مستوطنون يلاحقون أسيرا محررا

عوض الرجوب-الخليل
أطلق مستوطنون إسرائيليون حملة لملاحقة أسير فلسطيني حررته صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع إسرائيل برعاية مصرية أواسط أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويواصل المستوطنون حملة دعائية تستهدف جمع معلومات عن الأسير المحرر هاني جابر من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وإلقاء القبض عليه وقتله، انتقاما لقتله مستوطنا إسرائيليا قبل نحو 18 عاما.
وتعرض منزل ذوي الأسير المحرر جابر للمداهمة عدة مرات، وبات ذووه يشعرون بجدية تهديدات المستوطنين، وأنها تحظى بدعم رسمي خاصة بعد استدعاء جابر والتحقيق معه وتقييد حريته وفرض إجراءات أمنية على تحركاته.
ملاحقة مبكرة
بدأت إجراءات ملاحقة جابر في اليوم الأول للإفراج عنه, فقد تعرض منزله الواقع في البلدة القديمة من مدينة الخليل، حيث تنتشر البؤر الاستيطانية، للاقتحام والتفتيش والتخريب من قبل المستوطنين.
المستوطنون ينشرون ملصقات دعائية على الجدران تحمل صورة هاني جابر، ومعلومات عنه، ورسائل صوتية عبر الإنترنت تهدد الأسير المحرر، وتطلب الاتصال على هواتف معينة والإدلاء بمعلومات عنه مقابل مكافأة مالية قيمتها 100 ألف دولار |
ونشر المستوطنون ملصقات دعائية على الجدران تحمل صورته ومعلومات عنه، ورسائل صوتية عبر الإنترنت، تهدد الأسير المحرر، وتطلب الاتصال على هواتف معينة والإدلاء بمعلومات عنه مقابل مكافأة مالية قيمتها 100 ألف دولار.
وتقول أم طارق والدة الأسير المحرر إن منزلها تعرض للمداهمة ست مرات من قبل المستوطنين كما تعرضت العائلة للضرب ثلاث مرات من قبل الجيِش منذ الإفراج عنه، وكلها كانت تحمل تهديدات بملاحقة ابنها وقتله، لكنها تقول إن الذي منحه الحرية كفيل بحمايته.
وتضيف أنها توسلت إلى الله كثيرا أن يفك قيد ابنها وأن يعيده إليها بعد أن أمضى في السجن نفس سنوات عمره، حيث اعتقل وعمره 18 عاما وأفرج عنه بعد اعتقال دام 18 عاما، مؤكدة ثقتها بالله أن يحفظه بعد الإفراج عنه.
وأوضحت أم طارق أنها تقدمت طوال إقامتها في البلدة القديمة من الخليل بعشرات الشكاوى للشرطة الإسرائيلية ضد المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة، لكنها لم تلمس تعاملا جديا مع أي منها.
وتتهم سلطات الاحتلال هاني بقتل مستوطن إسرائيلي في مدينة الخليل عام 1993، حيث اعتقل في حينه وكان عمره لا يتجاوز 18 عاما، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، دون الالتفات إلى التهديدات التي تعرض لها.
ويقول هاني عن خلفيات اعتقاله إن الاحتلال اعتقله وعاقبه رغم أنه قتل المستوطن دفاعا عن النفس، موضحا أنه تعرض للضرب المبرح إلى حد القتل من قبل المستوطنين وسالت دماؤه من رأسه عدة مرات، دون أن تفعل الشرطة والجيش الإسرائيليان شيئا لوقف الاعتداءات عليه وعلى غيره من المعتدى عليهم.

تهديدات جدية
ويضيف أنه يشعر بجدية تهديدات المستوطنين، لكنه لا يتخذ أية إجراءات خاصة لحماية نفسه "فالوطن كله تحت سيطرة الاحتلال، ولا يمكن أن أعيش مطاردا بعد سنوات طويلة من الاعتقال".
واعتبر التهديدات الإسرائيلية محاولة من المستوطنين لانتزاع فرحة الأسرى المحررين وذويهم نتيجة عدم قدرتهم على تحمل صدمتها، لكنه قال إن الفرحة ستستمر وإن محاولاتهم ستبوء بالفشل، مقتبسا قوله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
ويتهم الأسير المحرر سلطات الاحتلال بكافة أذرعها بالمسؤولية عن تهديده، مضيفا أنه استدعي من قبل المخابرات وتم إلزامه بإجراءات أمنية لم تكن ضمن الصفقة، من بينها تحديد نطاق حركته وتنقله وضرورة إثبات الحضور لدى مقر المخابرات مرة كل شهرين.
وأضاف أن المخابرات الإسرائيلية استدعته قبل أيام وأبلغته بقرار منعه من دخول منزله، مما اضطره للبحث عن مسكن بديل، مؤكدا عزمه طرق الأبواب المتاحة وبينها القضاء الإسرائيلي والمنظمات الحقوقية لوقف تهديدات المستوطنين.
وناشد جابر الجانب المصري، المشرف على صفقة التبادل، التدخل لوقف انتهاكات إسرائيل للصفقة وبينها تهديده بالقتل وفرض إجراءات أمنية عليه بخلاف ما اتفق عليه، مطالبا إياها بالحذر في التعامل مع الاحتلال والضغط عليه لوضع حد لانتهاكاته، وضمان التزامه بشروطها وخاصة المرحلة الثانية منها.