات محذرة من أن اليمنيين يعانون من الاضطرابات والجفاف والفقر.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية كريستالينا جيورجييفا أمس إن اليمن يقف "بالفعل على شفا أزمة إنسانية" منذ زيارتها له قبل 11 شهرا.
وأضافت المفوضة في بيان "منذ ذلك الحين، ازداد الموقف سوءا وفقد مئات الآلاف منازلهم ويملكون القليل جدا من الطعام وهم ضحايا للعنف".
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن أموالها الإضافية ستستخدم لتمويل توزيع الغذاء وبرامج المال مقابل العمل والمبادرات الاقتصادية الصغيرة والحصول على المياه.