مدفيدف يطلب التحقيق في الانتخابات

areal view shows crowds gathering at Bolotnaya Sqare during an opposition protest action against the alleged mass fraud in the December 4 parliamentary polls in central Moscow, on December 10, 2011.

من مظاهرة المعارضة الروسية في ساحة بولتنايا في العاصمة موسكو السبت الماضي (الفرنسية)

أمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف بإجراء تحقيق في مزاعم حدوث تلاعب في الانتخابات البرلمانية الروسية وذلك بعد يوم واحد من مطالبة عشرات الآلاف من المحتجين بإلغاء نتائج الانتخابات التي أعادت حزب روسيا الموحدة للبرلمان بأغلبية مطلقة.

 
جاء ذلك في رد مدفيدف في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على شكاوى المحتجين بأن الانتخابات، التي جرت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري والتي فاز فيها حزب روسيا الموحدة بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، زورت لصالح الحزب.
 
وكتب مدفيدف معلقا على تلك الشكاوى "لا أتفق مع أي شعارات أو بيانات أعلنت خلال التجمعات ورغم ذلك فإن التعليمات التي أعطيتها تتضمن مراجعة كل المعلومات من مراكز الاقتراع فيما يتعلق بالامتثال للقانون الخاص بالانتخابات".
 
وأضاف "أنه بموجب الدستور يتمتع مواطنو روسيا بحرية الكلمة وحرية الاجتماع. وإن من حق الناس أن يعبروا عن رأيهم، وهذا ما حصل أمس، المهم كل شيء جرى ضمن إطار القانون"، دون أن يشير بكلمة إلى المطالبات بإلغاء نتائج الانتخابات وإعادتها من جديد في مؤشر على أن المحتجين يطالبون بما هو أكثر من إجراء تحقيق.
 
المعارضة
ويطالب المعترضون على نتائج الانتخابات البرلمانية أيضا بعزل رئيس اللجنة المركزية للانتخابات فلاديمير تشوروف وتسجيل أحزاب المعارضة والإفراج عن أشخاص يصفونهم بأنهم سجناء سياسيون.
 

بوتين (يمين) ومدفيدف بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية (الجزيرة)
بوتين (يمين) ومدفيدف بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية (الجزيرة)

وفي غضون ساعات من بيانه، تلقى مدفيدف عدة آلاف من التعليقات على صفحته على فيسبوك كان أكثرها سلبيا بل وبعضها مهينا جدا في مؤشر على وجود امتعاض كبير في صفوف المعارضين لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يهيئ نفسه للعودة إلى الكرملين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

 
واعتبرت مصادر إعلامية روسية أن ما كتبه الرئيس مدفيدف على صفحته على فيسبوك يعكس وإلى حد كبير شعور القيادة الروسية بأنها تتعرض لضغط بعد أكبر احتجاجات للمعارضة منذ وصول بوتين إلى السلطة عام 1999.
 
ويعتزم المحتجون تنظيم احتجاجات يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري عندما يكون أليكسي نافالني -وهو أحد زعماء الاحتجاج- قد قضى فترة حبس لمدة 15 يوما بسبب دوره في احتجاج جرى الأسبوع الماضي في موسكو.
 
مظاهرات
وأفادت مصادر إعلامية روسية بأن أكبر احتجاج مرخّص له من قبل السلطات نظم أمس الأحد في مدينة بيرم في جبال أورال، حيث تجمّع قرابة 800 شخص وهو عدد يزيد عن 300 شخص الذي سمحت السلطات به، وقد اعتقل شخصان خلال الاحتجاج، ووقع المتظاهرون عريضة طالبوا فيها بإقالة رئيس اللجنة المركزية للانتخابات فلاديمير تشوروف.
 
كما تظاهر قرابة 300 شخص في احتجاج لم ترخص له السلطات، في مدينة أومسك في سيبيريا التي شهدت السبت احتجاجا ضم 3500 شخص.
 
وكان أكثر من 40 ألف روسي شاركوا في موسكو في مظاهرة رفضاً لنتائج الانتخابات النيابية وطالبوا برحيل بوتين المرشح للرئاسة، وتعتبر هذه المظاهرة أكبر مسيرة شعبية معارضة في روسيا منذ سنوات.
 
انتقادات دولية
وكان بوتين قد اتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء التحركات الاحتجاجية في بلاده، وحذر الروس من مغبّة تنفيذ أجندات خارجية في رده على الانتقادات التي وجهتها العديد من الدول الغربية –وفي مقدمتها الولايات المتحدة- لما اعتبرته الطريقة غير النزيهة التي أجريت فيها الانتخابات البرلمانية الروسية.
إعلان
 
وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريحات إذاعية أمس الأحد القيادة الروسية للسماح للمعارضين بالخروج للتظاهر، وتعلم الدروس من هذه المظاهرات قبل إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
 
وأضاف الوزير الفرنسي أن الناس لا يقبلون بأن يتم التلاعب في العملية الديمقراطية على مبدأ تبادل المناصب، في تلميح إلى الاتفاق الذي تم بين مدفيدف وبوتين على أن يتسلم الأول رئاسة الوزراء مقابل ترشيح الثاني للانتخابات الرئاسية عن حزب روسيا الموحدة.

المصدر : وكالات

إعلان