جامعة بحر الغزال.. رحيل بالإكراه


رأي الطلبة
ويوضح الطالب محمد حسن العثمان الذي يدرس سنته السادسة بكلية الطب في جامعة بحر الغزال بالخرطوم، أن المشكلة بدأت مساء الجمعة 24 ديسمبر/ كانون الأول عندما تم نقل محتويات الجامعة في شاحنات "تحمل شعارات العودة الطوعية للجنوب"، مستغلين أن الطلبة كانوا في إجازة رسمية بمناسبة عيد الميلاد.
ويكمل طالب آخر بكلية الطب هو إسماعيل البشير أبو جلابية، الحديث موضحا أن اللجنة الطلابية توجهت بعد ذلك إلى وزارة التعليم العالي وقابلت الأمين العام للوزارة الذي طمأنهم ووعد بحل المشكلة بعد الاستفتاء، موضحا في الوقت نفسه أن الوزارة لا يمكنها التدخل بالأمر لأن الجامعة هي جامعة قومية ذات إدارة خاصة مستقلة، في حين يؤكد أبو جلابية أن القانون يمنح الوزارة حق التدخل إذا لم تتمكن إدارتها من تسيير أمورها.
بدورها قالت الطالبة نهى صلاح الدين -التي تدرس الطب أيضا في السنة الخامسة- إن المشكلة "تكمن في أننا لم نعد نعرف مصيرنا، خاصة وأن لدينا مراجع كثيرة لا يتسنى دراستها إلا خلال الإجازة وقد أضاع إقفال الجامعة تلك الفرصة علينا، كما أن بعض الطلبة عندهم امتحانات ملاحق يفترض أن تتم خلال هذه الشهر ولكن لا نعلم حتى الآن متى وأين ستجري، وهذه أكبر كارثة لأن الطالب لا يعمل إن كان سيمتحن أم لا".
وقد رفض بعض أساتذة الجامعة الحديث للجزيرة نت بحجة أنهم لا يريدون "فتح أبواب" عليهم وأن القضية نالت كفايتها بوسائل الإعلام ووعدت السلطات بحلها، علما بأنهم أكدوا رواية الطلبة وترحيل كافة محتويات الجامعة وخاصة المختبرات وملفات الأساتذة وسجلات الطلبة.

لكن الأستاذ في كلية التربية ومدير مركز الجامعة في واو سابقاً، الدكتور أحمد عوض التميمي، تحدث للجزيرة نت قائلا إن عملية نقل محتويات جامعة بحر الغزال شابتها فوضى وإن القائمين عليها كانوا من غير المختصين حيث أخذوا كل شيء بما في ذلك مادة الفورمالين الحافظة للجثث التي يستخدمها الطلبة للدراسة مما تركها عرضة للتحلل.
وأشار إلى خطورة نقل ملفات الأساتذة وسجلات الطلبة حيث إنها يمكن أن تتعرض للتلف أو الضياع مما يترك مصير الطلبة –إن حصل ذلك- مجهولا، مشددا على أن الجامعات الجنوبية هي من الجامعات القومية التي تتبع وزارة التعليم العالي إداريا وماليا ويفترض أن ينطبق عليها البند المتعلق بترتيبات ما بعد الاستفتاء.
وكان فريق من أساتذة الجامعات الجنوبية التقى وزير التعليم العالي بالإنابة خميس كنغو كندا حيث أكد لهم أن الوزارة ستحل المشكلة بعد انتهاء الاستفتاء، وأنها على علم بما حصل لكنه رفض تحميل المسؤولية لطرف معين.
وأكد كندا أن نقل ممتلكات الجامعات قبل الاستفتاء خطأ كبير لأن الجامعات مؤسسات قومية ينطبق عليها ترتيب ما بعد الاستفتاء، وما جرى في جامعة بحر الغزال يعد خرقا واضحا للقانون لأن محتويات الجامعة نقلت في وقت عطلة بعيدا عن مخاطبة الجهات الرسمية.