مظاهرة بكابل تندد باتفاق مع أميركا

تظاهر مئات الأفغان اليوم الاثنين في شوارع العاصمة كابل مطالبين الحكومة بعدم توقيع شراكة إستراتيجية مع الولايات المتحدة، بينما أعلن حلف شمال الأطلسي أن 200 مسلح قتلوا أو اعتقلوا خلال عمليتين شنتهما قواته مع الجيش الأفغاني شرقي البلاد استهدفا خصوصا شبكة حقاني.
وطاف المتظاهرون شوارع غربي العاصمة حاملين لافتات مناهضة للولايات المتحدة وتطالب بمغادرة جميع القوات الأجنبية البلاد، ورفعوا صورا لضحايا مدنيين يعتقد بأنهم قضوا في عمليات للقوات الأجنبية، وهتفوا "الموت لأميركا"، و"الموت لحلف شمال الأطلسي" و"السماح للقواعد العسكرية خيانة".
وقال أحد المتظاهرين "نحن هنا لنقول لا للشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة وإنشاء قواعد عسكرية أجنبية في أفغانستان"، مضيفا أن هذه "الشراكة ليس لها أصل في الشريعة ولا أساس قانوني، لذلك نحن لا نريدها".
وقد شدد السفير الأميركي في كابل رايان كروكر أن خطط إقامة هذه الشراكة لا تتضمن إنشاء قواعد عسكرية دائمة، لكن العديد من الأفغان لديهم مخاوف إزاء تفاصيل الاتفاق.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن أنه سيسحب عشرة آلاف جندي من أفغانستان هذا العام، في إطار انسحاب تدريجي من المقرر أن يستكمل عام 2014.
ويجري الإعداد لمناقشة اتفاقية الشراكة التي يجري التفاوض بشأنها مع الولايات المتحدة، والتي ستحدد العلاقة بين البلدين بعد انسحاب القوات المغادرة.

مهاجمة حقاني
من جهة أخرى أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الاثنين انتهاء عمليتين شنتهما قواته والجيش الأفغاني شرقي أفغانستان واستهدفتا خصوصا شبكة حقاني، وقد أسفرتا عن قتل أو أسر نحو 200 مسلح.
وقال الناطق باسم القوة الدولية الجنرال الألماني كارستن جاكوبسون إن عشرين مسلحا على الأقل من شبكة حقاني المرتبطة بـحركة طالبان قتلوا أو اعتقلوا خلال العمليتين اللتين وقعتا الأسبوع الماضي، مضيفا أنه جرى أيضا قتل أو اعتقال أكثر من 175 مسلحا آخرين خلال العمليتين اللتين استمرتا أسبوعا.
واستهدفت عملية شمشير (سيف) الولايات الواقعة جنوب كابل وشرق أفغانستان، في حين تركزت عملية "حد السكين" على المنطقة الشرقية للحدود مع باكستان ومعقل شبكة حقاني. وجاءت العمليتان بينما يستعد حلف الأطلسي لسحب كامل قواته القتالية من أفغانستان وتسليم المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية بحلول العام 2014.
وكان مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأفغانية قال سابقا إن العملية التي أطلقت يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري استهدفت بشكل خاص شبكة حقاني التي لها قواعد خلفية في المناطق القبلية شمال غرب باكستان.
وفي 20 من الشهر الجاري أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن عملية واسعة النطاق استهدفت شبكة حقاني في شرق أفغانستان، مؤكدة أنها سمحت "بتجميع" عناصر من الشبكة على الجانب الأفغاني من الحدود و"القضاء عليهم".
وقد اعتبرت واشنطن مؤخرا شبكة حقاني هدفها الأول في أفغانستان، واتهمت باكستان بأنها جعلت من تلك الشبكة ذراعها المسلح على الجانب الآخر من الحدود، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.