طرابلس تحتفل وتتطلع للمستقبل

24/10/2011
المحفوظ الكرطيط-طرابلس
شهدت العاصمة الليبية على غرار باقي المدن احتفالات عارمة بإعلان "تحرير البلاد" وطي صفحة نظام العقيد معمر القذافي، بعد ثورة شعبية انطلقت شرارتها الأولى من مدينة بنغازي في 17 فبراير/شباط الماضي.
وتقاطر سكان طرابلس بأعداد كبيرة مساء أمس الأحد على ساحة الشهداء -الساحة الخضراء سابقا- للاحتفاء بإعلان المجلس الوطني الانتقالي "تحرير البلاد رسميا"، في احتفالات ضخمة جرت في مدينة بنغازي الواقعة على بعد 1200 كيلومتر شرق طرابلس، بمشاركة عدد من الوفود الأجنبية.
فمنذ الساعة الرابعة بعد الظهر، بدأت الاحتفالات في قلب العاصمة في أجواء بهيجة بمشاركة مختلف مكونات المدينة من نساء ورجال، كهول وشباب وأطفال ظلوا يرددون بشكل جماعي عددا من الأغاني والأشعار المستلهمة من الثورة التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي.
وعلى المنصة التي نصبت في وسط ساحة الشهداء منذ سقوط طرابلس في أيدي الثوار في 21 أغسطس/آب الماضي، تعاقب عدد من الخطباء الذين عبروا بصيغ مختلف عن دلالات اللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد وهي تطوي مرحلة حكم القذافي لتدخل مرحلة جديدة.
خطباء وشعارات
كما أشاد الخطباء بأداء الثوار من مختلف المدن في مسار الثورة الطويل، وترحموا على "أرواح الشهداء" الذين سقطوا في مختلف جبهات القتال مع كتائب القذافي قبل تحقيق النصر.

ومن الشعارات التي رددها المشاركون في الاحتفالات "ارفع راسك فوق أنت ليبي حر، تاريخك مشهور وجدك سيدي عمر" في إشارة إلى بطل التحرير عمر المختار الذي قاوم الاستعمار الإيطالي وبقي اسمه محفورا في ذاكرة الليبيين وباقي البلاد العربية.
وخلت احتفالات التحرير من بعض مظاهر الصخب التي ميزت الاحتفالات التي شهدتها المدينة بمقتل القذافي يوم الخميس الماضي، وصاحبها إطلاق نار من مختلف الأسلحة.
وخلافا للعفوية التي كانت سيدة الموقف في الاحتفاء بسقوط القذافي، بدت الأمور أكثر تنظيما وكان عدد من الثوار يعكفون على تنظيم حركة المرور في محيط ساحة الشهداء، ويحرصون على حسن سير فعاليات الاحتفال داخل الساحة وخاصة في منصة الخطابة.
وفي ذروة الاحتفالات، تلونت سماء ساحة الشهداء بمختلف ألوان الألعاب النارية التي حلت محل الذخيرة الحية في التعبير عن الفرح، خصوصا بعد أن ارتفعت أصوات كثيرة تدعو الثوار للتوقف عن استعمال الرصاص والأعيرة النارية في التعبير عن فرحهم، بعد أن أسفر ذلك عن سقوط قتيلين وأكثر من 160 جريحا الخميس الماضي.
مرحلة جديدة
وبإعلان "التحرير" تطوي البلاد صفحة حكم القذافي المتواصل من 1سبتمبر/أيلول 1969 بما مثله من انفراد ومزاجية في اتخاذ القرارات على كافة المستويات، وغياب المشاركة السياسية ومن توترات وأزمات مع دول الجوار وعدة أطراف دولية أخرى وضعت ليبيا في عزلة تامة لعدة سنوات.
وتشكل هذه الخطوة بدء مرحلة الانتقال الحقيقي وما تنطوي عليه من تحديات كثيرة على جميع المستويات وخاصة بناء مؤسسات وهياكل الدولة، وخلق حياة سياسية على أنقاض عهد كان عنوانه الحكم الفردي وما ترتب عنه من تسيب وهدر للثروات والموارد.
وتحظى الثورة الليبية باهتمام عربي واسع بالنظر إلى طول فصولها وسقوط عدد كبير من الضحايا فيها، مقارنة بثورتي البلدين المجاورين تونس ومصر. كما يتابع المجتمع الدولي عن كثب تطورات الوضع في ليبيا على خلفية دور حلف شمال الأطلسي (ناتو) في نجاحها والاعتراف الدولي الواسع بالمجلس الوطني الانتقالي الذي تشكل في بداية الثورة.
المصدر : الجزيرة