مدفيدف يرفض إجراء انتخابات جديدة

A picture taken on October 15, 2011, shows Russia's President Dmitry Medvedev attending a meeting with members of the United Russia ruling party in Moscow.

مدفيدف: الروس أحرار في التعبير عن آرائهم ما لم يخرقوا القانون (الفرنسية-أرشيف)

أعلن الرئيس الروسي ديميتري مدفيدف الأحد أن الحكومة الروسية لن ترضخ لمطالب المتظاهرين بإجراء انتخابات جديدة، في حين توعد المحتجون بالعودة إلى التظاهر ضد حكم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وتزوير الانتخابات.

وقال مدفيدف على صفحته بموقع الفيسبوك الإلكتروني للتواصل الاجتماعي في أول تصريحات عامة له حول المظاهرات التي شهدتها موسكو ومدن روسية رئيسية أخرى السبت "لا أوافق على أي من البيانات أو المطالبات التي أطلقت في هذه التجمعات".

وكان أكثر من خمسين ألف شخص قد طالبوا خلال مظاهرة في موسكو بإعادة إجراء الانتخابات التي جرت في الرابع من الشهر الجاري ومنحت حزب روسيا الموحدة الحاكم فوزا بهامش أقل وسط اتهامات بعمليات تزوير انتخابي واسعة.

وتضمنت مطالب المتظاهرين أيضا إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين واستقالة المسؤولين المعنيين بالانتخابات، ولاسيما فلاديمير تشوروف رئيس  لجنة الانتخابات.

وقال مدفيدف إن الروس أحرار في التعبير عن آرائهم في مظاهرات بالشوارع ما لم يخرقوا القانون. وأضاف "للمواطنين الحق في التعبير عن رأيهم، كما فعلوا السبت، من الجيد أن يحدث كل شيء في حدود القانون".

وكان مدفيدف قد دافع مسبقا عن الانتخابات واكتفى بإصدار أوامر بالتحقيق في انتهاكات انتخابية بعينها أوردتها وسائل إعلام روسية وأوردها مراقبون أجانب.

إعلان

وكرر الرئيس الروسي على الفيسبوك الأحد أنه "أصدر تعليمات بفحص كافة التقارير الواردة من مراكز الاقتراع" المتعلقة بمخالفات محتملة.

undefined

بوتين يحترم
وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أبدى احتراما لوجهات نظر المتظاهرين.

فبعد تعتيم وصمت رسميين على مظاهرة "روسيا بلا بوتين" التي خرجت السبت، قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إن من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه ما دام ذلك يحدث بشكل سلمي ملتزم بالقانون.

 وأضاف "نحترم وجهات نظر المتظاهرين، نسمع ما يقال وسنواصل الاستماع لهم".

وكان المحتجون قد طالبوا السبت بإنهاء حكم بوتين، كما رفضوا نتائج الانتخابات النيابية، وهتف المتظاهرون بشعارات "ليتنحّ بوتين، ونريد روسيا بلا بوتين، ولنغيّر الحكم في روسيا، ولا لحكم حزب المخادعين واللصوص"، في إشارة إلى حزب روسيا الموحدة الحاكم.

وجاء تصريح الناطق باسم بوتين بعد أن فرضت الحكومة تعتيما على تحركات المحتجين، حيث قال بيسكوف نفسه في وقت سابق إن الحكومة الروسية ليس لديها أي تعليق في هذا الشأن. كما ترافق ذلك مع تجاهل وسائل الإعلام الرسمية لتغطية الأحداث.

وكان الرد الرسمي الوحيد الذي صدر على أكبر مظاهرة للمعارضة منذ التسعينيات، هو ما صرح به المسؤول في حزب روسيا الموحدة أندريه إيساييف الذي قال إن "هذا العدد ليس كبيرا في مدينة تضم ملايين السكان". وأضاف "ومع ذلك سندرس ما قيل وأسباب استياء" المتظاهرين.

المحتجون توعدوا بالعودة إلى المظاهرات (الجزيرة)
المحتجون توعدوا بالعودة إلى المظاهرات (الجزيرة)

المحتجون يتوعدون
في هذه الأثناء توعد المحتجون بالعودة إلى التظاهر ضد حكم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وتزوير الانتخابات.

وقال أحد قادة المعارضة التي تنظم الحركة الاحتجاجية وهو الوزير السابق بوريس نيمتسوف لإذاعة "كومرسانت أف أم" الأحد إنه ستجرى مظاهرات جديدة أيام 17 و18 و24 ديسمبر/كانون الأول الجاري. وأضاف "سنواصل حركتنا الاحتجاجية ما لم تتم تلبية مطالبنا".

وتطالب المعارضة بتنظيم انتخابات جديدة وإطلاق سراح محكوم عليهم بعقوبات بالسجن تصل إلى 15 يوما إثر توقيفهم في مظاهرات أولى نظمت في موسكو وسان بطرسبورغ غداة الاقتراع.

إعلان

ومن ناحية أخرى، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن لجنة الانتخابات رفضت مطالب بإقصاء رئيسها فلاديمير تشوروف من منصبه، وهو ما لاقى تأييدا من شيوعيين من أعضائها فقط.

ويلقي المتظاهرون بالمسؤولية على تشوروف فيما يعتبرونه تلاعبا كبيرا في النتائج جعل حزب بوتين "روسيا الموحدة" يفوز بنسبة 49.32% من الأصوات في الانتخابات التي جرت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو ما يكفي للاحتفاظ بسيطرته على البرلمان.

العلاقة بواشنطن
وفي التداعيات الدولية للاحتجاجات، يرى خبراء أن التوتر بين واشنطن وموسكو بشأن الانتخابات البرلمانية الروسية المتنازع عليها يهدد سياسة "إعادة ضبط" العلاقات التي يتبناها الرئيس الأميركي باراك أوباما وقد يتصاعد التوتر في ظل وهج الانتخابات الرئاسية المقبلة في كلا الدولتين.

وأشار هجوم بوتين على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لتشكيكها في صحة الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي، إلى نهاية محتملة لاتجاه تحسن العلاقات الذي وصفه معاونو أوباما بأنه أحد إنجازاته في مجال السياسة الخارجية.
undefined

ويقول محللون إنه مع سعي أوباما لانتخابه لولاية ثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وفي ظل التوقعات الواسعة النطاق بترشح بوتين لانتخابات الرئاسة الروسية في مارس/آذار القادم، فمن المرجح أن يتسم الموسم السياسي بلهجة متشددة بين عدوي الحرب الباردة السابقين.

وأيد البيت الأبيض كلينتون في انتقادها للطريقة التي أجريت بها الانتخابات البرلمانية لكنه هوّن من شأن أي تهديد للعلاقات الأميركية الروسية في مجملها.

وتخوض واشنطن حاليا مخاطرة محسوبة هي أن تغيير القيادة في روسيا لن يؤدي إلى فقدان أكبر المكاسب وهي اتفاقية جديدة لخفض الأسلحة النووية واستخدام الأراضي الروسية لتزويد القوات الأميركية التي تقاتل في أفغانستان بالإمدادات.

إعلان

وفي المقابل يرى محللون أنه يتعين على بوتين أن يضع في اعتباره دور واشنطن المهم في تمهيد الطريق لانضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية الذي تسعى إليه منذ فترة طويلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان