قتلى باليمن وصالح يهاجم "المشترك"
قتل خمسة متظاهرين في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة برصاص القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، في وقت هاجم فيه الرئيس اليمني أحزاب اللقاء المشترك واتهمها بالسعي لتفجير الوضع عسكريا.
وقتل أربعة متظاهرين في حيي الحصبة وصوفان في العاصمة صنعاء، كما أفاد مراسل الجزيرة بمقتل شخص وإصابة آخرين برصاص القوات الموالية للرئيس في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وتجددت الاشتباكات أمس الأحد في حي صوفان وفي دوار الساعة جنوب شرق حي الحصبة الشمالي إضافة إلى حي الحصبة نفسه في المنطقة الواقعة بين مبنى وزارة الداخلية ومنزل زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر.
وسمع دوي انفجارات قذائف وسط حي الحصبة الذي يشهد منذ أشهر معارك متقطعة بين القوات الموالية لصالح والمسلحين المعارضين التابعين للشيخ الأحمر. ودارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة، حسب سكان وشهود عيان.
في المقابل خرجت تظاهرة معارضة في صنعاء انطلقت من ساحة التغيير ومرت في شارع الزبيري وشارع هائل التجاري، طالبت بتقديم ملف الرئيس صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمته مع قتلة المتظاهرين المسالمين. وتعهد المتظاهرون بالتصعيد السلمي حتى تحقيق أهداف الثورة بالكامل.
وأكد المتظاهرون تعرضهم لعمليات قنص، وقالت مصادر طبية إن القنص أسفر عن مقتل رجل مسن وشبه ضرير لم يكن مشاركا في التظاهرة، كما أسفرت عن إصابة خمسة متظاهرين بجروح وستة مدنيين من المارة في شارع هائل بينهم امرأة أصيبت في رأسها ووضعها حرج.
من جهة أخرى ذكر مصدر عسكري أن ثلاثة جنود من القوات المنشقة في الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، أصيبوا برصاص القناصة في منطقة جولة كنتاكي.
بدورها أكدت قوات الأمن الموالية أنها استعادت السيطرة على مباني مؤسسة مياه وكهرباء الريف ومجلس الشورى التي سيطر عيلها المسلحون الموالون لآل الأحمر في وقت سابق، حسبما أفاد به مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتصاعدت مواجهة مستمرة منذ تسعة أشهر بين صالح والمعارضة التي تضم أطيافا متنوعة من طلاب وشيوخ قبائل وفصائل منشقة عن الجيش في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن ساد هدوء نسبي على مدى ثلاثة أشهر.
تعامل إيجابي
من جهة أخرى أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية استعداد الحكومة للتعامل الإيجابي مع قرار مجلس الأمن الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر القول إن القرار جاء متسقا مع جهود الحكومة اليمنية لوضع حل للأزمة السياسية وفقا لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.
ولفت المصدر إلى أن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي على استعداد لمواصلة الحوار فورا مع أحزاب اللقاء المشترك لإخراج اليمن من الأزمة السياسية.
بدورها رحبت جامعة الدول العربية في بيان أمس بالقرار، ودعت صالح إلى الإسراع بتوقيع المبادرة الخليجية والسماح بتطبيقها.
وكان مجلس الأمن قد تبنى قرارا الجمعة دعا فيه إلى الموافقة على الانتقال السلمي للسلطة من أجل إنهاء أزمة دموية استمرت شهورا بين الحكومة والمتظاهرين المدنيين المطالبين بالديمقراطية.
اتهامات للمشترك
في سياق متصل اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس الأحد أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بالسعي إلى تفجير الوضع عسكريا.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن صالح عقد اجتماعا مع قيادات عسكرية وأمنية، أجمع المشاركون فيه على اتهام المشترك بتفجير الموقف عسكريا في إطار "المخطط الخبيث الذي يحاك ضد الوطن ووحدته وأمنه واستقراره" حسب ما نقلته الوكالة.
واتهم المشاركون أحزاب المشترك بأنها تدفع في اتجاه تفاقم الأزمة وعدم التجاوب مع الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع وحل الإشكالات بالحوار والتفاهم والوفاق.