أول اجتماع لحكومة الوفاق باليمن

عقدت حكومة الوفاق الوطني باليمن التي يترأسها محمد سالم باسندوة السبت أول اجتماع لها بعد أدائها اليمين الدستورية، في حين خرجت مظاهرة بمدينة تعز للتعبير عما سماه المشاركون فيها البراءة من حكومة الوفاق الوطني.
فقد عقدت الحكومة اليمنية المكونة من 35 وزيرا مناصفة بين حزب المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب اللقاء المشترك، أول اجتماع لها بعد أن أدى أعضاؤها اليمين الدستورية أمام عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني.
وذكر مصدر في رئاسة الوزراء اليمنية أن مراسم أداء اليمين تمت من قبل باسندوة وطاقم الحكومة المكون من 35 وزيرا.
وكان باسندوة قد أعلن أمس الجمعة أن الحكومة ستعمل ما بوسعها من أجل ترجمة تطلعات أبناء الشعب اليمني بما في ذلك تهيئة الأجواء الكفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار.
وتواجه الحكومة مجموعة من التحديات من بينها حركة انفصالية في الجنوب وتمرد في الشمال، إلى جانب وجود تنظيم القاعدة الذي يرى مراقبون أنه استغل الاضطرابات لتعزيز موطئ قدمه في اليمن.
وقد أعرب هادي -الذي ترأس الاجتماع- عن أمله في أن تتمكن حكومة الوفاق التي تشكلت بموجب المبادرة الخليجية من "إخراج البلاد من الدمار لكي يعيش اليمنيون بسلام".
واعتبر أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني جاء خطوة أخرى في الطريق الصحيح، وتنفيذًا للالتزامات المتبادلة بين الأحزاب السياسية في اليمن حسبما نصت عليه المبادرة الخليجية.
ووصف الحكومة بأنها تعبير صادق عن رغبة الجميع سلطة ومعارضة في الخروج من الأزمة السياسية المدمرة التي أحاطت بالحياة العامة في اليمن نحو عشرة أشهر. وقال إن الحكومة معنية بالوقوف أمام كل عناصر ومسببات الأزمة وتفكيكها ومعالجتها ووضع حلول عملية لكل وقائعها على الأرض.

الزياني في صنعاء
وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج عبد اللطيف الزياني قد وصل إلى صنعاء السبت للإشراف على تنفيذ المبادرة الخليجية لانتقال السلطة من الرئيس علي عبد الله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، التي اقترحتها دول المجلس.
وتأتي زيارة الزياني المفاجئة لصنعاء بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي ستدير شؤون البلاد إلى أن تجرى انتخابات الرئاسة في فبراير/شباط المقبل، حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية.
وكان الزياني قد أشار في تصريح قبيل وصوله صنعاء إلى أن تشكيل الحكومة ولجنة الشؤون العسكرية يمثل خطوتين مهمتين إلى الأمام في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ضمن عملية الانتقال السلمي للسلطة بما يجنب الشعب اليمني العنف وسفك المزيد من الدماء.
وقال الزياني إن ما تم من خطوات حتى الآن يدعو إلى الارتياح والتفاؤل، ويتطلب عملا متواصلا لما فيه مصلحة اليمن واليمنيين بكافة انتماءاتهم، مؤكدا ثقته بأن الجميع سوف يكونون مع اليمنيين في كل ما يحتاجون إليه من دعم للنجاح في الوصول باليمن إلى بر الأمان، وفق تعبيره.
مظاهرة مناوئة
في سياق متصل خرجت مظاهرة في مدينة تعز للتعبير عما سماه المشاركون فيها البراءة من حكومة الوفاق الوطني وتوعد المتظاهرون بمواصلة التصعيد الثوري حتى إسقاط النظام بكل رموزه.
وقد شارك في المظاهرة ناشطون قدموا من صنعاء وعدن للتعبير عن تضامنهم مع تعز التي تعرضت مؤخرا لهجمات عنيفة من قبل قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الأيام الماضية.

اشتباكات وقتلى
ميدانيا نقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري يمني قوله إن اشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر على صلة بتنظيم القاعدة وقعت السبت شرقي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بجنوب اليمن وأدت إلى مقتل 11 من عناصر التنظيم وجنديين.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن جنديا قتل في اشتباكات بين قوات حكومية وقوات معارضة للرئيس صالح في شوارع العاصمة صنعاء في ساعة متأخرة مساء الجمعة.
وجرت الاشتباكات بالقرب من مبان حكومية ومقر صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد، واتهمت وزارة الدفاع على موقعها على شبكة الإنترنت قبيلة الأحمر بشن هجمات على حي الحصبة بشمال العاصمة، بهدف ما سمته إفشال الجهود الرامية لإقرار الأمن والاستقرار في العاصمة.
وبدورها اتهمت المعارضة قوات من الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد
نجل الرئيس صالح بانتهاك الهدنة وإطلاق قذائف مدفعية على أحياء بشمال العاصمة السبت، مما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل.