ضغوط لإفشال لقاء المصالحة الفلسطينية

Palestinian president Mahmud Abbas (L) shaking hands with Hamas leader Khaled Meshaal (R) in Cairo on May 4, 2011 during a reconciliation ceremony



عوض الرجوب-الخليل

أقر مسؤول فلسطيني بوجود ضغوط هائلة على القيادة الفلسطينية، وتحديدا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإفشال لقائه المرتقب في القاهرة مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.

وحسب صحف إسرائيلية فإن الضغوط لم تتوقف عند حد وقف إسرائيل تحويل أموال الضرائب، أو وقف الدعم الأميركي للسلطة، بل تجاوزت ذلك إلى تهديدات بقطع العلاقة مع السلطة، وتهديد لمصر أيضا.

وتتباين تقديرات المحللين السياسيين في أحاديث منفصلة للجزيرة نت حول مدى قدرة الرئيس الفلسطيني على تحمل ومواجهة هذه الضغوط، مرجحين مجموعة سيناريوهات لتجاوز هذه الضغوط.

ضغوط قوية
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية (فتح) محمود العالول وجود ضغوط "قوية جدا" على القيادة الفلسطينية، لكنه أشار إلى وجود "حصانة ضد ذلك" واتخاذ قرار واضح "بعدم الخضوع لأي إملاء".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "مصلحة شعبنا هي الأساس.. أخذنا قررا واضحا بأنه لا يمكن القبول بضغوط على هذا الأمر"، لكنه نفى علمه برسائل سرية وصلت رام الله تتضمن تهديدات أميركية للسلطة.

العالول أكد رفض عباس للعديد من الطلبات مراعاة للمصالحة (الجزيرة نت)
العالول أكد رفض عباس للعديد من الطلبات مراعاة للمصالحة (الجزيرة نت)

وأوضح أنه طلب من الرئيس "عدة مرات أن يأخذ مواقف محددة، ورفض ذلك تماما مراعيا المصلحة الوطنية بشكل أساسي". وأضاف" ثبت تماما أنه (عباس) عصي على الضغوط وأنه يرفض أي ضغط". ونفى علمه بوجود ضغوط على مصر، أو تسلم القيادة رسائل سرية أميركية أو إسرائيلية تتضمن تهديدات.

وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية أفادت الأحد بأن الإدارة الأميركية تسعى مع إسرائيل للضغط على السلطة الفلسطينية ومصر لمنع تشكيل حكومة وحدة فلسطينية لا تعترف بشروط الرباعية الدولية.

وأكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نقل رسالة شديدة اللهجة إلى الجانب المصري قبل عدة أيام، مفادها أن إسرائيل ستقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية إذا لم تعترف حكومة الوحدة بتلك الشروط.

وفي وقت سابق ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الإدارة الأميركية حذرت رام الله عبر رسالة سرية بأن أي مشروع وحدة مع حركة حماس يعني قطع المساعدات الأميركية، وأكدت ضرورة الحفاظ على سلام فياض رئيسا للحكومة المقبلة.

ولم يستبعد مدير المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الإستراتيجية هاني المصري جدية هذه التهديدات، وانتقد موقف بعض القيادات الفلسطينية النافية لوجود ضغوط، وغياب الاستعداد الفلسطيني لمواجهة تداعياتها.

وقال إن التهديدات "سرية وعلنية"، دون أن يستبعد وجود ضغوط على مصر لإفشال مساعي المصالحة، "لأنه لا يمكن الموافقة على مصالحة تقوي الفلسطينيين ولا تلتزم بشروط الرباعية الدولية".

ناجي شراب طالب بأخذ التهديدات بجدية (الجزيرة نت)
ناجي شراب طالب بأخذ التهديدات بجدية (الجزيرة نت)

تهديد للرباعية
وقال المصري إن الاتفاق بين حماس وفتح يعني المواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل وتهديد جهود استئناف المفاوضات التي تراهن عليها الرباعية الدولية والولايات المتحدة، "لأن المهم لديهم إبقاء نوع من الاستقرار يدفع ثمنه الفلسطينيون وحدهم".

وأوضح المصري أن الولايات المتحدة تريد مصالحة ضمن شروط الرباعية وترفض المرونة في البرنامج السياسي، وأضاف أن بقاء الانقسام واستمرار الوضع على حاله يعني انتظار المجهول، وأكد أن المطلوب هو عدم السماح بذلك وإنجاز اتفاق المصالحة وتنفيذه ولو على مراحل.

بدوره شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة ناجي شراب على ضرورة أخذ التهديدات بجدية، وأضاف أنها ستنعكس على لقاء عباس-مشعل المرتقب وتشكيل الحكومة المقبلة.

ولم يستبعد المحلل الفلسطيني الاتفاق على بقاء الحكومتين القائمتين في غزة والضفة وإجراء الانتخابات في وقتها، إذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ويقول المحلل الفلسطيني إن قدرة السلطة على مقاومة الضغوط ضعيفة، لكنه توقع المضي في إنجاز المصالحة، ومقاومة الضغوط الأميركية والإسرائيلية من خلال أحد خيارين، أولهما بقاء حكومتي غزة والضفة، مع تفاهمات وتنسيق مشترك، والاتفاق على إجراء الانتخابات لتشكيل حكومة جديدة بناء على نتائجها.

والثاني عدم الأخذ بجدية هذه التهديدات، "وهذا يتوقف على الدور العربي والموقف الداعم للسلطة الفلسطينية، خاصة البعد المالي"، حسب تقديره.

المصدر : الجزيرة