مسيرات تستنكر مجازر صنعاء

ياسر حسن-لحج
شهدت عدة مدن يمنية أمس الاثنين مسيرات ووقفات احتجاجية استنكرت ما وصفته بمجازر النظام بصنعاء وتعز، وطالبت بسرعة الحسم ومحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح ورموز نظامه, كما احتفت بإعلان تحرير ليبيا.
ففي ضاحية دمت بمحافظة الضالع جنوبي اليمن خرج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة للتنديد "بالجرائم الوحشية" التي ترتكبها القوات الموالية للرئيس صالح في صنعاء وتعز وغيرها من المناطق اليمنية, وللاحتفاء بإعلان تحرير ليبيا وانتهاء حكم العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال بلال أحمد –أحد شباب الثورة بالضالع– إن المسيرة جابت شوارع المدينة مرددة الهتافات والشعارات المنددة بجرائم نظام صالح و"الحرب الوحشية" التي ترتكبها قواته بحق السكان في أحياء الحصبة وصوفان بالعاصمة صنعاء، والاعتداءات المستمرة على المعتصمين والمتظاهرين السلميين في كل مناطق اليمن.
وأضاف أن المشاركين هتفوا مرحبين بانتصار الثورة الليبية وإعلان تحرير ليبيا، مشيرا في حديث للجزيرة نت إلى أن ثوار الضالع حملوا الأعلام الليبية إلى جوار الأعلام اليمنية معلنين فرحتهم بانتصار الثورة في ليبيا.
ودعت المسيرة أحرار العالم إلى سرعة التدخل لإنقاذ السكان الأبرياء وإيقاف نزيف الدم اليمني واتخاذ قرار صارم بحق علي صالح وما وصفته بأعماله الإجرامية ضد اليمنيين.
وهنأ ثوار الضالع الشعب الليبي بإعلان تحرير كامل التراب الليبي من حكم "الاستبداد العائلي ونهاية الطاغية القذافي"، داعين صالح وعائلته للاعتبار بما جرى للقذافي والاستجابة لتطلعات الشعب اليمني.

حرب مصغرة
وأكد البيان الصادر عن المسيرة على الاستمرار في التصعيد الثوري حتى إسقاط بقايا النظام وإيصال رموزه للعدالة.
وطالب البيان –الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل "لوقف المذابح" التي ترتكبها قوات صالح منذ يوم السبت والمتمثلة في القصف العنيف والمتواصل على الأحياء السكنية الآمنة بالأسلحة الثقيلة.
وقال عبده المشرقي –وهو مقرر اللجنة الشعبية لمناصرة الثورة بالضالع- إن ما يقوم به علي صالح إزاء شعبه يعد حربا مصغرة وأعمالا بربرية ووحشية من نوع خاص, كما أنها جرائم ضد الإنسانية، وكل ذلك على مرأى ومسمع من العالم الذي بدأ أخيرا يفقه سلوك هذا النظام.
وأضاف المشرقي -للجزيرة نت- أنه مع كل قطرة دم تتلطخ بها يد علي صالح "سوف نوقد ألف شعلة، ومهما صنع فإن ذلك لن يثني الثوار عن مواصلة التصعيد حتى إسقاط نظامه ومحاكمته".
ودعا المشرقي قيادة الثورة والمجلس الوطني للعمل على سرعة الحسم الثوري, مشيرا إلى أن القرار صار بيد الشعب ولم يعد هناك أي تسويف.

فعاليات أخرى
وعلى صعيد متصل شهدت محافظة إب مسيرة حاشدة تطالب بمحاكمة الرئيس صالح وإعدامه كما أعدم القذافي, ونفذ المشاركون وقفة احتجاجية أمام إدارة الكهرباء احتجاجا على انقطاع الكهرباء عن المدينة منذ أكثر من أسبوع.
وفي تعز لقي شخص من أنصار الثورة مصرعه إثر قصف استهدف أحياء سكنية.
كما نظم طلاب جامعة تعز مسيرة جابت كليات الجامعة واتجهت صوب ساحة الحرية، وطالبت بالقبض على صالح ورموز نظامه ومحاكمتهم "كمجرمي حرب".
ثوار الحديدة بدورهم نفذوا اعتصاما أمام ميناء المدينة احتجاجا على إفراغ سفينتين محملتين بالأسلحة للنظام اليمني, وهتفوا "ميناء من أجل الشعب لا ميناء من أجل الحرب".
وقد شهدت محافظة البيضاء هي الأخرى مسيرة حاشدة تطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب مطالب الشعب وإحالة صالح وأولاده للمحكمة الجنائية الدولية.
أما في العاصمة صنعاء فقد خرجت مسيرة نسائية حاشدة عصر أمس من ساحة التغيير، وطافت الشوارع المجاورة ثم عادت للساحة دون أي اعتراض أمني.