تفوق الإخوان تنظيميا أكدته الانتخابات

جاء أداء حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، خلال الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية ليؤكد أن الحزب، كما توقع مؤيدوه ومناوئوه على حد سواء، هو الأفضل من حيث القدرة على التنظيم والحشد فضلا عن التواصل مع الناخبين.
وقد استفاد الإخوان المسلمون من ثورة 25 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث بدؤوا يعملون في النور، وأصبح لهم حزب سياسي هو حزب الحرية والعدالة، واستفادوا من خبرة تنظيمية عمرها نحو ثمانين عاما قضوا معظمها في العمل السري تحت طائلة الحظر والمطاردة.
وكان الإخوان حققوا اختراقا مهما في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر عام 2005 حيث نجحوا في الفوز بنحو 20% من مقاعد البرلمان، علما بأن مرشحيهم دخلوا الانتخابات بصفة مستقلين نظرا لحظر الجماعة من قبل نظام الرئيس السابق حسني مبارك، لكنهم استفادوا من تواصلهم القوي مع الناخبين.

غرفة عمليات
وأدار حزب الحرية والعدالة -الذي يتوقع فوزه بنحو 40% من مجموع الأصوات في المرحلة الأولى من الانتخابات- أنشطته خلال يومي التصويت من غرفة عمليات في مقره بالعاصمة القاهرة.
ويقول عضو المكتب التنفيذي للحزب أحمد دياب للجزيرة نت إن غرفة العمليات تتولى متابعة الانتخابات عبر شبكة تواصل مع مختلف المحافظات التي تشهد عمليات الاقتراع، كما تشمل لجنة إعلامية لتغطية الانتخابات ونشر النتائج أولا بأول، وكذلك لمتابعة كل ما ينشر عن الانتخابات وعن الحزب في وسائل الإعلام المختلفة.
كما تتضمن غرفة العمليات -وفقا لدياب- لجنة قانونية تتولى التواصل مع مندوبي الحزب في كل اللجان سواء الرئيسية أو الفرعية، للإحاطة بأي مشكلة يمكن أن تطرأ مع الاستعانة الفورية بشبكة من القانونيين والمحامين لسرعة التعامل معها.
وكان لافتا حرص موقع "إخوان أون لاين" على تقديم تغطية متميزة للانتخابات، حيث تم إنشاء موقع خاص لهذا الشأن يتضمن متابعة آنية لأخبار الانتخابات وخصوصا ما يحققه مرشحو حزب الحرية والعدالة من نتائج.
الظروف تغيرت
ويعتقد دياب أن التميز التنظيمي لحزب الإخوان أمر طبيعي، فهو يقول إنهم خاضوا التجربة من قبل ولديهم فيها خبرة كبيرة، قبل أن يؤكد أن الظروف تغيرت وأصبح الإخوان يعملون في ظل أجواء الحرية حيث بات بإمكانهم عقد المؤتمرات وممارسة الدعاية الانتخابية والتواصل مع الجماهير بعيدا عما كان يحدث من رقابة وملاحقة من جانب جهاز أمن الدولة.
ويستذكر دياب الأوضاع قبل الثورة ويقول إن سيارات الشرطة كانت تلاحق مرشحي وأنصار الإخوان في جولاتهم الانتخابية لينتهي بهم الأمر إلى التحقيقات والاعتقالات، كما أن الانتخابات كانت تفتقد للكثير من معايير النزاهة والتنافس الشريف.