اليمن ينفي فرار سجناء القاعدة

سمير حسن – عدن
أكدت وزارة الداخلية اليمنية أنها ألقت القبض على ثلاثة سجناء بعد فرارهم من سجن المنصورة بمدينة عدن جنوبي البلاد، نافية أن يكونوا من تنظيم القاعدة. كما أكدت توقيف مدير السجن واثنين من رجال الأمن على ذمة القضية.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته للجزيرة نت إنه تم إلقاء القبض على نجيب محمد عبده حصة وإبراهيم وحيد صالح علي وعلي كليب، وإن أجهزة الأمن تلاحق حاليا بقية السجناء الفارين تمهيدا لضبطهم وإعادتهم إلى السجن.
ونفى المصدر في تصريح بث على وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) فجر اليوم الثلاثاء ما تناولته بعض وسائل الإعلام من أن السجناء الفارين هم من عناصر تنظيم القاعدة.
وأوضح المصدر أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق مع إدارة السجن لمعرفة ملابسات فرار السجناء, وأكد أن جميع السجناء سواء الفارين أو المضبوطين منهم من المحكوم عليهم ورهن المحاكمة على ذمة قضايا جنائية منها قضايا القتل والعصيان المسلح وعمليات اغتصاب وتفجير.
وأعلن مسؤول أمني أمس الاثنين أن ما لا يقل عن 16 معتقلا، بينهم عناصر في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، فروا من سجن في مدينة عدن. وقال مصدر أمني آخر للجزيرة نت أمس إن السلطات اعتقلت أفراد أمن يعملون في السجن وأوقفت مدير السجن لاستجوابهم على خلفية فرار المعتقلين.
مصدر أمني: اثنان من أفراد الأمن بالسجن، الأول ضابط نوبة يدعى عدنان والثاني عبد الرقيب، سيمثلان أمام لجنة للتحقيق معهما على خلفية اتهامات وجهت لهما بالضلوع في تسهيل مهمة فرار السجناء |
وذكر المصدر أن "اثنين من أفراد الأمن بالسجن، الأول ضابط نوبة يدعى عدنان والثاني عبد الرقيب، سيمثلان أمام لجنة للتحقيق معهما على خلفية اتهامات وجهت لهما بالضلوع في تسهيل مهمة فرار السجناء وتزويدهم بمعدات لحفر النفق الذي مكنهم من الهروب".
تواطؤ الأمن
وأضاف أن "معلومات أولية تشير إلى أن هروب السجناء جرى الإعداد له بحفر النفق منذ قرابة شهر بتنسيق وتعاون بين أطراف عدة من خارج السجن ومن أفراد وجنود من الأمن يعملون في السجن سهلوا مهمة حفر النفق وترتيب الهروب". وقدر طول النفق الذي تم حفره بحوالي عشرين مترا.
وأكد المصدر الأمني أن طريقة الفرار توحي بترتيب وتنسيق متقنين من قبل أطراف عدة بما فيها رجال أمن نظير ما ألمح إلى أنه "رشًا مالية".
وكانت عدن شهدت أمس واليوم إجراءات أمنية مشددة وانتشارا أمنيا على كافة منافذ الدخول إليها والخروج منها في إطار ما وصفت بأنها محاولات أمنية لتعقب السجناء الفارين.
وفي تعليقه على العملية، اعتبر المحلل السياسي والباحث في شؤون القاعدة سعيد الجمحي حدوث عملية فرار سجناء أو أخرى مشابهة ربما يوحي للعالم بأن تنظيم القاعدة لا يزال قويا في اليمن، وهو أمر لم يكن ببعيد عن توقعات حدوثه لدى السياسيين خلال المرحلة الراهنة.

تسهيلات
وأشار في تصريح للجزيرة إلى أن "طريقة هروب السجناء توحي بوجود تسهيلات من قبل نظام صالح الذي لا يزال يسيطر خصوصاً وأنها تأتي في ظل ترتيبات الاستلام والتسليم مع وزير الداخلية السابق والوزير الجديد في حكومة الوفاق".
وقال "أعتقد أن النظام لجأ هذه المرة لابتكار طريقة جديدة بتسهيل فرار خليط من القاعدة متهمين بقضايا إرهاب وآخرين بقضايا جنائية كان يحتجزهم في حجرة واحدة منذ عام خلافا لقوانين السجن المعمول بها في كل الدول".
وألمح الجمحي إلى أن الهدف من ذلك هو خلط الأوراق والهروب من أي مساءلة قاسية من قبل دول الغرب إذا تم تكرار مشاهد الهروب السابقة لعناصر القاعدة من سجون الأمن السياسي.