جهود مصرية لاستعادة التهدئة بغزة

أكد السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن مصر أجرت اتصالات مع أطراف دولية عديدة ومع إسرائيل لإعادة التهدئة واحتواء الوضع الميداني المتوتر في قطاع غزة. كما حمّلت إسرائيل المسؤولية عن التصعيد الأخير في القطاع وطالبتها بالوقف الفوري لكافة الاعتداءات لتمكين جهودها من استعادة التهدئة.
ونقل مراسل الجزيرة نت في قطاع غزة ضياء الكحلوت عن عثمان قوله إن العدوان لم يكن رد فعل بل انتهاكا للتهدئة التي تلتزم بها الفصائل. وقال إن الفصائل كانت ملتزمة بالتهدئة ولم تقم بأي عمل عسكري ضد إسرائيل.
وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة للجزيرة نت أن مصر تبذل جهوداً كبيرة لاستعادة أجواء التهدئة في قطاع غزة عقب العمليات العسكرية الأخيرة للاحتلال التي أدت لاستشهاد أربعة مواطنين وإصابة العشرات.
وقالت المصادر إن مصر لم تكتف بالحديث إلى الجانب الإسرائيلي وتحميله مسؤولية العدوان، وإنما أجرت سلسلة اتصالات دولية لحث المجتمع الدولي على دفع إسرائيل لاحترام التهدئة غير المباشرة مع فصائل المقاومة في غزة ولتحميل إسرائيل وحدها مسؤولية العدوان.
وأشارت المصادر إلى أن مصر أبلغت هذه المعلومات للحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، ولمسؤولي الفصائل الذين انتظروا موقفها من العدوان الذي لم يسبقه أي فعل مقاوم.
وشدد عثمان على أن الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة مواطنين فلسطينيين خلال الأيام الماضية هي التي أدت لتوتير الموقف على الأرض واستدعت التدخل المصري المباشر والقوي.
وكانت جامعة الدول العربية والسلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة قد أدانت التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع، والذي تمثل في غارات إسرائيلية يومي الخميس والجمعة أدت إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح عدد آخر.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح الجمعة إن إسرائيل "تنتهك القانون الدولي واتفاقات جنيف باستخدامها القوة المفرطة".
وأضاف أن إسرائيل "تمارس إعدام المواطنين خارج إطار القانون ودون محاكمة"، داعيا إلى تكثيف جهود المنظمات الحقوقية والدولية وصناع القرار لوضع حد "لهذا الانفلات والإجرام" الإسرائيلي.
تدخل دولي
وحمل صبيح في تصريح له بالقاهرة أمس الجمعة إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الدموي الخطير بحق أبناء الشعب الفلسطيني"، وقال إن إسرائيل "تحاول تأجيج الموقف ووضع مزيد من العراقيل أمام المساعي الرامية لإعطاء دفعة لعملية السلام إلى الأمام".
السفير المصري: الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة مواطنين فلسطينيين خلال الأيام الماضية هي التي أدت لتوتير الموقف على الأرض واستدعت التدخل المصري المباشر والقوي |
وطالب صبيح بتدخل دولي عاجل "لإرغام إسرائيل على وقف جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفا أن "الإدانات الخجولة لا توقف العدوان"، وأن المطلوب "مواقف حازمة واتصالات جادة لإرغام إسرائيل على وقف تصعيدها غير المبرر".
وكان ناشطان فلسطينيان من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) استشهدا ظهر الخميس جراء غارة إسرائيلية استهدفتهما داخل سيارة وسط غزة.
كما استشهد مسن فلسطيني وأصيب 12 طفلا وامرأة بعد أن شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الجمعة ثلاث غارات جوية على أهداف متفرقة في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته سقطت أربع قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن ثلاثة صواريخ سقطت في ضواحي مدينة عسقلان دون وقوع إصابات أو أضرار، أما القذيفة الرابعة فسقطت على النقب الغربي دون إحداث خسائر بشرية أو مادية أيضا.
ضرب التهدئة
ومن جهتها نددت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس الجمعة بالتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحمل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التداعيات "الخطيرة" لاستمرار التصعيد العسكري في القطاع.
وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن إسرائيل "تسعى لضرب التهدئة وجهود المصالحة الفلسطينية"، داعيا الفصائل في قطاع غزة إلى التنبه لهذه المخططات.
اتصالات مكثفة
بدورها أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة -الذي تسيطر عليه حماس- أنها تجري اتصالات لوقف التصعيد الإسرائيلي.
وقال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إن حكومته تجري اتصالات مكثفة مع أطراف عربية ودولية لوقف التصعيد الإسرائيلي على القطاع بشكل فوري.
وأشار هنية -في تصريحات للصحفيين بعد صلاة الجمعة في مسجد فلسطين بغزة- إلى أن التصعيد الإسرائيلي سبقته تهديدات من العديد من القيادات الإسرائيلية الأمنية والسياسية "يجري ترجمتها من خلال هذا القصف العشوائي والقتل المتعمد والاغتيالات المباشرة".
واعتبر هنية أن هذا التصعيد "يدل على نوايا إسرائيلية مبيتة ضد الشعب الفلسطيني وضد قطاع غزة على وجه الخصوص"، مؤكدا أن التصعيد "سيفشل مثل كل محطات العدوان السابقة على صخرة صمود هذا الشعب ومقاومته.