إلى أين يتجه التوتر بين لندن وطهران؟

An Iranian hardline protester is seen inside the British Embassy as a diplomatic vehicle is set on fire by demonstrators who stormed the mission in Tehran on November 29, 2011. More than 20 Iranian protesters stormed the British embassy in Tehran, removing the mission's flag and ransacking offices. AFP PHOTO/ATTA KENARE



فرح الزمان أبو شعير-طهران

 

يتوقع المحللون والسياسيون في إيران أن يزداد التوتر والتصعيد بين طهران ولندن باتخاذ المزيد من الإجراءات وتوسيع الجبهة الغربية ضد إيران سياسيا واقتصاديا، مع احتمال استخدام الدول الغربية ورقة النفط الإيراني بفرض العقوبات على البنك المركزي وزيادة احتمال توجيه ضربة عسكرية.

 

وقلل عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمود أحمدي من أهمية أي تبعات سلبية قد يحملها الموضوع، سياسية كانت أم اقتصادية، بل واعتبر أن الخاسر في هذه المعادلة هو الطرف البريطاني.

 

محمود أحمدي: تحرك لندن ضد طهرانلم يكن مقبولا رسميا ولا شعبيا (الجزيرة نت)
محمود أحمدي: تحرك لندن ضد طهرانلم يكن مقبولا رسميا ولا شعبيا (الجزيرة نت)

وأوضح أحمدي للجزيرة نت أن القرار الذي اتخذه البرلمان بداية كان صائباً ومدروساً، ولم يأت كردة فعل سريعة على عقوبات فرضت على البنك المركزي الإيراني وحسب، بل جاء بعد تراكمات.

 

وأشار إلى أن التشنج بين طهران ولندن يعود لأكثر من ثلاثة عقود مضت، ولكن وتيرة عداء السياسة البريطانية لإيران اشتدت خلال الفترة الأخيرة، وهذا ما استدعى اتخاذ قرار جدي يضع "حداً لذلك التعامل".

 

وأضاف أن إغلاق السفارة الإيرانية في لندن وطرد عامليها كان أمرا توقعه كثيرون، إلا أن الأمر ليس "بالغ الأهمية"، وذكر أن الرسالة الإيرانية وصلت إلى لندن بعد كل ما حدث، ومفادها أن تحركها ضد طهران غير مقبول رسمياً ولا حتى شعبياً.

 


خلق بلبلة داخلية
ورأى أحمدي أن النتائج السلبية للموضوع ستعود على لندن، ولكنه توقع تحركاً بريطانياً جديداً  يسعى للضغط أكثر على طهران وربما إيجاد بلبلة في الداخل الإيراني. واستهان بتلك السياسة قائلا "رغم العقوبات فإن طهران استطاعت الاستمرار في برنامجها النووي السلمي لمدة ثماني سنوات".

 

من جهة أخرى قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة طهران الدكتور حسن هاشميان إن الأجواء مهيأة حالياً لمزيد من التشنج، ولم يتفاءل بالنتائج، مشيراً إلى أن الدول الغربية قد تستخدم هذه المرة ورقة النفط الإيراني بفرض العقوبات على البنك المركزي لخلق ضغط أكبر.

 

حسن هاشميان: الأزمة الاقتصادية في الغرب تقلل من احتمال ضرب إيران (الجزيرة نت)
حسن هاشميان: الأزمة الاقتصادية في الغرب تقلل من احتمال ضرب إيران (الجزيرة نت)

وتوقع هاشميان أن يزداد احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال هذه المرحلة، لكنه قال إن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلدان الغربية قد تعيق هذا الأمر.

 

ولكون بريطانيا دولة قيادية في الاتحاد الأوروبي وذات وزن في مجموعة (5+1) التي تفاوض إيران بشأن برنامجها النووي، توقع البعض تأثر المحادثات بسبب مجريات الأحداث.

 

وقال هاشميان إن التوتر الحالي لن يحدث أي جديد يتعلق بموقف الطرفين الإيراني والغربي بشأن الملف النووي. 

 

وتوقع أستاذ علم الاجتماع السياسي أن بريطانيا ستتأثر مستقبلاً إثر قطع العلاقات بالكامل مع إيران لكونها دولة ذات وزن في ملفات المنطقة كالعراق وأفغانستان والقضية الفلسطينية، ولكنها لن تتأثر اقتصادياً لأن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين متواضعة.

 

محمد خوش جهره: من غير المستبعدفرض عقوبات اقتصادية أخرى (الجزيرة نت)
محمد خوش جهره: من غير المستبعدفرض عقوبات اقتصادية أخرى (الجزيرة نت)

المرتبة الـ51
يُذكر أن بريطانيا تحتل المرتبة الحادية والخمسين على لائحة شركاء إيران التجاريين، إذ بلغ حجم الاستيراد الإيراني من بريطانيا خلال الأشهر الثمانية الأخيرة من العام الجاري 0.3% فقط مما تستورده إيران من بقية الدول، ولا يبتعد حجم الصادرات (غير النفطية بالدرجة الأولى) من إيران إلى بريطانيا عن هذه النسبة كثيراً.

إعلان

 

وقال أستاذ علم الاقتصاد بجامعة طهران محمد خوش جهره إن قطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالكامل، لن يكون بلا تأثير رغم حجم التبادل التجاري القليل.

 

ورأى أنه لا يمكن توقع الآثار السلبية خلال هذه المرحلة قبل أن يأخذ هذا الأمر حيزاً عملياً على الأرض، ولم يستبعد فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران.

 

وكانت مجموعة من الطلاب قد اقتحمت مبنى السفارة البريطانية وأحرقت بعض وثائقها، بعد موافقة البرلمان الإيراني على تخفيض العلاقات مع لندن إلى الحد الأدنى وطرد سفيرها من طهران والاكتفاء بالقائم بالأعمال، إثر عقوبات فرضتها لندن على البنك المركزي الإيراني.

 

وردت بريطانيا بإغلاق سفارتها وإجلاء كافة عامليها من الأراضي الإيرانية، كما أغلقت سفارة طهران في لندن وطردت موظفيها. واستدعت بعض الدول الغربية سفراءها في طهران للتشاور.

المصدر : الجزيرة

إعلان